كلنا تنتابنا أحيانا لحظات من الحزن، فهو عاطفة طبيعية يشعر بها أغلب الناس، لكن أن يجلس المراهق ذو الخامسة عشر عاما يبكى حزينا لدرجة وصوله إلى الشعور بالتعاسة، وتتساءل الأم ماذا أفعل لابنى حتى لا يصاب بالاكتئاب، فهنا يدق ناقوس الخطر.
د. محمد وهبة أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس يقول: عندما نفتش عن أسباب التعاسة التى تسيطر على حياة المراهقين قد نجد منها: ارتباط المراهق بصديق معين، يعتبره مقربا منه، يلجأ إليه فى أوقات الشدائد، ثم يفاجأ بأنه لم يكن على مستوى هذه الثقة فيتولد لديه الشعور بالحزن وفى نفس الوقت هناك قوة داخلية تمنعه من الابتعاد عنه، وفى هذه الحالة من التناقض التى يعيشها المراهق يغلب عليه الحزن وقد يتحول تدريجيا إلى الاكتئاب، مما يترتب عليه أيضا العصبية والغضب الذى ينتابه لأقل الأسباب وينعكس كل ذلك على أسرته والمحيطين به. هنا يجب إيجاد حل لما يسمى «بصديق السراب». ويعتبر وصف هذا الصديق بلقب «السراب» وهو الوصف الأمثل.
هنا يوضح د. وهبة بأنه لا مجال للنقاش أو الحوار الصريح بل يجب إيجاد بديل لهذا الصديق، لكن من غير لوم وتهديد بعقاب إذا لم يقطع علاقته به، لأن من تبعده عنه بالقوة يتمسك به أكثر وخاصة فى هذه المرحلة حيث يسيطر عليه الشعور بالحيرة تجاه هذا الصديق بالإضافة إلى سمات هذه المرحلة العمرية التى تتصف بالعناد.
ويكون للأب دور مهم فى هذه الحالة بأن يطلب من ابنه إحضار ورقة وقلم ويقوم بتسجيل جميع الإيجابيات لدى هذا الصديق على الجانب الأيمن من الورقة فى حين يكتب كل سلبياته على الجانب الأيسر منها، ثم الخطوة التالية وهى التركيز فى السلبيات التى تشعر المراهق بالضيق ويفكر فى الضرر الذى قد يلحق به بسببها فى المستقبل إذا استمرت الصداقة بينهما، وعلى الأب أن يطلب منه أن يتخيل شكل الصداقة بعد خمس سنوات ويجعله يقرر إذا أثبت الضرر بالاستغناء فورا عنه وبلا تردد.
وأخيرا يؤكد وهبة أهمية تحديد هدف كبير يسعى أبناؤنا إلى تحقيقه فكلما اقترب منه يشعر بقدرته على التطوير فى شخصيته ويقويها مما يولد لديه التمتع بروح الاستقلالية والبعد عن صديق السراب الذى يبعده عن تحقيق أهدافه.
رابط دائم: