«نادية»: أول ديليفرى نسائى فى مصر

وتقول «نادية» التى تحفظ شوارع الإسكندرية عن ظهر قلب، إنها قبل ستة أشهر أجرت اتصالًا مع بائعة تعرض منتجاتها عبر الإنترنت، وبعد الاتفاق على شراء نظارة شمسية تأخبرتها البائعة أن موعد التسليم سوف يتأجل لبضعة أيام لانشغال القائم على توصيل الطلبات «الديليفرى» بمهام أخرى وعدم توافر شخص بديل، هذه الجملة البسيطة التى تفوهت بها البائعة جعلت فكرة مجنونة وعبقرية تلمع فى رأسها، فلماذا لا تقتنص الفرصة وتكون أول امرأة تعمل فى هذا المجال.

وتضيف «نادية» انها عرضت على البائعة، التى أصبحت صديقتها فيما بعدـ العمل معها فى نقل المنتجات للمنازل من خلال «جروب» موجود على وسائل التواصل الاجتماعى للبيع والشراء، وخاصة أن هناك سيدات من بين المشترين قد يفضلن التعامل مع امرأة، فأبدت الأخيرة إعجابها بالفكرة ووافقت على الفور، خاصة وان نادية تمتلك دراجة نارية «سكوتر» مما يسهل عملية النقل، بالإضافة الى أنها على دراية كاملة بالمناطق والشوارع المختلفة فى المدينة.

وتبتسم «نادية وهى تقول إن زوجها فى البداية لم يتحمس لعملها فى هذا المجال، كونه بعيدا عن مجال دراستها أو خبراتها السابقة، إذ أنها حاصلة على ليسانس آداب قسم تاريخ وآثار إسلامية من جامعة الإسكندرية وعملت فى منصب إدارى لمدة خمس سنوات فى مكتبة الإسكندرية منذ افتتاحها عام 2002، قبل أن تقدم استقالتها وتتفرغ لبيتها.

وتستطرد قائلة «كان هذا فى البداية، فقد كان يخشى أن أتعرض لمضايقات، أما الآن فزوجى أكبر داعم لى ويشجعنى باستمرار على مواصلة العمل والنجاح وأعتبره سندى وظهري، وتضيف: أن كونى سيدة جعلنى مطلوبة من قبل القائمات على مواقع البيع «أون لاين» التى تعرض منتجات وأدوات تجميل وحُليا ووجبات جاهزة.

وتؤكد «نادية» ان الأمر تطور الآن وأصبحت تتعامل مع عدد من المحال التجارية والمؤسسات، وتستمر ساعات عملها من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، مضيفة انها لا تتعرض لمضايقات، وضحكت وهى تقول إن السكندريين جميعاً أصبحوا يعرفون نادية «فتاة الديليفري» اللى بتركب سكوتر وبتلبس خوذة.

وفى النهاية تقول انها تحلم بتأسيس شركة لبيع المنتجات عبر الانترنت، على أن يكون جميع موظفيها من الفتيات، للتأكيد على أنهن قادرات على العمل فى جميع المجالات وبكفاءة عالية ومتساويات مع الرجال.