«انت مش ابنى»..« حرام عليك العيال ملهومش ذنب»..«يا أنا يا ولادك»..«أعملكم إيه مفيش فلوس»..«يا فاشل»..«الشارع دواكى»..
بعض أصوات المنازعات الصادرة من شبابيك البيوت والتى تتسبب فى خروج الصغار إلى الشارع، هو المشهد الذى بدأ به العرض المسرحى «قضية فى الانعاش» وقدمه مجموعة من أطفال «بلا مأوى» بمشاركة عدد من الممثلين الشباب على مسرح الهناجر أمس الأول.
ليعيش الجمهور معهم قصص أوجاع حقيقية جسدها الصغار بمهارة تعبيرا عن قسوة حياتهم على الأسفلت وما يعانونه من استغلال ومخاطر. وذلك من خلال قصة رضا ودعاء، اللذين ألقت بهما ظروفهما الصعبة فى مواجهة حياة الشارع. لينتهى بهما الأمر خلف القضبان وأمام المحكمة فى مشهد مأساوى يطرح سؤالا كبيرا عن المسئول عما وصل إليه حالهما وملايين الأطفال مثلهم؟
لنواجه حقيقة أن كلنا مسئولون (الأهل ــ الاعلام ــ المجتمع ــ المسئولون....) فى قضية مازالت فى الانعاش منذ سنوات طويلة وتنتظر مزيدا من الاهتمام والعلاج، حتى يفيق الجميع ويتحمل كل قدره من المسئولية، ليعود الصغار إلى بيوتهم أو يمارسون حقهم فى الحياة بتوجيه سلوكهم واستغلال طاقاتهم ليصبحوا عناصر ايجابية فى مجتمع يتقبل ظروفهم ويرتقى بهم،
ولا يشير نحوهم ويدينهم بلا ذنب. حقوق يتضمنها القانون لكن لا يعيها الكثيرون. لذا قام الصغار من جمعية الحرية لتنمية المجتمع تحت اشراف مبادرة «فن وحياة» بالتعبير عن مشكلاتهم ومخاطبة ضمير المجتمع من خلال عرض من تأليف كارولين كمال ومازن محمد وديكور سيدهم صبرى واخراج رأفت بيومى ،
تحت رعاية مركز الجيزويت الثقافى بالإسكندرية، مؤكدين أنهم ليسوا فقط مهمشين ومعرضين للخطر لكنهم أيضا قادرون وموهوبون ويستحقون التقدير والنجاح.
رابط دائم: