أرجو نشر هذه الشهادة فی حق شخص غال علی قلبی،
ولم أستعد لرحيله وفراقه الذی ترك فیّ أثرا حزينا جدا لم أشعر به من قبل، وقد تتوقع أنه أبی أو أخی أو أمی .. فأقول لك: لقد كان كل هؤلاء بالنسبة لى .. إنه خالی، ومن النادر جدا أن يحزن شخص ما علی خاله كل هذا الحزن، ولكنه كان بجوارى منذ صغرى، وقام مقام أمی وأبی وخالی وصديقی عندما احتجت إليهم، وكان عندما يمرض يصبح فى مقام ابنی، ولم ولن أجد شخصا يعوضنی عنه، وأرجو أن تنشر له شهادة أكرمه فيها علی كل ما فعله معی، وما تعلمته منه وحزنی الشديد علی فراقه الذی لا أكاد أصدقه، إذ كان رحيله مفاجأة لم أتوقعها أو أستعد لها؛ وكان من المتابعين لبريدك الشهير وهو من لفت نظرى إليه، وحببنى فى متابعته، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
«الخال والد» كما يقولون، لكنه بالنسبة لك لم يكن الوالد فقط، وإنما كان كل شىء، ولذلك جاءت كلماتك قصيرة وواضحة ومعبرة عن مكنون نفسك تجاهه، ولقد ساد هذا الشعور نفس أحد الشعراء تجاه خاله فأنشد قائلا:
شوف القمرة بدونك ما فى ليلها بتنور
والغيمات فى سمانا باكية سواد بتمطر
والزهرات فى غيابك أصبح لونها مصفر
غاب الشمس شعاعها والكون بقى متغير
كنت الجبل الصامد وفى القاسيات بتيقن
والأيام من بعدك ماكرة وما بتطمئن
ليك الجنة إن شاء الله والغفران والرحمة
وتدخل علاقتك بخالك رحمه الله أيضا فى باب صلة الرحم، ومن وصل رحمه وصله الله، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله عز وجل: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته» متفق عليه.
وأرجو أن تتماسكى وأن تحققى أمله فيك، وأسأل الله له الرحمة والمغفرة، ولك الثبات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رابط دائم: