رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

خلال مؤتمر التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى فى نيويورك:
جورج واشنطن يرحب بالمسلمين والدستور الأمريكى يدعوهم للتعايش والاندماج

نيويورك: مــحمد مطـر
تواصل وتعاون، تنسيق وتبادل، تنوع ثقافى عريض يقابله تطور تكنولوجى سريع، تراكم حضارى كبير يلامس نهضة علمية حديثة، تاريخ وأصالة تفوح، يواكبها تفوق وريادة تسود، تلك هى ثنائية العلاقة بين الشرق والغرب التى دعت رابطة العالم الإسلامى

إلى محاولة بناء مزيد من الجسور للتواصل والتفاعل بطريقة صادقة ممنهجة والتصدى لما يعرف «بالإسلاموفوبيا»، والعنصرية وكراهية الآخر من خلال مؤتمر التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى والذى انعقد مؤخرًا بمدينة نيويورك من أجل التركيز على العوامل المشتركة بين الأمتين للتأسيس لحوار مفيد للطرفين.

المؤتمر الذى حضره وشارك فيه ما يقرب من 500 عالم ومفكر يمثلون أكثر من 56 دولة وكبرى المؤسسات الثقافية والفكرية فى العالم الإسلامى جاء بمشاركة منظمة الأمم المتحدة وحضور سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية للحريات الدينية سوزان كوك.

المؤتمر الذى شهد الحوارات والمداخلات واتسم بالكثير من المناقشات والأبحاث طرح بعض المبادرات والاقتراحات وأرسى قواعد لمزيد من التفاهمات من أجل الإجابة على أحد أهم الأسئلة التى تحدد مسار العلاقة بين أمريكا والإسلام وهل هى ماضية فى طريق الاتفاق أم الافتراق؟

ربما هذا ما أشار إليه بوضوح الشيخ الدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامى حيث أكد عراقة التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى وإثرائه فى عموم المجالات الإنسانية المتبادلة منوهًا بأبعاد القمة الإسلامية الأمريكية المنعقدة بالعاصمة السعودية الرياض فى يوليو الماضى وما عكسته من أثر أسهم فى تقرير مفاهيم التواصل الحضارى بين الجانبين المؤتمر الذى استمر يومين وسط أجواء يسودها روح التسامح والشفافية ويغلفها لمسات الصراحة والعقلانية ناقش موضوعات عديدة لعل أبرزها الإسهام الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى الواقع والتطلعات والإسهام الإسلامى فى تعزيز السلام العالمى والمسلمون فى الولايات المتحدة الأمريكية الاندماج والمواطنة، والاتجاهات الفكرية فى توظيف الحريات الدينية، والتواصل المعرفى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي، والمشتركات الحضارية والإنسانية، والتبادل المشترك بين الجانبين وتحالف القيم الإنسانية والبناء الحضارى المشترك والتوجه نحو علاقات استراتيجية وحضارية بين أمريكا والعالم الإسلامي.

ربما لخصت توصيات المؤتمر أبرز هذه المحاور حيث دعت إلى أهمية توثيق الصلات والتعاون بين المنظمات الإسلامية فى الولايات المتحدة الأمريكية والهيئات الرسمية والشعبية فى العالم الإسلامى فى كل المجالات إفادة واستفادة مع بذل الجهود الدولية الفاعلة لتحقيق كرامة الإنسان وحفظ حقوقه وإقامة العدل الناجز وتحقيق التعايش الأمنى بين المجتمعات البشرية، ونوهت إلى دور إشاعة ثقافة التعايش الإسلامية والغربية وتشجيع البحوث والدراسات التى تؤصل لمبدأ التواصل الفاعل وتبرز أهمية الجانبين ونشر كتبه وترجمتها والنأى عن دعوات صراع الحضارات والتحذير من ظاهرة التخويف من الإسلام واستعداء المسلمين وتوطيد علاقاتهم بمجتمعاتهم، وأثنى المشاركون على خطط التعاون الحضارى بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة الأمريكية مؤيدين إنشاء المركز العالمى لمكافحة التطرف «اعتدال» الذى دشنه الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس دونالد ترامب وعدد من القادة العرب والمسلمين خلال القمة العربية الإسلامية مؤخرًا وأعربوا عن تقديرهم للمركز وما يحتويه من كفاءات عالية وتقنيات متطورة وسيتم توظيفها فى مكافحة التطرف بأحدث الطرق والوسائل فكريًا وإعلاميًا ورقميًا، كما أهاب المؤتمر بوسائل الإعلام الإسهام فى نشر ثقافة السلام والتفاهم والتحلى بالمصداقية والموضوعية وعدم الترويج لثقافة العنف والكراهية والتوقف عن إنتاج مواد إعلامية تؤجج الصراعات الدينية والطائفية والفكرية، ولفت المؤتمرون إلى أن حضارة الإسلام وتجربته التاريخية الرائدة تؤكد انفتاح المسلمين الواعى على الحضارات الأخرى وحرصهم على التواصل مع شعوب العالم ودعم مبادرات السلام العالمية وتعزيزها، وأن المسلمين اليوم معنيون بالإسهام فى العطاء الإنسانى فى المجالات الاقتصادية والفكرية والثقافية والاجتماعية والعلمية وغيرها مما يخدم الإنسانية ويحقق سعادتها وأشاروا إلى أن الإسلام دين الرحمة بالناس جميعًا ويتضمن مبادئ إنسانية عالمية قادرة على إسعاد الإنسان وتحقيق آماله وحل مشكلاته مضيفين أن المسلمين مدعوون إلى إنفاذ هذه المبادئ وتحقيقها على أرض الواقع بالتواصل مع الآخرين لتأسيس عالم تسوده العدالة والسلم والتراحم وفتح صفحة إيجابية فى العلاقة الحضارية بين الأمم والشعوب على أسس من الاحترام المتبادل والتعاون فى إعمار الأرض وتحقيق أمن الإنسان وكرامته، وذكروا أن التنوع الدينى والثقافى فى المجتمعات البشرية يستدعى إقامة شراكة عادلة وتواصل إيجابى ضمن عقد اجتماعى يتوافق عليه الجميع يستثمر تعدد الرؤى فى إثراء الحياة المدنية والحضارية وتحقيق تنمية شاملة.

وحول هذا المحور فقد شدد أمين عام رابطة العالم الإسلامى على أن التعايش الحضارى لا يعنى بالضرورة قناعة كل منا بوجهة نظر الآخر لكن المهم هو تفهمنا لسنة الخالق فى الاختلاف والتعدد والتنوع ووجوب التعايش والتعاون على ضوء هذا التفهم لخدمة المصالح المتبادلة بل وخدمة الإنسانية جمعاء ولتعزيز السلم الاجتماعى والأمن الفكرى ودحر الشر بل وهزيمته مع ترسيخ مفاهيم البر والإحسان والعدل والحريات المشروعة مع الجميع دون تمييز دينى ولا مذهبى ولا عرقى ولا سياسى ولا فكرى وهنا يتناغم فكر الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى على ضرورة تفعيل القنوات الهادفة لإعمار الأرض ونشر الخير وبالمقابل مواجهة دعاة التطرف والإرهاب من أصحاب الفكر المنحرف بإتباع أساليب ذات أسس علمية، وأكد الشيخ السديس أن الأصل الإنسانى المشترك بين الناس يدعوهم إلى الابتعاد عن التفرقة فيما بينهم والركون للسلم والحوار والدعوة إلى تعزيز قيم العدل والمساواة بين البشر.

ولم يكن الدكتور يوسف العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامى بعيدًا عن هذا الطرح حيث أكد أن المنظمة تؤمن بدور الحوار فى تعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلين بين الشعوب وبأن إرساء ثقافة التعايش السلمى من شأنه خدمة الولايات المتحدة والعالم الإسلامى على حد سواء مؤكدًا أن تعزيز الترابط بين الأمم يحميهم من الوقوع فى براثن الكراهية والتمييز.

وهنا يلتقط هذا الحديث الأمين العام لمجلس الأديان العالمى من أجل السلام وليام فندلى حيث يؤكد أن علاقة الولايات المتحدة بالعالم الإسلامى تنبع من رغب كلا الجانبين فى تقديم العون لكافة أفراد الأسرة البشرية مشددًا على أهمية الدور الذى تقوم به المبادئ السامية بوصفها قيمة مشتركة بين الأمتين الإسلامية والأمريكية وعلى أن الحضارات العظيمة لا تنبع إلا من أديان عظيمة وأن هذا أحد أكبر القواسم المشتركة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

وهنا يأتى دور الأزهر كحضارة إسلامية وسطية تبعث رسائل إلى العالم برمته رسالة تعظيم من شأن الحوار والجوار، والاتفاق والتعايش والتسامح والمودة فى مقابل دعوات التطرف والعنف ورايات الأصولية المتعصبة ونيران مدافع الإرهاب، هنا يستمع الحاضرين إلى الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف حيث يؤكد أهمية التواصل بين الجانبين وتبنى ثقافة السلام بديلاً عن ثقافة الحرب والقهر التى أثبتت على مر العصور فشلها فى حل أى صراع أو نزاع، وأشار إلى أن العمل المشترك الجاد بين المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن يقدم الكثير للعالم أجمع، ودعا إلى العمل سويًا من أجل إعادة النهضة بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وقال أن كافة الحضارات لا تنكر جهود ابن الهيثم وابن سينا وابن البيطار وبين أن التواصل بين المسلمين وإتباع الأديان الأخرى يعود إلى صدر الإسلام حيث تم إرسال عدد من الرسل إلى ملوك الفرس والروم والحبشة ومصر واليمن، وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية استفادت من الثقافات الأخرى والذى بلغت ذروتها فى العهد العباسى حيث تم إنشاء بيت الحكمة ونشطت حركات الترجمان.

وأشار إلى أن الدين الإسلامى علمنا بأن الاختلاف فى الدين أو المعتقد لا ينبغى أن يكون سببًا للصراع أو الشقاق كما أن للناس جميعًا مشتركات إنسانية يجب العمل عليها مستشهدًا بالانفتاح المبكر للإسلام على غير المسلمين باستعانة الرسول – صلى الله عليه وسلم – يوم الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة برجل من غير أهل الإسلام ليقدم درسًا إلى المسلمين فى هذا العصر.

وحول هذا المضمون فقد شرح الدكتور ديفيد نصر نائب الرئيس للتنمية الروحية فى جامعة «ليبرني» منهج جامعته المسيحية فى تعزيز قيم التسامح والانفتاح بين الطلاب ودفعهم باتجاه التواصل مع المسلمين فى أمريكا والذين يتمتعون بنفس الالتزام الدينى الداعى إلى دعم التنمية وتحقيق الرخاء، وركز على الدور الفاعل الذى يمكن للمشروعات البينية فعله لتوثيق عرى العلاقات بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة مشددًا على ضرورة توفر الإرادة الصلبة لتحقيق الأهداف ونبذ اليأس والانهزامية.

الأمين العام للمجلس العالمى لقادة الأديان بالأمم المتحدة «ياوا جاين» سار فى نفس الاتجاه مطالبًا بالانتقال من مرحلة قبول الآخر إلى مرحلة احترام الآخر مشددًا على ضرورة مشاركة المسلمين الأمريكيين فى الحياة العامة والنشاطات الدينية وأن يتحلوا بالوطنية ويلتزموا بمراعاة مصلحة بلدهم ومواطنيهم، ولفت «جاين» إلى أن عدد المسلمين فى الولايات المتحدة سيتجاوز الـ50 مليون نسمة عام 2050 وعلى الجانبين مشاطرة مخاوفهم وقلقهم بين بعضهم بعضًا لتذليل كافة العوائق التى من شأنها عرقلة التنمية فى العالم.

حديث الأمين العام للمجلس العالمى لقادة الأديان عن عدد المسلمين فى الولايات المتحدة دفعت إلى البحث عن جذورهم حيث كتاب «الإسلام والآباء المؤسسون» للأكاديمية الأمريكية «دينيس سبيلبرغ» أستاذة التاريخ والدراسات الشرق أوسطية فى جامعة تكساس حيث تكشف عن وجود المسلمين فى الداخل الأمريكى منذ طور التكوين فى عام 1776 حيث تم جلبهم من مناطق أفريقية كان الإسلام قد ازدهر فيها من قبل وإعلان جورج واشنطن الرئيس الأول والمؤسس عن ترحيبه بالمسلمين.

وحول قضية الجذور وترحيب مؤسس الولايات المتحدة بالمسلمين سألت د. محمد مطر الكعبى رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة حيث أكد على أن التواصل الحضارى مع الولايات المتحدة «يجب أن يستند على القيم المشتركة بين مبادئ الحضارة الإسلامية والقيم المثلى بالدستور الأمريكى مشددًا على أهمية تبادل الآراء والخبرات مشيرًا إلى أن سبل تعزيز الحوار بين الجانبين مستمر على كافة المستويات خاصة بعد القمة الإسلامية الأمريكية بالرياض لكنه أشار إلى أن الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية التى يشهدها العالم اليوم تشكل تهديدًا حقيقًا لهذا التواصل الحضارى وتستوجب على قادة الفكر وصناع الرأى ورجال الدين ومراكز القرار أن يسارعوا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه التحديات الجسيمة لتعزيز الحوار ونشر قيم الحب بدلاً من الحرب وإحلال ثقافة التسامح والتعايش محل العداوة والبغضاء أو إرساء مبادئ العدل والسلام مكان الظلم والطغيان.

بدوره نوه الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلحة فى كلمته على أهمية تعزيز العلاقات الإسلامية الأمريكية موضحًا أنها مبنية على القيم الإنسانية المشتركة الأربع وهى الرحمة والحكمة والمصلحة والعدل، والتى تحمل جوهر التعايش بين البشر مؤكدًا أن كل هذه القيم تتفق مع الدستور الأمريكي، لكنه أشار إلى أهمية المؤتمر الذى يأتى فى وقت حرج يواجه فيه العالم مخاطر وجودية تهدد نهاية المسيرة البشرية «فهى المرة الأولى فى التاريخ التى يمتلك فيها الإنسان أسلحة يمكن له بواسطتها أن يدمر كوكب الأرض بأكمله».

راشد النعيمى وزير التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة يؤكد أن نيويورك كانت المحطة الأولى لمعظم المهاجرين وأن المؤتمر جاء فى توقيت ومكان بالغ الأهمية حيث قادة العالم موجودون على منصة الأمم المتحدة، ومن هنا تصبح الدعوة قائمة لبناء جسور من الثقة والتفاهم والعيش المشترك وهذا ما نحتاج إليه الآن بقوة لابد من إبراز البعد الإنسانى للدين الإسلامي، ولابد من إطلاق مبادرات تدعو إلى الاحترام المتبادل بين الجانبين وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ولابد أن نعترف بصوت عال أننا مقصرون لقد تركنا فراغًا انتشر بداخله الإرهاب والتطرف وأغفلنا التعامل مع جذور هذا الإرهاب، لابد أن يكون لدينا موقف عربى حاسم ضد الإرهاب والتطرف.

> سألته وماذا لو كان الإرهابى من داخل دولنا وأعنى بذلك ما تمارسه دولة قطر من نشر الفوضى والإرهاب فى المنطقة.. كيف ترى موقف الدول الرباعية والإمارات واحدة منهم؟

أجاب: قطر تدخلت فى كثير من الملفات لنشر الفوضى والتخريب، إنها تريد تقويض الاستقرار وتهدد الأمن وتتبنى الإرهاب والمتطرفين وتستخدمهم لزعزعة استقرار الدول وأمنها وهذا السجل ليس جديدا عليهم ولديها سجل أسود فى مصر والبحرين واليمن وليبيا. كما تستضيف مجموعة على لائحة الإرهاب أكثر من 59 إرهابيًا على أراضيها، وهناك مجموعة كبيرة تحت السجل الأمريكى وأخرى تحت السجل الأوروبى والأمم المتحدة ومجموعة تحت السجل العربى بوصفهم إرهابيين، لقد عانت بلادنا كثيرًا من إرهاب قطر.

> ولكن الدوحة تزعم أن ما تقوم به الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب هو حصار غير شرعي؟

إجراءاتنا ضد قطر سيادية وشرعية ولمصلحة الوطن العربى وشعوبه، وهذه الخطوات نتيجة للسياسات الخاطئة التى تمارسها الدوحة منذ سنوات فيما يتعلق بدعم الإرهاب وتمويله واستضافة المتورطين به ونشر الكراهية والتحريض وتدخلها فى الشئون الداخلية للدول الأخري، وأن المطالب الثلاثة عشر التى تقدمت بها الدول الأربع والمبادئ الستة هى فى حقيقتها كانت لتسليط الضوء على المخالفات التى ارتكبتها قطر حيال اتفاقات وقعتها وقوانين صادقت عليها، هناك اتفاق الرياض عام 2013، واتفاق الرياض 2014 اللذان لم تلتزم بهما قطر، كما أنها استمرت فى سياستها السلبية والعدوانية تجاه دول المنطقة مما فرض علينا اتخاذ هذه الإجراءات.

> ما يقرب من مائة وعشرين يومًا على الأزمة القطرية والدوحة تمارس حالة التسويف والهروب إلى الأمام وتزعم أن الدول الأربع تريد تغير نظام الحكم القطري.. هل ترى أن قطر لديها رغبة حقيقية فى حل الأزمة؟

النظام القطرى خلال الأزمة أهمل الحوار الجاد وقفز على جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية والمحلية وحتى المخطوط منها بخط اليد وتنصل من تعهداته السابقة بوقف دعم التنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم «الإخوان المسلمين» بل أنه جعل الدوحة «محجًا» باطلاً لقيادات التنظيم وسدنته، والدول الأربع لا تريد تغيير النظام فى قطر وإنما تغيير التوجه القطرى لتكون عنصرًا بناء وفاعلاً وليس عنصر هدم وتخريب، إن قطر تستخدم قدراتها المادية لتثبت مكانة لها لكننا نرفض أن يكون ذلك على حساب المصالح العربية أن ما تفعله قطر يعزز حقيقة عدم رغبتها فى الحوار الجاد وعدم رغبتها العودة إلى الحضن الخليجى والسعى إلى الارتماء فى أحضان الآخرين.

مازلنا داخل أحداث المؤتمر وربما أثارت أعمال العنف المرتكبة بحق أقلية المسلمين فى «ميانمار» على أيدى متعصبين من الغالبية البوذية قلق وانزعاج المشاركين فى مؤتمر التواصل الحضارى الإسلامى الأمريكى ولاسيما صور مئات من المسلمين جرت تصفيتهم بطريقة وحشية، إلى جانب آلاف الأبنية إبان موجة العنف والقصف، مما جعل أعضاء مجلس الأمن الدولى يعربون عن قلقهم العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية، تزامنت هذه الأحداث مع فرض «ميانمار» قيودًا على المساعدات الإنسانية إلى «الروهينجا» تحت دواع أمنية.

أسئلة ساخنة حملتها إلى الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكى السعودى المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذى ناشد الأمم المتحدة ودول العالم الضغط على حكومة اتحاد «ميانمار» لوقف التهجير القسرى للروهينغيين وإعادة المهجرين منهم إلى ديارهم مهيبًا بالمنظمات الدولية الاضطلاع بمسئولياتها الإنسانية والدولية تجاههم، وكشف «الربيعة» إلى أن خادم الحرمين الشريفين أصدر توجيه بتخصيص مبلغ 15 مليون دولار أمريكى مبادرة ودعم منه لما يتعرض له مهجرو الروهينجا الفارون من «ميانمار» جراء الإبادة والتعذيب.

وأشار إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة قام بعدة مشروعات هناك منها ما تم تنفيذه ومنها ما هو جار تنفيذه وأخرى تحت الإجراء وأن هذه المشروعات تنوعت ما بين إغاثة وإنسانية، وأفصح أن المركز نفذ المرحلة الأولى لمشروع توطين نازحى ولاية «راخين» بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة مبينًا أن المشروع يهدف إلى تقديم دعم مجتمعى لمواجهة الأزمات وإحداث تنمية زراعية، وبين أن المركز يعد مشروعًا لدعم مهاجرى الروهينغا فى ماليزيا بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين فى كوالالمبور، وكشف الربيعة عن توجهات عليا فى هذا الشأن لفريق مختص يستعد للتوجه إلى بنجلاديش للوقوف على أوضاع المهجرين من الروهينغا لرصد أهم الاحتياجات العاجلة وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية والإيوائية الطارئة لهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق