حاول الكاتب «نبيل عمر» فى كتابه الأخير «زوجات أبي» (رواية حياة)، الصادر عن «دار دلتا للنشر و التوزيع»، استكشاف جذور حياته. فرأى والدته تقف هناك. على ناصية ماض صعب فى «شبين الكوم».
سيدة أصيلة قامت وحدها «بدور البطولة»، وعبرت ظروفا عصيبة وسط مجتمع ضنين، لتربى أولادها بنجاح، وتجعل منهم رجالا، وترى فى نجاحهم عوضا عن مرارات الحياة. ويظل طيف «الست عزيزة خطاب» خلفية دائمة للمشهد، بابتسامتها فى لحظات النجاح، ودعمها فى أوقات الضعف.
«زوجات أبي» سيرة حياة ذاتية، ستجعل كثيرين من جيل الكاتب يرون فصولا من حياتهم، فى قرى الدلتا، وحى شبرا، قبل أن تختفى تلك الحياة الوادعة، المسنودة بقيم الكفاح والكد الراسخة فى المجتمع المصري، بمافيه من حكايات اجتماعية، عن الزواج والطلاق، وذكريات الطفولة، والمراهقة والحب، ومصروف المدرسة، وقراءة أول كتاب، والتعرف على العالم، وتفتح المدارك، وذكريات النكسة، وانتصار أكتوبر، ليصنع الكاتب أفقا إنسانيا يمنح الكتاب طابعا روائيا حميما. يضاعف متعته تفادى الكاتب التكلف، وتجنبه تجميل الحقائق، والتزامه عفوية الحكى التى زادته تشويقا. ومن يعرف «نبيل عمر» يمكنه تخيل صوته يقرأ الحكايات بأسلوبه المعهود. وهو يفسر اللغة البسيطة الحميمة والعميقة، والعناوين الصحفية الجذابة لفصول الكتاب، وهى أقرب لمدرسة «روز اليوسف» التى ارتبط بها فى بداية مشواره الصحفي.
رابط دائم: