هنا يأتى الجميع..مع حلول الصيف..كل حسب شاطئه الأثير..يحملون أمتعتهم.. ومستلزمات البحر..والاستجمام والمتعة.. وأيضا مستلزمات التفاخر من أحدث الموضات وصيحات الشاطئ لزوم التباهى والمنافسة فى موسم « التقاليع» الصيفى.
وآخرون يأتون حاملين حقائبهم والكثير من الهموم والمشكلات، بعد العديد من المواءمات والموازنات لتوفير تكاليف رحلة المصيف، هربا من حرارة المدينة، وبحثا عن بعض الهواء النقى بعيدا عن مصادر التلوث اليومية، أوالتزاما أمام رغبة الصغار وأملا فى التخفف من هموم المدينة ومشكلات الحياة اليومية بين رحاها.
ليصبح البحر هو «النداهة» والمنقذ فى شهور الصيف من حرارة المدينة «الملتهبة».
وفى آخر أيام الصيفية.. يبدأ رواد الشاطئ فى وداع البحر بعد أن سكبوا فيه الكثير من الهموم
و الأوجاع.. وبعد استراحة محارب ضرورية قبل العودة إلى روتين الحياة اليومية واختناقات المدينة وعشوائيتها. تلملم الأسـر أمتعتها..ويعرض باعة الشاطئ آخر بضـائعهم ويستعد البحر لوداع رواده..ليعود الأهل إلى أعمالهم والأبناء إلى مدارسهم وجامـعاتهم، يقضـون شــهورالعمل ويصــبرون على سهرات المذاكرة انتظارا ولهفـة للعـودة مرة أخرى إلى شاطئ المتعة والاسترخاء..إلى البحـــر، الـذى قال فى وصـــفه الشاعــر الراحـل سيد حجاب:
أحلى ما فيك يا بحر ان انت دايما جديد
فى لحظة صافى..ولحظة جافى وشديد
والجرح يدبل فيك..وأرض العباد
من الرقاد على الجرح..عبِّت صديد
رابط دائم: