للقطن المصرى تاريخ مشرف فقد ظل سنوات طويلة يمثل عصب الاقتصاد المصري، فلبس منه الفلاحون والباشوات، وكانت مصر رائدة فى إنتاج الأقطان الفاخرة، واعتمد المزارعون فى مقامهم الأول على الذهب الأبيض.
فقد بدأت زراعة القطن فى مصر منذ عهد قدماء المصريين حيث اكتشفت بذوره فى إحدى مقابر طيبة، وانتشرت زراعته فى العصور البطلمية والرومانية إذ كانت مصر تصدر المنسوجات القطنية إلى روما، وفى العصر الحديث يرجع تاريخ زراعة القطن إلى عام 1820، وتبين أن محصوله من حيث طول التيلة ينافس الأقطان الأمريكية والهندية ويتفوق عليها، الأمر الذى أدى إلى سرعة انتشار هذا النوع الجديد الذى بلغ إنتاجه عام 1823 نحو 30 ألف قنطار.
وفى عام 1935 أنشئ مصنع غزل القطن، وفى عام 1963 أنشئت مراقبة بحوث تكنولوجيا القطن، وقد ضمت هذه المراقبة عام 1973 إلى معهد بحوث القطن التابع لمركز البحوث الزراعية، وذلك من خلال ثلاث محطات للبحوث بالجيزة وسخا وبهتيم وبعض المحطات الفرعية فى مختلف المحافظات، ولا يقتصر عمل هذه المحطات على تربية القطن ولكن يتعداه إلى مختلف البحوث الزراعية الأخري.
أما على المستوى العالمى فإن هذه الأصناف تندرج حسب طول تيلتها تحت مجموعة الاقطان الفائقة الجودة وكانت تسهم مصر بنحو من 45% الى نحو 50% من إجمالى الناتج العالمى منها، تليها نحو عشر دول منتجة لنوعية الأقطان الفاخرة من أهمها الولايات المتحدة الأمريكية والسودان والصين والهند وغيرها، وفى عام 2002 وصل إنتاج القطن المصرى الى 59 % من الإنتاجية العالمية، وبدأ فى التفاوت المتنازل حتى وصلت به الحال إلى ما نراه حاليا على أرض الواقع.
رابط دائم: