بعيدا عن ضجيج المدارس الدولية والخاصة ومصاريفها الباهظة، وأخرى حكومية ربما لا توفر الخدمة التعليمية بالمستوى المطلوب، هناك مدارس ربما لا يعلم عنها الكثيرون شيئا ونحن على أبواب عام دراسى جديد. مدارس بلا أسوار ولا زى موحد ولا مواعيد فى منطقة الزبالين بالمقطم.
فى الرابعة فجرا يستعد اغلب اطفال تلك المنطق للانطلاق لأعمالهم الشاقة فكانت طبيعة تلك الحياة القاسية - التى لم تكن وليدة اليوم ولكن منذ الستينيات عندما استوطن الزبالون القادمون اغلبهم من صعيد مصر تلك المنطقة- هى ما دفع الدكتورة ليلى اسكندر وزيرة البيئة السابقة خبيرة التعليم الدولية، لابتكار نظام تعليمى مختلف يتناسب مع أبناء المنطقة ألا وهو «التعليم من أجل الكسب».
بدأ هذا النشاط التعليمى الاقرب للمدارس المجتمعية بجذب فتيات المنطقة للتعلم على النول وصنع السجاد ولاقت المدرسة التى انشئت فى الثمانينيات إقبالا من البنات اللاتى كن لا يخرجن للتعلم فى ذلك الوقت.
وبعد النجاح الذى حققته فى خفض نسب الامية وتعليم الفتيات الكثير عن الصحة العامة، فضلا عن الكسب، جاء الدور على الاولاد الذين تسربوا من التعليم واحد تلو الآخر، فهم فى النهاية مصدر دخل لأسرهم وفقا لما اوضحه عزت نعيم رئيس جمعية روح الشباب التى اسست المدرسة المجتمعية للبنين بحى الزبالين عام 2004، والتى اتبعت نفس اسلوب مدرسة الفتيات ولكنها اتخذت من إعادة تدوير عبوات الشامبو منهجا لها، حيث يتم جذب الأطفال للدراسة بها مقابل جمع عبوات الشامبو الفارغة والحصول على مبلغ مالى جيد فى نهاية كل شهر، فى مقابل ضرورة حضور عدد معين من الحصص الدراسية وهو 25 حصة ويقول نعيم :» يتعلم الطفل اللغة العربية والحساب من خلال الكلمات التى يستخدمها فى العمل ومن خلال صوت الحرف وليس شكله فالمنهج بالكامل مكون من وحى مهنته وهى جمع القمامة وفرزها اما الحساب فيكون من خلال تجميع المكسب المحدد له».
بلا اسوار أو زى أو حتى مواعيد يلتحق الأطفال بتلك المدرسة المجتمعية على امل الحصول على شهادة محو الأمية بعد سن السادسة عشر، وبعضهم يكمل تعليمه الثانوى مثل «موسى نظمى « الذى كان يأمل فى الالتحاق بكلية الهندسة بعد أن اتم الدراسة الثانوية الصناعية ولكنه اكتفى بتحويل نشاطه إلى تأسيس مخبز لأهالى المنطقة.
وتوضح سماح كامل مدرسة الصحة انه خلال العام الماضى كادت المدرسة أن توقف نشاطها وقل عدد التلاميذ الملتحقين بها بعد توقف التمويل الذى كانت تحصل عليه فى السنوات الماضية، ولكن أخيرا وبعد فوز جمعية روح الشباب بإحدى المسابقات العالمية تقرر توجيه مبلغ الجائزة للمدرسة لدعمها واستمرار نشاطها مع تحويل الفكرة والمنهج نحو جمع زجاجات البلاستيك بدلا من الشامبو.
رابط دائم: