وجود فيلم عن كوكب الشرق «أم كلثوم» تخرجه مخرجة أمريكية وتقوم به ممثلة مصرية هى ياسمين رئيس بدور ام كلثوم, فى مهرجان كبير مثل «فينسيا السينمائى الدولى» الذى انتهت فعاليات دورته منذ أيام, من أكثر الأخبار التى يمكن أن تسعدنا وتجدد الأمل فينا بأنه لايزال فى الإمكان أفضل مما كان!
أما الفيلم وهذا هو الغريب فلم يكن أحد يعلم أو يسمع عنه من قبل رغم ان المخرجة زارت مصر منذ سبع سنوات للتحضير عنه ولولا الإعلان الذى وضعته الممثلة المصرية على صفحتها فى الفيس بوك لما عرف الكثيرون ان هناك فيلما عن أم كلثوم وانه يشارك فى فيلم عالمي, صحيح الفيلم يخص مصر وسيدة الغناء المصرى والعربى أم كلثوم, التى كانت ومازالت وستظل تلهم قلوب المبدعين عربا كانوا أم أجانب, لكى يتوصلوا إلى سر وعظمة هذه السيدة التى لم تكتف بالنجاح داخل بلدها, بل تخطت العقبات وكسرت كل القيود لتصل إلى خارج العالم العربي, لتفرض نجاحها وتعلن للعالم كله أن الفتاة المصرية الريفية البسيطة نجحت فى ان تكون عنوانا لمصر وصوتها الأقوى.
والغريب ان مصر ليست هى المنتجة للفيلم, فهو انتاج مشترك لجهات عديدة مثل ألمانيا والنمسا وإيطاليا والمغرب, كما أن مخرجته «شيرين نشأت» من أصول إيرانية ولكنها تعيش فى الولايات المتحدة, ويعتبر هذا الفيلم الروائى الثانى لها بعد فيلمها الأول «نساء من دون رجال» الذى فاز من قبل بجائزة الأسد الفضى لمهرجان فينسيا عام 1989.
وشيرين نشأت بصفتها مخرجة أولا , ولكونها وهذا ثانيا تأتى من مجتمع مغلق مثل إيران , وبالتالى فهى مهمومة بصفة خاصة بقضايا المرأة فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية وما تواجهه من ضغوط اجتماعية ودينية , ولأنها تنتمى إلى الحركة النسائية الدولية ترى أن المرأة كيان مستقل ويجب ألاّ تكون تابعة لأحد , وتطالب بمساواتها مع الرجل فى كل الحقوق.
ومن هنا جاء اختيارها لأسطورة الغناء العربى طوال القرن العشرين, لكى تبحث عن ذاتها هى شخصيا, من خلال تلك الفتاة الريفية البسيطة «أم كلثوم» التى نشأت وتربت فى بيئة ومجتمع مغلق ومتحفظ جدا, ومع ذلك استطاعت أن تصعد القمة وتتربع على عرش الغناء.
لا توجد تفاصيل دقيقة عن الفيلم أكثر من أنه عرض فى قسم أفلام المخرجين و بمهرجان فينسيا , وعلى مدار ثلاثة أيام، وذلك لأنه كما سبق وقلنا لم يلق الضوء عليه بالقدر الكافى هنا فى مصر, وهذا يحتاج لعدة تفسيرات سواء من مخرجته أو بطلته؟
نتمنى أن يأتى اليوم الذى نرى فى مصر تكريما حقيقيا يليق بها, حتى لا نفاجأ بأن العالم كله من حولنا مبهور بها ويحاول أن يقدم لها ما تستحقه, ونحن تحكمنا قاعدة «لا كرامة لنبى فى قومه», ولا شك أن أم كلثوم سفيرة مصر للعالم ورسول السلام التى استطاعت أن تجعل العالم العربى ينسى خلافته ويتوحد مع صوتها وهى تشدو لمصر وأمجاد العرب تستحق افلاما فنيه ودراسات تكشف سر عظمتها!
رابط دائم: