تجرى الآن الانتخابات الرئاسية في سنغافورة في أجواء ساخنة غير مسبوقة في ظل تعديلات دستورية أثارت جدلا واسعا، وقد تسفر للمرة الأولي في تاريخ البلاد عن أول رئيسة «امرأة» في هذا البلد الآسيوي شديد التميز، متعدد الأصول العرقية .
كما ستسفر أيضا هذه المرة عن ثاني رئيس مسلم من أصل عرقي من المالايو في تاريخ الانتخابات الرئاسية، بعد يوسف إسحاق أول رئيس لسنغافورة ١٩٦٥-١٩٧٠، ولكن هذه المرة ستكون الأولي في تاريخ البلاد عبر حجز المنصب الرئاسي لمرشح من عرقية محددة بعد تعديل نظام الانتخاب الحر لرئاسة الدولة، والمعمول به منذ عام ١٩٩٣، وقبل ذلك كان الرئيس يتم انتخابه من جانب البرلمان.
وانتهت في٣١ من الشهر الماضي فترة رئاسة الرئيس توني تان كينج يام الذي انتخب عام ٢٠١١، ويقوم بعمله حاليا جوزيف يوفاراج بيلاي رئيس مجلس مستشاري الرئاسة حتى أداء الرئيس الجديد للقسم.
والانتخابات الرئاسية في سنغافورة مفتوحة عموما أمام كل المترشحين من جميع المكونات العرقية للبلاد، وهي : الصينيون، الهنود، الملايو، وغيرها من الأقليات، ولضمان التمثيل العادل لكل العرقيات لشغل هذا المنصب نص تعديل دستورري تم التصويت عليه في البرلمان في نوفمبر من العام الماضي، بأغلبية ٧٧ مقابل ٦ أصوات لحزب العمال المعارض على إمكانية حجز دورة رئاسية لمكون عرقي بعينه لم يؤهل للترشح، أو لم يصل للرئاسة خلال أخر خمس دورات انتخابية أي خلال ٣٠ عاما.
وفي التعديلات التي أجريت علي الدستور فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية تم أيضا إقرار زيادة أعضاء مجلس مستشاري الرئيس من ٦ إلى ٨ أعضاء، وعضوين احتياطيين. وعقب موافقة البرلمان علي التعديلات الدستورية، وإقرار حجز الدورة الرئاسية المقبلة لمرشح من عرقية المالايو ضمن تعديلات أخرى، أصبح تان شينج بوك، الذي سبق وأعلن عزمه التقدم لخوض الانتخابات الرئاسية خارج السباق، فتقدم بدعوي أمام المحكمة العليا في مايو ٢٠١٧ للاحتجاج على قرار الحكومة ومعاييرها الجديدة، وتم رفض الدعوي في ٧ من يوليو، واستأنف دعواه في ٣١ من الشهر نفسه، لكن المحكمة بقضاتها الخمسة رفضت الاستئناف في أغسطس الماضي وأيدت قرارات الحكومة. وهناك اشتراطات محددة، وصارمة للترشح للانتخابات الرئاسية ،تحددها وتشرف علي الالتزام بها لجنة الانتخابات الرئاسية التي تصدر شهادة صلاحية للترشح. ووفقا للأمر التنفيذي الذي أعلنه رئيس الوزراء لي هسيين لونج في ٢٨ أغسطس الماضي، تقرر أن تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية في ١٣ من الشهر الجاري، بمقر جمعية الشعب، عن المرشحين الذين لديهم صلاحية الترشح، وستجرى الانتخابات في تلك الحالة يوم ٢٣ سبتمبر، أما إذا لم تجز اللجنة صلاحية أكثر من مرشح واحد للترشح للمنصب فسوف تعلنه اللجنة رئيسا لبلاد في نفس اليوم (13 سبتمبر).
وتقدم للترشح للمنصب الرئاسي، وفق ضوابط لجنة الانتخابات الرئاسية، ثلاثة مرشحين قدموا أوراقهم فعليا وهم: حليمة يعقوب-٦٢عاما- المسئولة النقابية لما يزيد علي ثلاثين عاما، والرئيسة السابقة للبرلمان (٢٠١٣-٢٠١٧)، وفريد خان -٦١ عاما - رئيس إحدي شركات الخدمات البحرية، ومحمد صالح ماريكان الرئيس التنفيذي لإحدي الشركات العقارية ٦٧عاما. وتعتبر حليمة يعقوب أقوى المرشحين الثلاثة من المالايو لشغل المنصب، لموقفها القوي كممثلة عن النساء،وأيضا كممثلة لأقليتها العرقية، ولتميزها،وخبرتها المهنية الطويلة وخدماتها الوطنية.
رابط دائم: