فى مثل هذه الأيام من شهر سبتمبر كنت ضمن وفد اقتصادى لزيارة فيتنام، وأذكر أننى رجعت إلى القاهرة يوم 11 سبتمبر عام 2001 فجرا، وحدثت يومها واقعة نيويورك الشهيرة وتم تدمير مركز التجارة العالمى،
وفى تلك الزيارة حملت معى الكثير من المواد الدعائية عبارة عن عينات من الأدوية للترويج للصناعة المصرية، وذقت الأمرين حتى وصلت إلى العاصمة هوشى منه (هانوى)، وكنت وقتها ضمن وفد يضم ممثلين عن صناعات الحديد والملابس وغيرهما، وبعد وصولنا إلى هناك عرفنا أنه تم إلغاء المعرض المصاحب لنا بسبب إجراءات روتينية مصرية، فاستأجرت موتوسيكلا يجيد سائقه الإنجليزية، وبحثت عن مصانع الأدوية، وقمت بترتيب زيارات لهم، وقد أعجبوا بالنوعية والجودة المصرية فى صناعة الدواء، واكتشفت أنهم ابتكروا دواء لعلاج الملاريا حيث تكثر زراعة الأرز كما يوجد البعوض بكثرة لديهم، واتفقنا على دراسة تصنيعه فى مصر من أجل تصديره إلى إفريقيا، وكان دواء جديدا تماما، ولكن الموضوع مات، إذ تم تحويله للجنة لدراسته ووضعوه فى الأدراج، وزار الوفد برئاسة رئيس جهاز التمثيل التجارى الأماكن السياحية الشهيرة على مدى ثلاثة أيام، وبعدها أقيم حفل فى فندق كبير لتوقيع اتفاقيات لتفعيل التعاون بين مصر وفيتنام، وكانت مجرد اتفاقيات وهمية بروتوكولية.. وأتمنى مع الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذا البلد أن نفتح معهم صفحة جديدة، فبرغم ما قاسته فيتنام فى حربها ضد أمريكا، فإنها صارت من الاقتصاديات الكبرى وأصبحت كلمة «صنع فى فيتنام» علامة جودة.. تحية لهذا الشعب المكافح بحق وجدية.
محمد شريف
مستشار التصدير لإحدى شركات الدواء فى الإمارات
رابط دائم: