«أندية الشركات».. الفلوس لا تشترى البطولات

إلا أن دائما ما تبقى بعيدا عن الحصول على البطولات وتكتفى فقط بالفوز بالبطولة مرة أو اثنتين مثلما حدث مع المقاولون العرب ومع انبى وحرس الحدود أو تكتفى بالوصافة مثلما حدث مع المقاصة الموسم المنقضى ومن قبله سموحة.. مما يطرح التساؤل.. ما الذى ينقص هذه الأندية للوصول إلى منصات التتويج مرات عديدة وليس مرة أو مرتين..
الدكتور طه إسماعيل الخبير الكروى قال أن ما ينقص هذه الأندية هو الجماهيرية.. وهى مسألة تاريخية فلا يوجد ناد فى مصر. وفى أى مكان فى العالم يستطيع الفوز ببطولة دون أن يكون له جماهير.. وبالنسبة لنا فى مصر فالجماهير متمركزة فى المدن وتشجع الأندية العريقة بحماس مثل الاتحاد السكندرى والمصرى ببورسعيد وطنطا والمحلة وغيرها الكثير.
بينما قال عادل طعيمة المدير الفنى لقطاع الناشئين بالنادى الأهلى إن هناك خمسة عناصر يجب توافرها فى النادى لتحقيق بطولات..
أولا: الجمهور.. حيث قال إن الجماهير عليها عامل كبير فى وصول ناديها إلى منصات التتويج فهى دائما ما تشكل عامل ضغط على اللاعبين بالمساندة الايجابية فى المباريات وكلما زادت شعبية النادى تعطش مشجعوه للبطولات وبالتالى انعكس الأمر على اللاعبين الذين يرغبون دائما فى ارضائهم وإذا لم يحقق اللاعبون البطولات تحاسبهم وتعلن سخطها عليهم وهو أكثر ما يخشاه اللاعب.. والعكس صحيح فالنادى الذى لا يملك جمهورا لا يملك الدافع الحقيقى لتحقيق البطولة.. فإذا فاز بها سيكافئه مجلس ادارته أما إذا لم يفز فلن يحاسبه أحد. وأضاف أن اتحاد الكرة يجب أن يشترط على كل ناد يلعب فى الدورى الممتاز ألا يقل عدد جماهيره عن رقم محدد على أن يكون كل ناد له ملعب حيث تمتلئ مدرجاته فى كل مبارات يلعبها على ملعبه مثلما يحدث فى الدوريات الأوروبية التى لا نشاهد فى ملاعبها مقاعد خالية وإذا حدث ذلك سيكون الدورى المصرى من أفضل الدوريات فى العالم وأغناها.
ويؤكد على أبو جريشة المشرف على الكرة بوادى دجلة أنه من الممكن أن تفوز أندية الشركات بالكأس بسهولة، ولكن تجد صعوبة شديدة فى الفوز بالدورى لأنه يحتاج جماهير تحفز اللاعبين فى كل مباراته على المكسب وتحاسبه عند الخسارة، وهذا لا يتوافر فى أندية الشركات لأن اللاعب المصرى بطبعه كسول عندما يلعب مباراتين بصورة جيدة يتكاسل ولكن مع وجود الجماهير تضع جوا من المنافسة بالاضافة إلى أن لاعب البطولة يذهب للأندية الجماهيرية من أجل الشهرة والحصول على البطولة والاحتراف.
وأشار أبو جريشة إلى أن الاستثمار يغلب على أندية الشركات أكثر من الفوز بالبطولة ففريق دجلة أنشأ شركة للاستثمار فعندما يظهر لاعب جيد يبيعه مثل ستانلى ومحمود علاء وآخرين وبالرغم من قصر عمره فى المسابقة إلا أنه استطاع أن يحافظ على شكله فى الدورى ويرى محمد حلمى الذى تولى تدريب فرق شركات, وأشار حلمى إلى أن المشاكل التى تواجه أندية الشركات التغيير المستمر لرؤساء الشركات والذى يتبعه تغيير فى السياسات فعلى سبيل المثال عندما طلبت من رئيس إحدى الشركات لاعبين مميزين للمنافسة الموسم المقبل فكان رده اختار من موظفى الشركة وأقوم بقيدهم الآن نظرا لأن لى معارف فى اتحاد الكرة مع العلم أن هذا التوقيت لم يكن موعدا للانتقالات الصيفية أو الشتوية مما يدل على أنه لا يفهم فى لوائح المسابقات ورئيس شركة آخر طلبت منه لائحة مكافآت لتحفيز اللاعبين فرفض بحجة أن اللاعبين تتقاضى أجرا أعلى من الحافز الذى يحصل عليه رئيس الشركة وآخر رفض شراء لاعبين لأنه لا يضمن الفوز بالبطولة لأن كل ما يهمه هو وجود النادى فقط فى الدورى كنوع من الدعاية والاعلان للشركة ناهيك عن عدم تفرغ اللاعبين للتدريبات بالرغم من حصوله على الملايين عند التعاقد بينما يوضح رمضان السيد المدير الفنى الأسبق لبتروجت أن انبى بإمكانياته المادية يستطيع المنافسة على البطولات ولكن للأسف الشديد فهو بعيد عن المستوى والتكوين منذ 3 سنوات بينما يرى أن فريق المقاصة أدى العام الماضى موسما استثنائيا بمجموعة من اللاعبين المميزين وكان قادرا على الفوز بالبطولة ولكن المشكلة التى تواجه عدم استمرارية اللاعبين المميزين وانتقالهم لأندية أخرى وأشار رمضان إلى أن المقاصة لو أراد الفوز بالدورى لابد أن يحافظ على القوام الرئيسى للفريق لمدة موسمين بالاضافة إلى الاستقرار الفنى فهو مهم لأبعد الحدود بشرط أن يكون المدير الفنى كفئا.