رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بدأت فى 8 مساجد كبرى بعدد 270 مجلسا
مجالس الإفتاء بالمحافظات تعلن الحرب على فوضى الفتاوى

تحقيق ــ خالد المطعنى ونادر أبو الفتوح
دروس الفقه - علماء الأزهر الشريف

الأوقاف: دورات لتأهيل الأئمة لمراعاة الواقع ومواجهة التطرف

الإفتاء: برنامج شامل للمتدربين لرفع مهاراتهم البحثية والشرعية

 

كثيرة هى الفتاوى التي تصدر من غير متخصصين، ويعتقد البسطاء أنها تصدر من علماء، برغم أنها صادرة من دخلاء على الفتوى، سواء من خلال فضائيات أو مواقع وشبكات للتواصل الاجتماعي، علما بأن الفتوى الصحيحة المستقاة من معينها الصافى، على لسان عالم فقيه متخصص، لها دور كبير فى استقرار حياة الأفراد، وبناء المجتمعات، لا سيما فى ظل ما تشهده الساحة حاليا من فوضى فى الفتاوى، بين التشديد والتفريط.

ومن هنا جاءت مبادرة وزارة الأوقاف ودار الإفتاء، بعقد مجالس إفتاء فى المساجد الكبرى بجميع المراكز والقرى بالمحافظات، كخطوة أولى للقضاء على التطرف، مع الرد على تساؤلات الناس، من خلال تدريب أئمة الأوقاف على مهارات الفتوى، على يد متخصصين.

في هذا الصدد، قررت الأوقاف والإفتاء تنظيم دورات تدريبية للأئمة المتميزين لتأهيلهم، وتدريبهم على مهارات الفتوى، والالتزام بالفتاوى المعتمدة من دار الإفتاء المصرية، منعا للبلبلة أو إثارة الجدل بين الناس، مع عقد دورات مستمرة من خلال الإدارة العامة للتدريب بمسجد النور بالعباسية، ويشارك فيها كبار العلماء، لتأهيلهم وتدريبهم على مهارات التواصل مع الناس، ومواجهة الدخلاء علي الدعوة.

وأوضحت دار الإفتاء أنه سيتم تدريب أئمة الأوقاف المرشحين من قبل الوزارة، على برنامج شامل متخصص في جميع جوانب وفنون الفتوى الشرعية والعلمية، بما يمكنهم من تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع بمنهج وسطى معتدل يراعى الواقع، وأحوال الناس.

الأوقاف والإفتاء

يقول الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن هناك تعاونا بين الأوقاف ودار الإفتاء في مجالس الإفتاء بالمساجد الكبرى، للرد علي أسئلة واستفسارات رواد المساجد، مضيفا أن هناك مجالس إفتاء في مسجدى الحسين والأحمدي بطنطا وغيرهما من المساجد الكبرى، وأنه يتصدي للفتوى في هذه المجالس العلماء المتخصصون من دار الإفتاء المصرية.

 




ويوضح أن الأوقاف تقوم بعقد دورات يشارك فيها كبار العلماء، لتثقيف الأئمة والدعاة وتدريبهم، وأنها تناقش قضايا تمس الواقع، كما عُقدت ندوات ومحاضرات خلال الأيام الماضية شارك فيها نخبة من كبار العلماء، ضمن المعسكرات التي عقدتها الوزارة في الإسكندرية، ورأس البر.

محاضرات.. ومعسكرات

وفي سياق متصل، يؤكد الشيخ أحمد ترك مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أن الوزارة تهتم كثيرا بتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والواعظات، من خلال الدورات التي تعقد بمسجد النور بالعباسية، بالإضافة لمعسكرات التدريب وغيرها من المحاضرات والندوات، وأن هناك تنسيقا مع دار الإفتاء المصرية في مجال التدريب علي الفتوى، وقد عقدت دورة لأئمة أسيوط بالتنسيق مع دار الإفتاء، وستقوم الإدارة العامة للتدريب بتنظيم العديد من الدورات في هذا المجال.

ويستطرد قائلا: إن الوزارة تؤكد علي الأئمة ضرورة اعتماد آراء دار الإفتاء المصرية، والفتاوى التي تناسب قانون الأحوال الشخصية، حتى لا تتعارض الفتوى مع القانون.

دورات متخصصة

وحول الهدف من مبادرة وزير الأوقاف ومفتى الجمهورية من إنشاء مجالس الإفتاء بالمساجد الكبرى بمدن وقرى المحافظات لمواجهة الفكر المتطرف، وتيسيرا على المستفتين، ومتى يتم تنفيذ تلك المبادرة، يوضح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن هذه المبادرة سوف تبدأ فى ثمانية مساجد كبرى بالقاهرة والجيزة وأسيوط والإسكندرية، وهي مساجد الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وعمرو بن العاص وقاهر التتار بالقاهرة، مسجد ناصر بأسيوط، والمرسى أبو العباس بالإسكندرية، ومصطفى محمود بالجيزة، على أن تمر بمراحل عدة تبدأ في ثمانية مساجد كبرى، ثم يتم التوسع تدريجيًا بإطلاق 270 مجلس إفتاء بالقاهرة والمحافظات، بواقع عشرة مجالس بكل محافظة، وأنه سيتم إطلاق هذه المجالس بشكل مكثف فى المراكز والقرى الكبرى، بعد نجاح المرحلة الثانية.

وعن الدورات المتخصصة في مجال الفتوى التى تقيمها دار الإفتاء لبعض الأئمة المتميزين، وآليات التنسيق مع وزارة الأوقاف، وعدد تلك الدورات، ومدتها، وأبرز الموضوعات التى يتم التدريب عليها، يقول الدكتور إبراهيم نجم، إنه سيتم تقديم ترشيحات من قبل وزارة الأوقاف للأئمة المرشحين للدورة، وعلى أساسها يبدأ البرنامج التدريبي في دار الإفتاء، إذ نعتمد في التدريب على أهل الاختصاص والعلم، ليس فقط في التخصصات الشرعية، ولكن كذلك في العلوم الأخرى، حتى يكون المتدرب على دراية شاملة بشتى جوانب الفتوى القانونية والعلمية والشرعية، كما نهدف كذلك عبر هذا التدريب إلى إعداد عدد من الأئمة المتخصصين بفهم الشرع والواقع، لكي يستطيعوا تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع بمنهج وسطى.

ويشير إلى أنه بعد الانتهاء من التدريب يكون المتدربون قد تدربوا عمليًّا بأنفسهم على كتابة الفتاوى، وإعداد الأبحاث الشرعية، والتدريب العملي مع أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ودراسة جملة من العلوم، كالأحوال الشخصية ومسائل الأسرة لأهميتها، وعلم الميراث، وأحكام الوصية، والتعمق في تحليل ودراسة بعض القضايا الفقهية المعاصرة، والاطلاع على مناهج البحث، والتمكن من مهارات الإفتاء، والتعمق في اللغة العربية وقواعدها وأساليبها، والفهم العميق للعقيدة الإسلامية والفرق والمذاهب الإسلامية ودراسة علوم الحديث، وكيفية تخريج الأسانيد ودراستها، والفهم العميق لقواعد أصول الفقه ومسائله.

ويؤكد أن من يقوم بالإشراف على إعداد المقررات الدراسية والمناهج التي ستدرَّس، نخبة من كبار علماء دار الإفتاء وعلوم الواقع، كالاجتماع والاقتصاد وغيرهما؛ للوصول بهذه المقررات والمناهج إلى أعلى درجات الجودة في المحتوى وطرق التدريس.

التأهيل الشامل

من جانبه، يؤكد الدكتور عمرو الوردانى، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، أن الدار أولت اهتماماً بصناعة المفتى، إذ يتلقى تدريباً مكثفاً يشمل دراسة 11 مادة علمية ما بين شرعية وإنسانية تساعده فى إنزال النص الشرعى على المسألة محل الفتوى، موضحا أن إدارة التدريب بدار الإفتاء، تهتم بأنشطة مختلفة فى مجال التدريب لإيصال المفتى لمستوى راقٍ فى فهم الشريعة الإسلامية، إذ تقوم الإدارة بتدريب الباحثين المتخصصين فى العمل الدعوى، وتدريب المبعوثين من مختلف البلاد الإسلامية على الإفتاء.

ويشير الى أن هناك ثلاثة برامج لتأهيل المفتين، الأول لمدة ستة أشهر، والثانى لمدة عام، والثالث ثلاث سنوات، حيث يتم تدريس علوم الشرع إلى جانب العلوم الإنسانية التى تؤهل الداعية لأن يصبح مفتياً، ويستطيع التعامل مع الناس كعلم النفس والاجتماع، مشيرا إلى أن هذه الدورات تدرس المواد نفسها، لكن بتعمق مختلف، بينما يبقى ميدان التدريب العملى هو الأهم.

لا غياب للفتوى

وحول أن هذه المجالس تعد حلا لإنهاء أزمة غياب لجان الإفتاء في المحافظات والمدن، يوضح أمين الفتوى، أن هذه المجالس تُعتبر خطوة أولى لعلاج مشكلة عدم الوجود من جهة، وترد على تساؤلات الناس من جهة أخرى، وأن التوسع فيها سيكون تدريجيًّا إلى أن تشمل كل المحافظات والمدن، مؤكدا أن فكرة الإمام المؤهل للإفتاء ستقضي على عشوائية الفتاوى، والردود غير المسئولة في أنحاء الجمهورية.

ويستطرد قائلا: دار الإفتاء يوجد لها حاليا ثلاثة مقرات، الأول بالقاهرة والثاني بالإسكندرية والثالث بأسيوط، وكلها بها نشاط ملحوظ فى استقبال أسئلة المواطنين، وتعمل بشكل مكثف فى الرد على الأسئلة الخاصة بكل القضايا التى تتعلق بأمور حياتهم، وفقا للقرآن والسنة. ويشير إلى أن المبادرة تنهي غياب لجان الإفتاء فى المحافظات، وتقصر رحلة البحث عـن فتوى صحيحة، مضيفا أنه سيتم تزويد تلك اللجان بالعناصر المؤهلة والمدربة على أمور الفتوى من الأئمة والدعاة الأزهريين الذين يفهمون روح الشريعة الإسلامية فى مراعاة مصالح الناس، بعد تفعيل مكاتب الإفتاء بالمساجد الكبرى المحافظات، وإنشاء مكتب بكل مدينة للرد على فتاوى المواطنين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق