رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التدخل فى القرن الإفريقى وحوض النيل

أمنية نصر
لم يعد خافياً على أحد التوغل القطرى فى إفريقيا بهدف محاصرة مصر وتهديد أمنها القومي، وخاصة فى دول حوض النيل والقرن الإفريقي، فتارة نجد التدخل القطرى يرتدى عباءة السياسة ودبلوماسية الوساطة بين الجيران المتوترة علاقاتهم، وأخرى بهدف الدعم الاقتصادي، وأخيراً عن طريق المساعدات الخيرية، مستعينة بمنظمات تحوطها الشك والريبة فيما يخص أهدافها الحقيقية.

وتمتد الأذرع القطرية عبر إفريقيا ملوحة بفرص الاستثمار الواعدة والوساطة السياسية حتى أنها لم تترك باباً إلا طرقته، مثل الوجود العسكرى كمراقب فى حالات مثل النزاع بين إريتريا وجيبوتي، وهو ما تم إنهاؤه قبل أسابيع قليلة بسبب موقف البلدين من أزمة قطر مع الدول الأربع الداعية لمحاربة الإرهاب. وأخطر الأدوار التى تلعبها قطر ضد مصلحة مصر هى فى إثيوبيا، عبر عدة مشروعات إنسانية واقتصادية ذات بعد سياسى هدفها الأساسى تهديد الأمن القومى عبر سد النهضة، وأخذت ستارًا من الاستثمار فى مجال الزراعة، وضخت الأموال الضخمة التى استفادت بها الحكومة الإثيوبية لبناء السد. ولم تكن الزيارة التى قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وما سبقها من محاولات إصلاح العلاقات بين الدوحة وأديس أبابا من قبيل المصادفة، بل كانت ضمن خطط عديدة وضعتها الدوحة لتنفيذها ضد القاهرة بما يتيح لها التدخل فى شئون مصر الداخلية. والمعروف أن قطر كانت قد واجهت أزمة كبرى مع إثيوبيا حينما اتهمتها الأخيرة بالعمل ضد مصالحها عبر تقوية علاقتها بإريتريا وتقديم الدعم المالى لجماعات المعارضة المسلحة الموجودين بأسمرة.

وعبر علاقة قطر بإريتريا دخلت الدوحة على خط الوساطة مع جيبوتى واستضافت قمة بين البلدين فى 2010، وتلاها إرسال الدوحة لمراقبين عسكريين على الحدود بين البلدين لحفظ السلام، ثم قامت بسحبهم عقب أزمتها مع الدول الأربع. والعلاقات القطرية بدولة الصومال علاقة غريبة ومزدوجة، فكما مولت الدوحة الجماعات المتطرفة فى ليبيا نجدها أيضاً تمول حركة الشباب الإرهابية التى طالما قامت بأعمال عنف دموية هزت العاصمة مقديشو.

والتمويل القطرى تؤكده دراسة نشرتها مؤسسة دعم الديمقراطية الأمريكية، التى أوضحت أن هذا التمويل قدمه القطرى المطلوب دوليا عبد الرحمن النعيمى بمبلغ 250 ألف دولار وفى وثائق مسربة نشرت على موقع ويكيليكس كشفت طلباً للسفيرة الأمريكية السابقة سوزان رايس لدى الأمم المتحدة من تركيا الضغط على قطر لوقف تمويل الشباب. وأيضاً هناك شكوك حول المنظمات الإنسانية القطرية العاملة فى الصومال وهى وإن كانت تستحوذ على النصيب الأكبر للمساعدات إلا أن نطاق أعمال تلك المنظمات لا يتعدى العاصمة وليس المناطق البعيدة الأكثر احتياجاً.

وكشفت تقارير عديدة لوزارتى الخارجية والخزانة الأمريكيتين ومراكز ومعاهد دراسات وأبحاث، عن أن قطر أكبر دولة تمول الجماعات المتطرفة والإرهابية فى منطقة القرن الإفريقى تحت ستار العمل الإنسانى, وفى كينيا تسعى قطر للاستحواذ المالى عبر بنك قطر منذ توقيع مذكرة التفاهم قبل عامين وأعمال إنسانية لمتضررى الجفاف، تهدف إسدال الستار الإنسانى على تدخلات الدوحة، التى دائماً ما تخلف بعده الإرهاب عبر بوابة مؤسسة «قطر الخيرية».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق