رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«ابن الإيه».. المعذب على مسرح ملك

باسم صادق
أسوأ ما يمكن أن تشعر به، هو مشاهدتك عرضا مسرحيا فى قاعة بلا جمهور، أو بعدد من المشاهدين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، لأنه ببساطة يُفقد المسرح متعته وبريقه الأساسى المتمثل فى الفرجة والتفاعل الحى، خاصة إذا كان أبطال العرض أطفالا موهوبين يحتاجون لمن ينمى مواهبهم ويرعاها.. تسرب إلىّ هذا الشعور القاتل بالضيق والحسرة أمام الأطفال أبطال عرض «ابن الإيه» على مسرح أوبرا ملك.

فالعرض كتبه سامح عثمان عن نص أوليفر تويست لتشارلز ديكنز وأخرجه محمد عشرى ويتناول الفكرة الشهيرة للأطفال اللقطاء وحياتهم التعيسة بين الملاجئ والشوارع والتى سبق تناولها مرارا وتكرارا، ولكنها محاولة محمودة لوضع هؤلاء الصغار على طريق مواجهة الجمهور، ولكن للأسف لم تجد من يرعاها بجدية، فالعرض بدأ بداية مبشرة بأداء تمثيلى حيوى ومرح للشاب أحمد طارق الذى لعب دور شرحبيل المعلق على الأحداث وأحد أقدم أبناء الشوارع والذى عثر على الطفل اللقيط المشار له فى المسرحية دوما بلقب «ابن الإيه»، ومنه تتشكل شبكة العلاقات بين الشخصيات وتتصاعد الأحداث تمثيلا وغناءً بديعا للطفل عمر طنطاوى فى دور جابر واصدقائه مع رجل العصابة ثم بائع المخدرات وأخيرا رجل الأعمال الذى يكتشف فى النهاية أنه والد جابر اللقيط.. قصة بسيطة حاول فيها المخرج نسج عمل درامى غنائى راقص يناسب مواهب الصغار، ولكنهم للأسف مع مرور الوقت فقدوا حماسهم وخفتت حيويتهم شيئا فشيئا أمام انعدام الجمهور تقريبا فى الصالة، حتى صار أداؤهم للرقصات بلا تفاعل ودون تناسق ولم تُسمع أصواتهم فى الصالة مع الارتفاع المبالغ فيه لصوت موسيقى الأغنيات وعدم استخدامهم للميكروفونات، فبدوا فى حالة تيه مؤسفة ومحبطة، فكان الأولى بالمخرج أن يتم تسجيل الأغنيات بتقنية «البلاى باك» لتلافى فكرة التفاعل اليومى مع الجمهور، ناهيك عن الطول المفرط فى الأحداث بلا داع، ليبقى العمل فى النهاية تجربة تعرضت لظلم بالغ مرة بسبب انعدام الدعاية من قبل البيت الفنى للمسرح، وعدم وجود أى إشارة لها حتى فى بداية شارع خليج الخور الضيق والموجود به مقر المسرح، ومرة بسبب المخرج الذى أهدر قدرات أبطاله الصغار، ومرة لتقديمه على مسرح غير مناسب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق