فى مصر حوالى 13 مليون شاب وفتاة تأخروا عن الزواج.. القضية تمت مناقشتها فى مجلس النواب وتم اقتراح فكرة تقديم قرض حسن من 60 إلى 100 ألف جنيه تشجيعا على الزواج ومواجهة التحديات الاقتصادية.. كيف يرى الخبراء المتخصصون القضية وأسبابها وكيفية العلاج؟
د. صفاء إسماعيل أستاذ علم النفس فى كلية الآداب بجامعة القاهرة تقول: فى الواقع إن تأخر سن الزواج أصبح غير مقصور على البنات لكن امتد إلى الشباب أيضا، فإذا نظرنا للتأثير النفسى على أسرة الفتاة التى تخطت السن المتعارف عليها نجد أنه لم يعد له تأثير او فاعلية،، لأنها أصبحت ظاهرة متعارفا عليها فى المجتمع، وهى ارتفاع سن الزواج إلى ما بعد الثلاثين بالنسبة للفتاة وإلى 35 سنة بالنسبة للشاب.. ذلك لأن الفتاة أصبح لديها الاستقلال المادى وعدم اعتمادها على الرجل او أسرتها، واعتقادها أن كل من يتقدم لها طامع فى راتبها جعلها ترفض الارتباط وتقول «أنا أولى براتبي»، أيضا ارتفاع مستوى تعليم البنات، ونرى الكثير من الفتيات اللاتى تخطين سن الزواج سواء ممن يدرسن فى مراحل الدراسات العليا وعددهن أكثر من الذكور الذين يفضلون العمل بعد التخرج وتكوين أنفسهم، او ممن يعملن وهن ناجحات وأثبتن وجودهن وسعيدات بهذا الوضع ويعبرن عنه بشكل مباشر.. ولم يعد سهلا اختيار الزوج المناسب.. ويرفعن سقف الطموحات الخاصة بشريك المستقبل، مثال لماذا أرضى بالزواج فى شقة إيجار لابد أن تكون «تمليك»، وأصبح الشاب فى حلقة مفرغة وهو ينتظر والفتاة تنتظر وقطار العمر يجرى دون أن تدرى أنها أفضل سنوات العمر.
وفى الواقع حاليا السن المناسبة للزواج هى من 25 إلى 27 للبنت والشاب من 32 إلى 35 وفى الماضى كان من 20 إلى 25 للبنت والشاب من 25 الى 30 ـ كما تنصح د. صفاء اسماعيل كلا من الطرفين والأهل بضرورة تقديم بعض التنازلات وخفض سقف الطموحات والتوقعات من شريك الحياة، وعدم المغالاة فى المهور، وضرورة معرفة أهمية الزواج كقيمة دينية واجتماعية فى هذه الحياة فى حفظ النسل وأهمية المؤانسة والمودة والرحمة بين الزوجين والحماية من الأمراض الناتجة عن العلاقات غير الشرعية، وحفظ حقوق الأسرة وحماية المجتمع من الانحلال الأخلاقي، وأن الاستقرار النفسى والاجتماعى يعود على الفرد بعد الزواج بالصحة النفسية الإيجابية وبالتالى زيادة الإنتاجية فى العمل.. وعلى المجتمع ككل والمؤسسات الدينية والقادرين أن يتوجهوا لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج.
> أما عن أسباب مشكلة العنوسة بين الجنسين
فتقول د. هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع والخبير التنموى إن أساس المشكلة اقتصادى مرتبط بالماديات والغلاء الشديد فى الأسعار وعدم توافر منزل الزوجية، كما أن الشباب غير مستعد للإقدام على خطوة الزواج او رافض للفكرة لأنه لايريد تحمل المسئولية أو لايرغب فى الزواج، وهى بالطبع تعد مشكلة مع مجتمعنا الشرقى الذى ينظر للزواج كهدف لابد ان يكون..
أما عن حلول المشكلة فلابد أن يأخذ التكافل الاجتماعى شكلا متطورا ليستطيع الشباب أن يواجه مشكلاته ويشعر بأننا بجانبه فى مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بتكوين عش الزوجية.. التى تبدأ أولا داخل الأسر والعائلات لمساعدة أبنائها من الشباب المقبلين على الزواج وغير القادرين. وعلى المستوى الاجتماعى هناك أفكار ومبادرات جميلة للزواج ويمكن أن تقدم الصدقات للزواج أيضا باعتباره رباطا مقدسا لتكوين أسرة جديدة سعيدة وهو نوع من أنواع إعمار الأرض. وفى إطار التكافل الاجتماعى ايضا لأنه مطلوب من كل فرد أن يفكر فى جار او صديق يستطيع مساعدته بطريقة مختلفة ليقبل على الزواج، وإن فكرة تقديم قرض حسن هى فكرة جيدة بشرط أن يكون الزواج لأول مرة بهدف مساعدة الشباب.
رابط دائم: