رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«أيقونة» مؤتمر الشباب ياسين الزغبى لـ«الأهرام»:أشعر أننى أستطيع عمل «أى حاجة فى الدنيا»

حوار ــ دعاء خليفة

 أذهب لوزارة التنمية المحلية أسبوعيا لتوصيل مشكلات المواطنين وحلها

لا أحب العمل بالسياسة لكن لا أستبعد ترشحى لمجلس النواب لأكون وسيطا بين الشعب والحكومة

 

استقبلتنى ضحكته مرتين ..الأولى يوم أن ذهبت لزيارته فى مستشفى معهد ناصر أكتوبر2010، بعد إصابته فى حادث قاس أدى إلى بتر ساقه وهو ابن الأحد عشر عاما، والمرة الثانية منذ أيام بعد أن أصبح شابا مميزا فى الثامنة عشرة من عمره.. لم يستطع فقط تخطى إعاقته، لكنه تجاوز ذلك بكثير، حيث يمارس حياته بشكل طبيعى، ويقوم بأنشطة لا يقوى عليها الكثير من الأصحاء،

ودخل دائرة الضوء حينما أصبح نجم مؤتمر الشباب بالإسكندرية فى يوليو الماضى، بعدما قام بجولة فى 5 محافظات على دراجته وعاد ليقدم للرئيس السيسى طلبات ومشكلات سكانها، لينال إعجاب الرئيس وثناءه ويخطف قلوب المصريين جميعا.. إنه ياسين الزغبى، الذى يرفض اعتبار نفسه شابا استثنائيا، ويردد دائما «أنا لا أفعل شيئا غير عادى.. وأعيش حياتى بشكل طبيعى»، ورغم ذكائه وحيويته ونشاطه فهو قليل الكلام، حكيه مختصر وحديثه مقتضب.




«الأهرام» فى هذا الحوار مع ياسين الزغبى تحاول اقتناص الكلمات، لمعرفة المزيد عن تجربة هذا الشاب، الذى بدأت قصته برحلة إلى شرم الشيخ حرمته ساقه فى تجربة مؤلمة، وكيف وصل إلى مؤتمر الشباب، ليصبح اليوم نموذجا وقدوة بجولاته ورحلاته فى أنحاء البلاد حاملا هموم الناس ومشكلاتهم، وليتحدث عن خططه ومشروعاته فى المرحلة المقبلة.

بعد أن لُقب ياسين بـ»الأيقونة» واعتبره الكثيرون قدوة للشباب فى مثل عمره، كان لابد من سؤاله عن كيفية تغلبه على ما حدث له من تجربة قاسية فى سن الـ11 سنة، بعد أن فقد ساقه نتيجة رعونة سائق زورق بحرى، وكيف استطاع أن يتجاوز الواقع الصعب ويخطو إلى طريق النجاح والأمل والإنجاز.

وبدت إجابات ياسين بسيطة تلقائية واثقة، رغم صعوبة ما مر به، مؤكدا أن كل ما قام به وقدرته على تخطى الأمر كان بفضل مساندة والديه وعائلته ومدرسته وكل اصدقائه: «وجودهم جميعا حولى لم يسمح لى بألا أكون فى حالة جيدة وأن أقاوم لأعود أفضل مما كنت».. ويضيف: «بالإضافة إلى أننى لم أسمح لنفسى بالاستسلام، وصممت على تخطى الأزمة وألا أتغير ولا أسمح للحادث أن يؤثر علىًّ وعلى حياتى، والحمد لله كل الناس كانت تساندنى»، ابتسامة ياسين لا تفارق وجهه، ورغم ما لديه من إصرار وثقة يشعر أنه إنسان عادى، لم يقم بأى شىء مميز، ويرفض أى تصنيف من أى نوع يعتبره مختلفا عن غيره. تعلم وتدرب جيدا بعد تركيب الساق الصناعية، وحرص طوال السنوات التالية لإصابته على ممارسة حياته بشكل طبيعى، فشارك مع مدرسته فى رحلات ركوب الدراجات لمسافات طويله، يقول ياسين: «أقوم بركوب الدراجات لمسافات طويلة.. زيى زى أى حد.. أطلع مع المدرسة.. دفعة كاملة.. أقوم بما يقوم به الناس زيى زى أى حد.»



سألته عن فكرة جولة المحافظات وجمع مشكلات المواطنين، كيف نشأت؟

فقال إنها فكرة نبتت فى ذهنه هو ومجموعة من أصدقائه، من بينهم المخرج أحمد عادل، الذى كان قد تعرف عليه فى أثناء تصوير أحد الإعلانات التليفزيونية: «كان نفسنا نعمل حاجة مع الناس وعن مشكلاتهم، وقال لى عادل ما تيجى نعملها فى فيلم تسجيلى و نحاول نقدمها فى مؤتمر الشباب».

وكانت مجرد أمنية وحلم تحول إلى حقيقة، كما يشرح ياسين: «قمنا بالجولات قبل المؤتمر بحوالى أسبوعين فى 5 محافظات هى الإسكندرية وكفر الشيخ والبحيرة والغربية ومرسى مطروح، وكنا نأخذ تصاريح وموافقات.. وطبعا ده كان بيوصل للمسئولين، وكان الهدف يقترب أيضا.. وعن طريق بعض الأصدقاء وصل الموضوع للحكومة ولشباب البرنامج الرئاسى لإعداد القادة من منظمى المؤتمر. كنا عايزين نوصل صوت الناس البسيطة دى واحتياجاتها فى مؤتمر الشباب.. ولم نكن نضمن شيئا، لكننا استطعنا تحقيق الصعب وأصبح الحلم حقيقة.»

وعن أبرز المشكلات التى حملها ياسين إلى منصة المؤتمر، قال إنه نقل معاناة بعض أهل الإسكندرية الذين تهدد قوة النوة بهدم منازلهم، وإلقائهم فى الشارع، وكيف أن قرية كاملة «شخلوبة» فى كفر الشيخ يعانى أهلها بسبب تلوث البحيرة التى يعتمدون عليها فى قوت يومهم بسبب مياه الصرف.

كذلك مشكلة أخرى تؤرق أهالى رشيد بسبب أسلاك الضغط العالى وقربها من البيوت السكنية، وبدأ بالفعل نقلها وحل المشكلة، بالإضافة لعدد آخر من المشكلات أقوم بتوصيلها فى أظرفها المغلقة للمسئولين.

وعدك الرئيس بالمتابعة وحل المشكلات، فكيف يتم ذلك، وما هو دورك مع وزارة التنمية المحلية؟

فعلا أتابع مع المسئولين ومع الأهالى الكثير من المشكلات حتى نصل للحلول، كما أن الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، مهتم جدا من وقت المؤتمر بالتواصل معى، وقال إننا يجب أن نلتقى ونقوم بجولات فى المحافظات، وهو ما حدث بالفعل، حيث اتصل بى مكتبه، وشاركته فى جولة إلى محافظة الفيوم وقراها، وتحاورت مع شباب جامعة الفيوم، وأيقنت هناك أن معظم المشكلات متشابهة فى القرى، فالغالبية لديهم مشكلات فى الصرف الصحى أو الكهرباء أو معاناة من نقص عدد وإمكانات مراكز الشباب، وقمت بتوصيل المشكلات للوزير، وأذهب للوزارة مرة أو مرتين أسبوعيا لمتابعة حل المشكلات.

سألته ما أكثر المشكلات التى تواجه الشباب من وجهه نظره؟

فقال إن المشكلات كثيرة فى هذه المرحلة سواء، فيما يخص صعوبة الدراسة والتوظيف، أو فقدان مصدر الرزق بسبب الأحداث والظروف الاقتصادية، لكنه يرى أن الشباب الأصغر سنا أكثر قدرة على التصرف وإيجاد طرق لكسب العيش، لكن المشكلة تزداد تعقيدا مع من يعولون أسرا ويعانون شظف العيش أو مشكلات فى العمل.

بعد أن أصبح نجم أخر مؤتمر، سألت ياسين عن فائدة مؤتمرات الشباب فى رأيه؟

فبادرنى: «الشفافية.. كل مسئول يخرج إلى الجمهور ليقول ماذا أنجز وخططه المستقبلية والمشكلات التى تواجهه، ونحن لم يكن لدينا هذا النوع من الشفافية، وحتى لو لم تتحقق بنسبة 100%، لكن مش مشكلة، فنحن نخطو أولى خطواتنا على هذا الطريق.. مثل هذه المؤتمرات تعد فرصة للتواصل بين الناس لمعرفة ما يحدث والتعرف على الجديد».

إذن.. هل تحب العمل بالسياسة؟

خرجت إجابته سريعة وعفوية محملة بنقاء سنوات عمره القليلة: «لا أحب العمل بالسياسة.. أحب أن أشارك وأساعد بشكل مستقل دون أن اتبع لوزارة أو أنتمى لجهة أوحزب»، لكنه لم يستبعد إمكانيه ترشحه فى يوم ما لمجلس النواب، «وقتها سوف أكون وسيطا بين الشعب والحكومة لتوصيل صوت الناس ومشكلاتهم واحتياجاتهم.»

وسألته لماذا يعزف الكثير من الشباب - فى نظرك- عن المشاركة السياسية؟

وبدا ياسين مندهشا بعض الشىء من السؤال قائلا: «بدأنا مؤخرا المشاركة السياسية والذهاب إلى الانتخابات إلى حد ما، لكننا تعودنا طول عمرنا على عدم المشاركة الفعالة، كما أنه لا توجد أحزاب سياسية لديها رؤية أو أهداف واضحة على الأرض، فلا يوجد ما يشجع الشباب أو الكبار على المشاركة».

بعد أن عرف الكثيرون أنه يمكنك الوساطة بينهم وبين الجهات التنفيذية، كيف تتواصل مع الناس؟

يرد ياسين، الذى على غير طبيعة الكثير من أبناء جيله لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى كثيرا، قائلا: حين أذهب إليهم فى القرى والمراكز، وأحيانا يستوقفنى البعض فى الشارع ليحكوا لى مشكلاتهم. مثلا مشكلة سكان الحى الكندى بالمعادى منطقة كلها ورش نقل.. بسبب قربها من الدائرى، مما يسبب إزعاجا كبيرا لسكانها، وأقوم بتوصيل المشكلة ومتابعتها، وأجد ترحيبا كبيرا من المسئولين بالتجربة وتعاونا، وحتى فى حالة عدم الحل يطلعوننى على الأسباب، والتى من بينها أن الشاكى قد لا يكون لديه حق، ويريد مثلا وضع يده على أرض حكومية أو أرض تخص آخرين.

أنت هذا العام تبدأ أول أعوامك الجامعية، لماذا اخترت دراسة الحقوق؟

قال» الأيقونة»، الذى يتحفظ كثيرا فى الحديث حول ما يخص حياته الشخصية، إن دراسة الحقوق محطة تعليمية هدفها أن يحصل على شهادة جامعية ويعمل بها، مضيفا أنه ينوى بعدها دراسة علم النفس لمساعدة من يتعرضون لحوادث أو مشكلات أو صدمات، فيما يسمى» كرب ما بعد الصدمة»، واستطرد:» دى مراحل لسه بدرى عليها».

وعودة إلى مؤتمر الإسكندرية الأخير الذى كنت أحد نجومه، كيف أثر فيك اللقاء مع الرئيس خاصة بعد أن ظهر للجميع كيف احتفى بك؟

اتسعت ابتسامة ياسين وهو يقول: «أحببت الرئيس جدا وشعرت أنه أحبنى فعلا، من نظرته وتقديره وحرصه على تنفيذ الفكرة ومتابعة حل المشكلات، وهو ما أشعرنى بأن الله لم يضيع جهودنا، وأننى استطعت أن أفعل ما أردت على أكمل وجه».

بماذا تحلم إذن بعد ذلك؟

تزداد ابتسامته اتساعا وهو يقول: «لدى شعور بأننى أستطيع عمل أى حاجة فى الدنيا.. بعد أن صورنا الفيلم واستطعنا الوصول لمؤتمر الشباب وتوصيل صوت الناس للرئيس، بالنسبة لى قمت بعمل شىء كان شبه مستحيل. حاجة كبيرة ولسه بكملها بالمزيد من الجولات فى محافظات مصر المختلفة.. وأتمنى خلالها زيارة مناطق شلاتين فى جنوب البحر الأحمر ومحمية جبل علبة والكثير من المناطق البعيدة والوصول لأهلها».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق