رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رأى
السينما... فى مواجهة الإرهاب

> محمود قاسم
كانت السينما المصرية دائما تتبع الدولة فى موقفها الرسمى فى النظرة للإرهاب, وقد كانت النظرة الرسمية هى أن الارهاب عمل مؤامراتى قادم من الخارج , وأن منفذيه فى الغالب اجانب قادمون لممارسة التفجيرات والعنف بتمويل من تنظيمات دولية , باعتبار أن المصريين شعب مسالم لم يعرف العنف بهذه الصورة من قبل,

ولذا فإن الأفلام الأولى التى شاهدناها فى النصف الثانى من الثمانينيات رأت أن الارهابيين مدسوسون , وان اغراضهم سياسية فى المقام الأول, وليس لهم أى نشاط دينى متطرف, ومن ابرز هذه الأفلام الارهاب اخراج نادر جلال1989, وبطولة نادية الجندي, وفى الفيلم هناك شاب مصرى يقوم بعمليات قتل وتفجير لدرجة أنه يتمكن من تجنيد صحفية متخصصة فى الكتابة عن العنف والارهاب, ويدس لها حقيبة متفجرات قبل أن تركب الطائرة فى طريقها الى مؤتمر دولي, اما فيلم ز انفجارس اخراج سعيد محمد مرزوق1990, فإنه يدورحول ارهابى قادم من الخارج يحمل حقيبة متفجرات , ويذهب مباشرة الى الاستاد للتفجير أثناء مباراة بالغة الأهمية.

الغريب أن السينمائيين ظلوا صامتين لفترة طويلة , مبتعدين تماما عن تناول هذا الموضوع, مكتفين بقيام الجماعات بتفجير نوادى الفيديو مما دفع صناع بعض الأفلام الى الامتناع عن عرض افلامهم , ومنهم سعد عرفة مخرج فيلم «الملائكة لاتسكن الأرض» وقد تراجع عن عرض الفيلم فى القاعات, حتى حدث التحول ورأت الدولة أنها يجب أن تدعم السينما فى عرض أفلام ضد الارهاب بشكل مباشر, وهكذا فى عام 1994, وفى العيد عرض فيلم «الارهابي» فى القاعات تحت حراسة مشددة لدور العرض فى كل الانحاء, ما شجع سعد عرفه على عرض فيلمه فى احدى الدور الصغيرة.

ومع نجاح «الارهابى» اخراج نادر جلال. تشجع السينمائيون على عمل افلام من هذه النوعية , ومنها «الخطر».

أما فيلم «الارهاب والكباب» لشريف عرفه , فلم يكن به ارهابى حقيقي, ما يؤكد النظرة العامة أن هذا النوع من النشاط العنيف لايشكل ظاهرة , إلا أن وحيد حامد استمر يعمق مواقفه ويكشف بصراحة أن التطرف صار صناعة مصرية , مثلما حدث فى افلام عديدة منها «طيور الظلام», و«دم الغزال» بعد نجاح مسلسل «العائلة», فى الوقت الذى تراجع فيه منتج عن موقفه, وقرر عدم عرض فيلم «الناجون من النار» لعلى عبد الخالق. وهو الفيلم الذى رآه الناس فيما بعد فى القنوات الفضائية , وكانت افلام عادل امام كممثل هى الاكثر شجاعة , حتى وان كانت تناقش موضوعات أخري, مثل مسألة التفخيخ , والعمليات الارهابية في «السفارة فى العمارة».

ومع ابتعاد وحيد حامد سينمائيا عن الموضوع, عادت حالة السكون الى نوع الأفلام وسخونتها , وتضاربت الأمور حتى عاد للظهور فى المجتمع بشكل مكثف.ومع تنامى العمليات الارهابية, فان السينمائيين انكمشوا أكثر واكتفوا بأفلام الاستعراضات التافهة, وأن الوطن ليس فوق صفيح ساخن , حتى عرض فيلم «الخلية» كى يبدو كأنه نقطة تحذير مهمة ضد المشاعر السلبية والمواقف التى تسير عليها السينما من وقت لآخر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق