بطل القراءة

ففي الصين برغم الفقر والجوع وحربى اﻷفيون اﻷولي والثانية تم التصميم علي استمرار برنامج «العلم اﻷحمر» للقراءة الجماعية أو القراءة للجميع، وتم تخصيص شقق بإيجار زهيد لكل من هي مقبلة علي الوﻻدة أو من وضعت وليدها بالفعل، وهذه الشقق تحتوي علي أهم شيء في نظرهم وهو مكتبة منزلية تجتذب الطفل للقراءة، وقد نشروا صورة لطفلة بدأت تعلم المشي، وهي تتجه إلي المكتبة المنزلية البسيطة، وكتبوا تحت الصورة «هذا هو هدفنا اﻷسمي»، ذلك أنهم عرفوا أن أمينات المكتبات في الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية من أهم أعمالهن زيارة اﻷمهات الوالدات حديثا ومعهن الكتاب المناسب المعد ﻻحتضان الطفل له حتي ينشأ الوليد، وقد انغرس في وعيه حب الكتب والقراءة فيها، وهذا يذكرنا بقول اﻷب في أيام مصر الفرعونية لإبنه: «أود أن أجعلك تحب الكتب كما تحب والدتك»، ولم تتحول كوريا الجنوبية من بلد فقير بائس يتلقي المعونة الخارجية إلي واحدة من أكبر الدول الصناعية الغنية إﻻ بعد أن قاد رئيسها بنفسه شخصيا حملة محو اﻷمية التي قام بها الشباب واﻷسر بواسطة معسكرات خصصوها لذلك، واعتبر أمين المكتبة الذي يجتذب أكبر عدد من الناس للقراءة بطلا قوميا، ومما يدل علي وعي اﻵسيويين بأهمية وخطورة الكلمة المكتوبة أن اليابان تري أن إنشاء صحيفة أهم بكثير جدا من بناء أسطول.. إننا نقول هذا الكلام، ونعيده بينما أهل اﻵقتصاد عندنا ﻻ تتجاوز خبراتهم اجتذاب الودائع البنكية في الداخل، واجتذاب المستثمرين من الخارج بشتي الوسائل والطرق والمغريات ليشغلوا أوﻻدنا الذين يقتصر تعليمهم علي الحفظ والتلقين، ولا يتم تحريك أذهانهم بالقراءة خارج المقررات الدراسية المليئة بالكثير مما ﻻ ضرورة له !

د. صلاح عيد