قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يستحب قبل التضحية أمور كالتالي:
1- أن يربط المضحي الأضحية قبل يوم النحر بأيام، لما فيه من الاستعداد للقربى، وإظهار الرغبة فيها، فيكون له فيه أجر، وثواب.
2- أن يقلدها ويجللها قياسًا على الهدي، لأن ذلك يشعر بتعظيمها، قال تعالى: “ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”. [الحج: 32]. والتقليد: تعليق شيء في عنق الحيوان ليُعلم أنه هدي أو أضحية، والتجليل: إلباس الدابة الجُل - بضم الجيم، وهو ما تُغطى به الدابة لصيانتها.
3- أن يسوقها إلى مكان الذبح سوقًا جميلًا، لا عنيفًا، ولا يجر برجلها إليه؛ لأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: “إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”. (أخرجه مسلم).
4- إمساك المضحي عن قص شعره وأظفاره. فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا رَأيْتُمْ هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعرِهِ وأظْفَارِهِ”.(أخرجه مسلم). وجمهور العلماء على أن الأمر بالإمساك عن الشعر والأظفار في هذا الحديث محمول على الندب والاستحباب لا على الحتم والإيجاب، بمعنى أن من أراد أن يضحي فإنه يكره له الأخذ من شعره وأظفاره، وكذلك سائر جسده، فإن فعل لا يكون آثمًا، وإنما تارك للفضيلة فحسب، وذلك من ليلة اليوم الأول من ذي الحجة إلى الفراغ من ذبح الأضحية.
5- أن يذبح المضحي بنفسه إن قدر عليه، لأنه قربى، ومباشرة القربى أفضل من تفويض إنسان آخر فيها، فإن لم يحسن الذبح فالأولى توليته مسلمًا يحسنه. ويستحب في هذه الحالة أن يشهد الأضحية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: “يَا فَاطِمَةُ قُومِي إِلَى أُضْحِيَّتِكِ فَاشْهَدِيهَا”.
يستحب للمضحي بعد الذبح أمور: أن ينتظر حتى تسكن جميع أعضاء الذبيحة فلا ينخع: بفتح الخاء أي: يتجاوز محل الذبح إلى النخاع، وهو الخيط الأبيض الذي في داخل العظم. ولا يسلخ قبل زوال الحياة عن جميع جسدها.
* أن يأكل منها ويطعم ويدخر، لقوله تعالى: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ” [الحج: 27-28]، وقوله عز وجل: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ” [الحج: 36]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا ضَحَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ”.(أخرجه أحمد). والأفضل أن يتصدق بالثلث، ويتخذ الثلث ضيافة لأقاربه وأصدقائه، ويدخر الثلث، وله أن يهب الفقير والغني. وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤَّال بالثلث”.
رابط دائم: