رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جدل «قديم جديد».. حول أوّليات الرواية هل الاختيار لفارق السنوات.. أم للمستوى الفنى؟!

يوسف نوفل
تابعتنا ما دار من حوار حول ما نشرتْه مجلة السفور لطه حسين عام 1914 بعنوان (خطبة الشيخ)، وتابعنا تداخل الحوار حول «الريادة الفنية»، وأقولها «الفنية»،

رجوعا إلى جذور القضية المثارة منذ زمن بعيد حول محاولة كل بيئة عربية انتزاع الريادة في إبداع الرواية الحديثة، ،اليم نعيد طرْح التساؤل: هل تكون الأوَّلية للأعمال الفنية حسب تاريخ صدورها، أم لتحقُّق السمات الفنية فيها؟.

ضرب بعضهم في أعماق التاريخ الحديث، حيث انتصاف القرن التاسع عشر إلى ما قبل 1914؛ فمن قائل بأوَّلية «فرانسيس المراش» فى (غابة الحق) 1856، ومن قائل بـ«خليل أفندى خورى» فى (وىْ إذنْ لست بافرنجى) الصادرة سنة 1859، أو ذات الخدر، لـ«سعيد البستانى» 1880، أو «علم الدين» لـ«على مبارك» 1884، أو غرام الأحبة فى صدق المحبة، لـ«محمود خليل الجرادنى» 1884، أو ناجية، لـ«خليل زينة» اللبنانى 1884، أو الجنون فى حب مانون، لـ«ميخائيل جورج عور» 1886، أو زنوبيا نموذج السيدات، لـ«حنون نمّور» 1888، ونتائج الأحوال فى الأقوال والأفعال، لـ«عائشة التيمورية» 1888، أو استراتونكى، لـ«صموئيل أفندى ينى» 1849، أو الغادة الإنجليزية، تعريب «لبيبة هاشم» 1895، أو الغادة المصرية، لـ«عبد القادر مراد» و«عبد الحميد محفوظ» 1899، أو السبب اليقين لاتحاد المسلمين، لـ«محمد كاظم ميلانى» 1902، أو الدين والعلم والمال، أو المدن الثلاث، لـ«فرح أنطون» 1903، أوالدين والعلم لفرح أنطون 1903، أو الصديق المجهول، لـ«نقولا حداد» 1905، أو فتاة مصر، لـ«يعقوب صروف» 1905، أو الجهاد فى نيل المراد، لـ«نقولا باسبور» سنة 1909.

يُرجع البعض البدايات إلى 1858، حيث كتب خليل أفندي خوري (1836 – 1907) (وىْ إذن لست بإفرنجى) 1858، وكتب محمود خيرت (الفتاة الريفية) بين (1903-1905) ورواية (الفتى الريفى)، وفى مقدمة (الفتاة الريفية)، وكتب أحمد رفعت الحسناء الوفية 1903 متأثرًا بلا مارتين ودى موسيه، وكتبت لبيبة هاشم (قلب الرجل)، وكتب عبد الحليم العسكرى (سعاد) - مطبعة النصر 1927، وأهداها إلى أحمد لطفى السيد، وتدور حول مصطفى كامل، وكتب «مسيوثيوبلد» (زهرة الغابة) مطبعة النيل 1928، فى التبشير، داعيا المسلمين لاعتناق المسيحية، وكتب الشيخ المهدى (تحفة المستنيم ومقامات المارستان) قريبة من ألف ليلة وليلة، وكتب الشيخ مصطفى عبدالرازق (مذكّرات الشيخ الفزاري)، وفى سنة 1890 كتب جناب حبيب أفندى المحامى فى المقتطف بعنوان (قراءة الروايات) ، في الوقت الذي يكتب فيه أحدهم عن (ضرر الروايات والأشعار الحبيّة) سنة 1882، وفى مقدمة الطهطاوى فى ترجمته لوقائع تليماك ما يركّز على الهدف التعليمى، وفى مقدمة فرح أنطون «للدين والعلم والمال»، أو «المدن الثلاث»1903، وأمين أرسلان فى مقدمة (أسرار القصور) ، وعقيلة أظن الدمشقية في (المركيزة متيلدة) ، وإسكندر عمون (الرحلة العلمية) ، ويوسف أضاف (الطواف حول الأرض فى ثمانين يوما) ، وعائشة التيمورية (نتائج الأحوال فى الأفعال والأقوال) ، ويعقوب صروف (1852-1927) فتاة مصر سنة 1905، وأمير لبنان 1907، وأمينة 1901، وفتاة الفيوم 1908، وسبقتْ الإشارة إلى رأي محمد يوسف نجم «حول العاقر» لميخائيل نعيمة.

زينب هيكل هي الرائدة:

أمام هذا الكمّ الهائل اتجه الحوار حول منزلة الريادة الفنية فى مصر بين (عذراء دنشواى) لمحمود طاهر حقى (ولد 1884م) التى صدرت سنة 1906م، و(زينب) لمحمد حسين هيكل (1888م - 9 ديسمبر 1956م)، التى صدرت سنة 1912م، وكان قد بدأ الكتابة فيها سنة 1910م بباريس، وليس بإرجاع الريادة إلى عبد الحميد خضر البوقرقاصى في سبتمبر 1905م، فيما يرى الدكتور سيد حامد النساج - كما هو مثـْبت فى الصفحة الأولى من روايته (القصاص حياة) ، وروايته الأخرى (حكم الهوى) 1904م كما يذكر كاتبا آخر هو صالح حمدى حماد الذى أصدر (أحسن القصص) سنة 1910م، ثم رواية (الأميرة براعة)، ثم رواية (ابنتى سنية) ثم مجموعة (قصص قصار) ، وهذا لا يمنع من ذكر رواية البطل الخالد لإسكندر شاهين 1896،وحسْن المصير لشاكر أباظة 1897،والوالدة الظالمة لأحمد السيد 1903، كما أن هناك من يرجع بها إلى أبعد من ذلك فيرجع إلى سنة 1867م، والحق أن هذا كله مما يقع فى مستوى التمهيد والتهيئة، الأمر الذي يؤكد ريادة (زينب) لهيكل، بالرغم من وصف النساج لها أنها مغامرة فنية من هيكل؛ لأن الأدب، والفن، بعامة، مغامرة فنية.

أما القصة القصيرة، فلا نزاع فى اعتبار (فى القطار) التى نشرها محمد تيمور (1892م-1921م) فى مجلة السفور 1917م رائدة القصة المصرية ، وإذا ما عدْنا إلى محور القضية المثارة، فإننا قد نضيف إلى ماكتبه طه حسين بك، في تاريخ متأخر، من قصة قصيرة عنوانها «نفس معلقة» سنة 1936 (23). لكن أحدا من الباحثين لم يعدّها، أو يعد غيرها له في الريادات؟،

وفي سوريا نقف خلال المرحلة الزمنية المذكورة :

1865: غابة الحق لفرانسيس مراش.

1872: درّ الصدف في غرائب الصدف لفرانسيس مراش .

وفى بلاد الشام، بعامة ،كان صدور الروايات فى سنوات متتابعة مثل: جيهان أرخارج الحريم (مطبعة مرآة الغرب، نيويورك 1917)، وزنبقة الفورن (شركة - الفنون، نيويورك 1917، وبيروت 1934)، وكلتاهما لأمين الريحانى، ومن قبْله كتب شكرى العسلى: فجائع البائسين 1907، ونتائج الإهمال 1912 .

وفى العراق يرى الباحثون أن المدة من 1900م إلى 1920م شهدت بدايات الفن القصصى، ظهر تأثر الأدب العراقى بالأدب المصرى، حيث روايات زيدان والمنفلوطى، وبالأدب فى لبنان حيث آثار جبران خليل جبران، وفى هذه المرحلة ظهرت مجلة (لغة العرب) التى أنشأها الأب أنستاس الكرملى.

ولم تنفصل حركة الأدب فى فلسطين عن حركته فى البيئتين الرائدتين: بيئة مصر وبيئة الشام، ونقف أمام هذه السطور من كتاب (حياة الأدب الفلسطينى الحديث من أول النهضة حتى النكبة للدكتور عبد الرحمن ياغى نقلا عما أثبته من مراجع فى حديث عن أديب هو محمد بن الشيخ أحمد التميمى وأصله من مدينة الخليل، ولد سنة 1842 وهو أول من أبرز رواية بالعربية وسماها (أم حكيم) .

أما الأردن فشهد عام 1912: الفتاة الأرمنية في قصر يلدز لعقيل أبو الشعر.

وفى المغرب الأقصى قد يغالى بعض الباحثين: فيذهب بالبدايات الأولى إلى المحاولات الساذجة أو إلى المقامات، أو إلى محاولات الترجمة والاقتباس فيرجعون بها إلى سنة 1905 ذاكرين (الرحلة المراكشية أو مرآة المسائل الوقتية) لمحمد بن عبدالله المؤقت.

ويذهب مؤلف كتاب (دراسات فى الأدب التونسى) محمد صالح الجابرى إلى أن القصة التونسية استهل روايتها «صالح سويسى القيروانى بروايته (الهيفاء وسراج الليل) سنة 1906م.علينا عدم التسرع في الأحكام: ذلك أن الريادة، في النهاية، تحتكم إلى المستوى الفني الذي رآه النقاد في العمل الروائي، ورأوا القصد الفني لكاتبه واضحا، على ما تأكّد للجميع في رواية زينب لهيكل، الرائدة بلا نزاع، والماضية في إطار عمل جماعي، ثمرة عطاء جيل. بل أجيال، تمثّل همها في المستوى الفني. لا في التسابق في التواريخ، ولا التنافس بين البيئات والأفراد بشكل قبلي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق