أسعار »الأضاحى»تربك «السوق»
إقبال على منافذ الجيش.. وتعاون بين التموين والزراعة.. وأسعار تنافسية مقارنة بالشوادر الخاصة

استعدت الوزارات المعنية كوزارتى التموين والزراعة وقامت بطرح عدد كبير من رؤوس العجول والماشية في منافذ البيع بأسعار تنافسية عن السوق، كما ساهم جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة في توفير الاضاحي بأسعار اقل من الأسواق، وفي جولة ميدانية في سوق روض الفرج وسوق المدبح التجاري الشهير رصدت «تحقيقات الأهرام» طبيعة الاقبال علي شراء الأضاحي.





حسين عبد العزيز أحد أصحاب شوادر بيع العجول أرجع سبب زيادة الأسعار هذا العام لارتفاع سعر الأعلاف، حيث وصل سعر طن العلف إلي 4500 جنيه، فاضطر المُربي إلي رفع سعر الماشية، فضلا عن زيادة تكلفة النقل وارتفاع ايجارات الشوادر التي نستأجرها من الحي، ولفت إلي ضعف الإقبال هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، قائلا: ننتظر اقتراب موعد العيد فالمواطنون يقبلون خلاله علي شراء الأضحية مهما كان سعرها مرتفعا.

وأشار إلي أن معدل الزيادة عن العام الماضي يقدر بـ30% فيتراوح سعر العجل للكيلو القائم ما بين 60 و 62 جنيها، مما جعل البعض يلجأون للاشتراك في الأضحية، وثمن العجل يبدأ من 25ألفا إلي 37 ألف جنيه بزيادة كبيرة تتراوح بين 12 و 15 ألف جنيه عن العام الماضي.

وقال عيسي أيوب أحد أصحاب شوادر العجول: بسبب ضعف الإقبال وعزوف الناس عن الشراء تراجعت هذا العام الكميات التي اشتريها وأحملها من الصعيد وأصبحت اكتفي بعدد محدود من العجول لأستطيع بيعه.

وفي أحد شوادر الخراف لاحظنا أن الكميات المعروضة قليلة، وكان صاحب الشادر يلاحقنا قبل معرفته بهويتنا الصحفية اعتقادا منه أننا زبائن، وعندما علم بالمهمة التي أتينا لها انتابته حالة من اليأس، وبسؤاله عن أحوال البيع والشراء قال: كما تشاهدون لا يوجد بيع ولا شراء بسبب ارتفاع الأسعار، وحتي زبائني الذين كانوا يحجزون أضحيتهم قبل العيد بوقت كاف، أصبح اتصالهم للسؤال عن السعر فقط، وأشار الي أن سعر الخروف ارتفع بنسبة 40% مما جعل العميل يفكر مليا قبل الشراء، وخاصة أن الخروف كما هو معروف يخسر أكثر من نصف وزنه بعد الذبح حيث سجل سعر الخروف من 3 إلي 4 آلاف جنيه.

وبسؤال بعض المواطنين عن الأسعار وإقبالهم علي الشراء، قال امجد محمود: جئت اليوم إلي السوق لاستطلاع الأسعار وصدمت من ارتفاعها ففي العام الماضي اشتريت الخروف بـ2500جنيه ووصل سعره هذا العام الي 4000 جنيه وإلي الآن لم اتخذ قرارا بالشراء .

هويدا محمود تقول: منذ سنوات يشترك زوجي في ذبح عجل مع بعض أقاربنا وهذا العام لظروف مرت علي أحدهم لم يتمكن من الاشتراك معنا في الأضحية فاضطررنا الي عدم الاشتراك في شراء عجل لارتفاع ثمنه وقررنا التضحية بخروف. وقال سامح عبدالعظيم إنه يشتري هو وأصدقاؤه من منافذ جهاز الخدمة الوطنية، فكما يري انها آمنة واسعارها افضل من اي مكان آخر، قائلا: وجدت البقري القائم بـ 58 جنيها والخراف بـ60 جنيها .

شوادر مشتركة

ومن جانبه قال محمد سويد مستشار التموين والتجارة الداخلية والمتحدث الرسمي للوزارة، ان الوزارة لديها خطة شاملة لاستقبال عيد الاضحي حيث يشهد هذا العام اقبالا كبيرا علي شوادر ومنافذ بيع وزارة التموين، نظرا لانخفاض الاسعار عن مثيلاتها بالقطاع الخاص، وأوضح ان هناك تعاونا بين وزارتي الزراعة والتموين من خلال إقامة شوادر مشتركة، حيث سجل سعر الخروف القائم الحي 60 جنيها للكيلو، والابقار السوداني المذبوحة 85 جنيها للكيلو، والبرازيلي المجمدة 60 جنيها للكيلو، لافتا الي ان الاقبال علي اللحوم السودانية المذبوحة اكثر من اللحوم المستوردة ففارق السعر ليس كبيرا حيث سجل سعر المستورد 60 جنيها مقابل 75 جنيها للسوداني.

وأشار سويد الي أنه بفضل هذا التعاون اصبح لدي المستهلك خيارات ولم يترك السوق للقطاع الخاص، كما ان نظام الصكوك في الذبح ساعدت علي تقليل المغالاة في السعر من جانب القطاع الخاص فهناك مؤسسات كبيرة تشتري بنظام الصكوك وتوزع لصالح الفقراء، ولفت الي توقيع بروتوكول التعاون بين وزارتي الاوقاف والتموين بشأن توريد 150 طنا من لحوم الاضاحي بنظام الصكوك، وأوضح أنه يوجد 1200 مجمع استهلاكي علي مستوي الجمهورية يتوافر فيها جميع احتياجات المنزل من السلع الاساسية من لحوم ودواجن وغيرها.

بالحجز

وكشف الدكتور حامد عبد الدايم المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة عن قيام الوزارة باتخاذ اجراءات مشددة للتصدي لارتفاع الاسعار، ومساهمة منها لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، قامت بطرح الاضاحي باسعار تنافسية عن الاسواق الاخري، فسجل سعر الكيلو للعجل الجاموسي القائم 50 جنيها والبقري 55 والاغنام والماعز 60 جنيها، كما شدد علي احكام الرقابة في عملية البيع منعا لاستغلال التجار للاضاحي وذلك بالتعامل مع المواطن مباشرة دون وسيط، ويتم البيع ببطاقة المواطنين، ومن حق كل مواطن حجز أضحية واحدة فقط علي ان يتم تسليم الأضحية لاصحابها قبل العيد بـ 48 ساعة.

ولفت الي قيام وزير الزراعة بالغاء الاجازات لهيئة الخدمات البيطرية لمراقبة المجازر ومحلات بيع اللحوم والمطاعم، فهذا الوقت يستغله معدومو الضمير لبيع لحوم غير صالحة للاستخدام، مناشدا المواطنين بالذبح في المجازر لكي يتم الكشف عن الاضحية والتأكد من صلاحيتها للاستخدام وحفاظا علي البيئة والمظهر الحضاري، وعند تسجيل اي شكوي سرعة الاتصال بالخط الساخن الخاص بالهيئة العامة للخدمات البيطرية 19651.

الغرفة التجارية

محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية ارجع الزيادة الكبيرة لارتفاع اسعار الاعلاف مرورا باسعار البنزين واسعار الدولار وكل شىء، فالقطاع الخاص يتحمل اعباء لم يتحملها القطاع الحكومي ولذلك نجد وزارتي الزراعة والتموين وجهاز الخدمات الوطنية اسعارها أرخص من الشوادر الخاصة فكل ما يتحمله التاجر من مصروفات يحمله علي سعر المنتج او السلعة.

ونوه الي ان مشروع انتاج المليون رأس ماشية سيساهم في الحد من ارتفاع الأسعار، ويعمل علي زيادة الانتاج المحلي من اللحوم والحد من الاستيراد، وقد بدأنا المشروع منذ 6 أشهر وامتنعنا عن ذبح البتلو الصغير الذي يزن 80 و90 كيلو، فبعد عامين سيصبح اوزان هذه العجول ما بين 400 و450 كيلو.

ولا يتوقع وهبة ارتفاع الاسعار في الفترة المقبلة عن هذا الحد بسبب ضعف حركة البيع والشراء بشكل ملحوظ، مشيرا الي زيادة الاقبال علي اللحوم المستوردة وخاصة السوداني الذي وصل سعره الي 80 جنيها في المجمعات الاستهلاكية عن اللحوم البلدي التي سجلت 150 جنيها.

وطالبت الدكتورة آسيا الصاوي الاستاذ بمعهد بحوث صحة الحيوان بضرورة الانتباه ومتابعة الحالة الصحية للحيوان عند الشراء من خلال النظر الي حركة ولون العين ومنطقة الانف والتأكد من عدم وجود رشح وعدم اصابته بالسعال.