تحتل مصر مكانة وثقلا كبيرا داخل المحافل الدولية وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة بجميع فروعها، لذا تحرص مصر على وجود تمثيل كبير لها فى الأمم المتحدة سواء فى نيويورك او جنيف، ليس فقط لمحاولة تحقيق المصالح والرؤى المصرية بل والعربية أيضا.
ومن المعروف أن البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى فى جنيف تقوم بمهمة تمثيل مصر أمام 22 منظمة من المنظمات الدولية التى تتخذ من سويسرا مقراً لها ومنها الأمم المتحدة بما فى ذلك مؤتمر نزع السلاح ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ومجلس حقوق الإنسان، فضلاً عن منظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية ومنظمة الأرصاد العالمية والمنظمة الدولية للهجرة ومفوضية اللاجئين وغيرها من منظمات وبرامج وأجهزة لنظام الأمم المتحدة، وعدد منها منظمات دولية غير حكومية أى لا تشارك الحكومات فى إدارتها مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنتدى الاقتصادى العالمى والاتحاد البرلمانى الدولي.
السفير عمرو رمضان سفير مصر لدى الأمم المتحدة بجنيف يؤكدأن التمثيل يشمل المشاركة فى اجتماعات هذه المنظمات والزود عن المصالح المصرية خلال المفاوضات المستمرة فيها، وكذا إدارة علاقة مصر بهذه المنظمات بالتنسيق مع ديوان عام وزارة الخارجية والوزارات وأجهزة الدولة الأخرى المعنية. وقد حفلت الفترة التى أعقبت ثورة 30 يونيو 2013 بمجموعة من التحديات، سواء على الصعيد الوطني، أو الخارجى بشقيه الإقليمى والدولي، وهو ما انعكس على حجم أداء البعثة ومسئولياتها. ويضيف أنه لأهمية تمثيل البعثة المصرية فى جنيف ومع عدم وجود اجواء مناسبة للبعثة لممارسة عملها، تم مؤخرا افتتاح المقر الجديد للبعثة المصرية الدائمة فى جنيف، وشارك مايكل مولر وكيل سكرتير عام الأمم المتحدة ومدير الأمم المتحدة بجنيف وكذلك السفير السويسرى بيريز أماديو ممثلاً عن الحكومة السويسرية فى افتتاح المقر.
ويقول السفير عمرو رمضان إن البعثة المصرية فى جنيف كانت تعمل خلال الثلاثين سنة الماضية من داخل شقة مؤجرة لم تكن ملائمة لعمل البعثة أو استيعاب أعضاء المكتبين التجارى والعمالي. وقد تم بناء المقر الجديد للبعثة المصرية خلال العامين الماضيين، والذى شمل تخصيص مساحة لقسم قنصلى صغير بعدما تم غلق القنصلية العامة فى جنيف فى يوليو 2015 ترشيداً للنفقات ليقدم القسم الجديد خدماته إلى الجالية المصرية فى جنيف والعاملين بالمنظمات الدولية قريباً.
وأضاف أن القضايا التى يتم التركيز عليها هى تلك القضايا ذات الارتباط المباشر بمصر ومصالحها سواء وطنياً أو اقليمياً أو دولياً مما يدخل فى نطاق اختصاص هذه المنظمات والأجهزة، وهى كثيرة ومتشعبة لا سيما أن العمل بجنيف مكثف جداً ومستمر طوال العام وربما بنفس الوتيرة لأن هناك أكثر من منظمة تعمل فى ذات الوقت وفى مسارات متوازية ولكل منها آلياتها واجتماعاتها المختلفة التى عادة ما تتقاطع مع الأخري، مؤكدا أن مصر بلد كبير ومهم وحاضر فى كل المحافل ونسعى الى تعظيم المردود من وجودنا ومشاركتنا سواء بمهمة التمثيل وهى الرئيسية، أو بأنشطة التعاون الفنى وبناء القدرات لفائدة جهات الدولة المختلفة، أو بنقل خبرات الدول الأخرى أو تجاربها عندما تتماثل معطياتها مع تحديات مشابهة فى مصر، أو بالاستفادة من الدراسات القيمة التى يعدها الخبراء المتخصصون الذين تزخر بهم هذه المنظمات الدولية.
ويقول عمرو رمضان إنه يتم التنسيق العربى بين الدول العربية الـ22، وكلها ممثلة فى جنيف، من خلال مجلس السفراء العرب و هناك تناغم فى عمل المجلس وبين ما يتقرر فى هياكل الجامعة العربية نظراً لتماثل العضوية، كما يتولى مكتب الجامعة فى جنيف خدمة اجتماعات مجلس السفراء العرب. وتعقد البعثات العربية أحياناً اجتماعات على مستوى أعضاء البعثات فى الموضوعات المختلفة لتعرض توصياتها على مجلس السفراء العرب. وكثيراً ما تتحدث المجموعة العربية كمجموعة واحدة فى القواسم المشتركة بينها الى جانب الكلمات أو البيانات المشتركة.
و هناك أيضا تنسيق شبه يومى مع عدد كبير من سفراء الدول العربية الناشطين، فوحدة المصالح وتماثل التحديات تقربنا ولا تفرقنا. وبالتأكيد فإن هذا التنسيق له مردود ايجابى على تحركاتنا وتأثيرنا داخل المنظمات الدولية المختلفة.
رابط دائم: