وساطة، وشبكة علاقات عنكبويتة، ومحسوبيات، وشللية، وتلميع إعلامى للبعض دون غيرهم. ربما كانت هذه بعض سمات فساد الوسط الثقافى فى مصر التى يعترف بها الجميع، لكن. لا أحد يجرؤ على مواجهتها،
ولم تفلح أى سياسات فى القضاء عليها. لكن الأمل يتجدد من وقت لآخر. فقد أطلق مجموعة من الشباب مبادرة الـ 1000 كاتب. وهى تهدف إلى القضاء على آفات الحياة الثقافية، وإعادة الحقوق لأصحابها من الموهوبين والمبدعين، وأصحاب الاحتياجات الخاصة منهم على وجه التحديد.
يقول «محمود حجاج» مؤسس المبادرة: «إن الهدف الرئيسى منها خلق بيئة صحِّية للكُتّاب الجدد أصحاب الإبداعات الحقيقية ولا تعترف بهم دور النشر الكبيرة لأنهم ليسوا من الصفوة، ولا يملكون تكاليف نشر أعمالهم والترويج لها، بينما صفوة الكتاب يذهبون إلى تلك الدور فيكون الربح أمرا مضمونا. وفى الوقت نفسه تهدف المبادرة لمواجهة الوساطة والمحسوبية الإعلامية التى تجعل مجموعة بعينها من الأدباء الصفوة التى تظهر على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد دون غيرهم، باعتبارهم الأكثر إبداعا، وكون المتلقى لم يسمع بغيرهم من الأساس».
وأكد حجاج أن المبادرة تعمل بمنهجية مدروسة جيدا، حيث تم تقسيم المتطوعين للعمل فى لجان قانونية وإعلانية وغيرها. وتعمل اللجنة القانونية الآن على وضع مجموعة من القوانين المقترحة التى تضمن حقوق أصحاب الكتابات الإبداعية لدى دور النشر، وتوعية شباب الكتاب بحقوقهم قبل التوجه للناشرين.
ويضيف حجاج: «إن المبادرة تتلقى كل يوم دعما جديدا، إما من متطوعين جدد من المحافظات التى يعانى مبدعوها التهميش والإهمال، وإما من دول عربية شقيقة مثل المغرب والسودان والعراق. ومنذ ظهور المبادرة تبنتها مجموعة من منظمات المجتمع المدنى المعنية بالحقوق والحريات».
ويرى محمود حجاج: إن المفاجأة كانت فى طلب عدد من الكتاب الكبار الذين صدر لكل منهم نحو 10 مؤلفات الانضمام للمبادرة إيمانا بأهدافها لأنهم عانوا أيضا من التهميش ويخشون الرحيل قبل أن يسمع بهم أحد.
واعتبر حجاج أن من أهم الإنجازات التى حققتها المبادرة مشاركتها فى حملة «كرامتك أولا» التى رفضت الظهور المسىء للبسطاء فى الإعلانات التليفزيونية لاستجداء أموال التبرعات من الناس. ويرى حجاج أنه بمجرد وصول عدد كُتاب المبادرة إلى 1000 كاتب ستجرى بينهم مسابقة لاختيار أفضل 100 من بينهم وسيتم نشر عمل لكل منهم بالتنسيق مع بعض دور النشر التى أيدتهم ودعمت فكرتهم. كما سيقع الاختيار على مجموعة يتم تسليط الضوء عليها بتنسيق جهود اللجنة الإعلامية للمنتدى للمبادرة.
وستمضى المبادرة قدما فى تسليط الضوء على عورات الخطاب الإعلامى الموجه للمشاهدين وشن حملات لتصحيح الأوضاع الخاطئة فى وسطنا الثقافى.
والمبادرة الآن تضم أكثر من 400 كاتب، فضلا عن بعض الحقوقيين، أبرزهم دكتور حافظ أبو سعدة، وهناك أجندة لفعاليات ومؤتمرات فى محافظات مصر لترسيخ مبادئها وأهدافها.
رابط دائم: