أثناء افتتاح «ملتقى القاهرة الدولى لفنون الخط العربى» فى دورته الثالثة (دورة شيخ الخطاطين «محمد عبد القادر»)، والذى افتتحه وزير الثقافة حلمى النمنم فى مطلع أغسطس الحالى بقصر الفنون بدار الأوبرا،
ونظمه «صندوق التنمية الثقافية»، بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية، والمركز الثقافى القومى، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية ونقابة الخطاطين. كانت لنا لقاءات مع بعض الخطاطين المشاركين بالملتقى الذى ضم أعمال 90 خطاطا، وكان أشبه ببستان يعج بخطوط رائعة. لهذا أحببنا التعرف على طاقات الحرف العربى فى تجلياته الجديدة، وتحديد أين نحن الآن من الخط العربى؟! وإمكانية إعادته لمكانته مرة أخرى؟!

بخفة ظل واسلوب ساخر أجبنا الفنان «خضير البورسعيدى» (نقيب فنانى الخط العربى): «خرج الخط العربى معى على المعاش.. فى الماضى كان هناك اهتمام أوسع بالخط العربى فى جميع المجالات، مثل العناوين الرئيسية للصحف، حيث كنا نحتفظ بالصحف لجمال خط العنوان القادر على إبراز الحدث بشكل فنى بديع، كما عرفنى ايضا جمهور التليفزيون من خلال كتابة مقدمات المسلسلات والبرامج والأفلام القديمة، وقدمت نحو 600 لوحة فى البرامج التعليمية التى ألهمت وعلمت كثيرا من العرب، والآن يوجد فى التلفزيون نحو40 خطاطا وما هم إلا إحتياطى للكمبيوتر، صحيح خط الكمبيوتر مطلوب الآن لتوفير الوقت والجهد، لكن الخط العربى له رونقه وهويته الخاصة التى يجب الحفاظ عليها، وهذا لن يحدث إلا بالاهتمام بتدريس الخط العربى مرة أخرى فى جميع المراحل التعليم، وإعادته إلى وظيفته السابقة فى كافة المجالات».
وقال الفنان «أسامة عبد العزيز» المشارك بالملتقى أنه بحكم عمله كمدرس للخط العربى لأكثر من 20 عاماً وجد كثيرا من الأطفال الموهوبين، ويرى هذا الجيل كقطعة ذهب لا تجد من يرعاها مثل الأجيال السابقة، رغم وجود المادة فى مراحل التعليم إلا أنها مهمشة من جميع الأطراف المعنية، كمن يطمس هويته بيده، ونحن نحتاج لإعادة الروح للخط العربي، والاهتمام بعمل معارض وملتقيات، فهذا الملتقى هو الأوحد طوال العام.
وعن مشاركته فى الملتقى قال الفنان المغربى «حميد الخربوشى» أحد المشاركين والمكرمين بالملتقى : «أتيت مصر محملاً بمشروع تراثى مغربى جديد، أسميه «الخط المجوهر الجليل» الذى أبدعته منذ 2013 ووضعت له الأبعاد والقواعد وانتشر فى العالم العربى، وأصبح لدى تلاميذ داخل وخارج الوطن العربى، وهو يقوم على التجديد بالإضافة إلى روح الخط العربي، ونقله من وظيفة قرائية إلى جمالية لجذب عين الناظرين، وخط المجوهر الجليل يمتاز بليونة وتعددية الحروف التى منحته قوة وشيوعاً اليوم فى لوحات الفنانين التشكيليين. من وجهة نظرى كل الخطوط أقرب للغة، لكن كلما أعطى الخط مساحة أكبر للتعبير أصبح أقرب للخيال.
وأكد الفنان السورى «منير الشعرانى» أحد المكرمين فى الملتقى أنه يسعى دائما لتقديم خطوط مختلفة ومتطورة، ولا يكف عن الدراسة والتطوير المستمر، فالحياة بتقديره ملأى بالعناصر التى تساعد أى خطاط على أخذ ما يناسب خطوطه، وأهم خطوة أن يضع الخطاط من روحه فى خطوطه، ويكون معاصراً قادراً على المزج بين أصالة القديم وجماليات الحديث حتى يستطيع أن يبدع لوحة يرتاح لها متلقى اليوم.
رابط دائم: