من عزم الأمور

عندما قرأت هذه الآية تذكرت ما تبثه قناة الفادى الفضائية التى تسُب الإسلام والمسلمين ليل نهار، وكنت وقتها فى أشد حالات الضيق والضجر حتى إننى كتبت فى «بريد الأهرام»، وبعثت رسالة إلكترونية لمشيخة الأزهر منبها إلى الآثار السيئة التى قد تنجم عن القنوات الفضائية التى تبث روح الكراهية والتشاحن بين أبناء الوطن الواحد، وكأننى ولأول مرة أقرأ هذه الآية التى يؤكد فيها المولى عز وجل أن المسلمين سيعانون وسيؤذون مما سيسمعونه من سب وقذف من المشركين، بل ومن أصحاب الديانات السابقة «اليهودية والمسيحية»، ويعلم الله أن المسلمين سيغضبون، وقد يتخذون مواقف قتالية ضد هؤلاء، لذلك أقرن الصبر والتقوى معاً فى هذه الآية بل ويصف المولى ذلك بأنه من عزم الأمور.. فهكذا المسلمون فى هذا الزمان، وأحباء رسول الله، يجب أن يتمسكوا بالصبر والتقوى والتعامل بالحسنى مع الآخر حفاظا على الوطن، فليس الإسلام ولا المسلمون هم من يستحقون الوصف بالإرهاب والإرهابيين، فالإرهاب فكر بعيد عن الإسلام وآياته، والمسلمون بعيدون عن التصرفات المشينة والكارهة للحياة، كما أننا نسأل الهداية والصواب للآخر من أجل التعايش بسلام، ولكى يستقر الوطن الذى لم يكسره إحتلال ولم تفرقه فتنة .. إنها مصر بلد السلم والسلام والأمن والأمان.

د. رجب إسماعيل مراد
أستاذ بجامعة الإسكندرية ـ فرع مطروح