رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد الجمعة يكتبه : أحـمــد البــــــرى
حجـَـر الصّــبر!

لم أجد غيرك لكى أبوح له بقصتى الحزينة التى تجرعت مرارتها على مدى سنوات عمرى فعزمت أمرى،

وها أنا أكتبها إليك فربما تساعدنى فى ختام سعيد لها، صحيح أنك قد تستغرب بعض أحداثها، لكنها الحقيقة التى عشتها بكل تفاصيلها المؤلمة، وكثيرا ما كنت أسأل نفسى ليلا والناس نيام وأنا ساهرة وحدى فى شباك حجرتى وأتطلع إلى السماء: لماذا جئت إلى الدنيا، وما جدوى حياتى؟.. ثم أعود فأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ووجدت صبرى وسلواى دائما فى تأمل السماء كلما حل بى الضيق، ودعنى أروى لك حكايتى منذ البداية، فعندما وعيت على الحياة وجدتنى فى «مبرة» أو مصحة وسط ممرضات، ولم تكن وقتها الملاجئ أو دور الأيتام قد ظهرت بعد، ولم أجد لى أبا ولا أما، وكلما حاولت أن أعرف ابنة من أكون؟ كانت المشرفة تشغلنى بالحديث فى أمور أخرى، وللحق فإنها عاملتنى بود شديد، ولم ألمس منها شدة، ولا ضجرا!، ولما بلغت سن الخامسة، جاء إلى الدار أستاذ جامعى ومعه زوجته، وقالت لى المشرفة وقتها إنهما أبوك وأمك، ووقعا أوراقا كثيرة وأخذانى، وسجلانى باسميهما، وأصبحا يناديانى بالاسم الذى عرفت به فى «المبرة»، واستخرجا لى شهادة ميلاد، وعرفت فى البيت الجديد معنى السعادة والرفاهية، ودللنى «أبواى» كثيرا، والتحقت بالمدرسة وتفوقت فيها، وكان كل من يرانى ويعرف اسمى يعلق بقوله «إنتى شبه أبوك».. ويا له من تشبيه جميل، فلقد أحببت «أبى» حبا لا يوصف، لكن «أمى» كنت أجدها أحيانا شاردة، وكانت نظراتها إلىّ تحمل معانى متناقضة، فتارة أحسبها غاضبة منى، وتارة أخرى أظنها تكرهنى، ثم يعتدل موقفها منى بعض الشىء، فتضمنى إلى صدرها وهى تقول: «بنتى حبيبتى» ثم تدمع عيناها وتنخرط فى البكاء، فيراها أبى فينهار باكيا هو الآخر، فأنظر إليهما وأحتار لأمرهما، ثم تنساب دموعى متأثرة بهما، وكان أهلنا وأقاربنا يتعاملون معى بود فى بعض الأوقات، وفى أحيان أخرى يتجاهلوننى إلى أن اشتد عودى وأصبحت فى سن الثانية عشرة، وكنت وقتها قد حصلت على الشهادة الابتدائية، فأراد أبى أن يسجل أملاكه باسمى، لكى يضمن لى مستقبلا مأمونا، ولا يضيع حقى بعد رحيله، ولم تمانع أمى فى البداية لكن أهلها أوغروا صدرها ضدى، فوقفت بالمرصاد لأبى وكثرت مشاجراتهما، وصرخت بأعلى صوتها ذات مرة أمامى قائلة «أنا مش أمك ولا هو أبوك.. إنت لقيطة كتبناك باسمنا»، فأصبت بانهيار، ولما أفقت من «الصدمة» تناولت شريطا كاملا من الحبوب المنومة لكى أتخلص من حياتى، وخافت «أمى» من أن أتعرض لمكروه فتتعرض للاتهام بقتلى، فأبلغت أبى بما حدث لى وكان وقتها فى اجتماع مهم بالجامعة فتركه وجاءنى مهرولا واستدعى الطبيب، فأسعفنى بأعجوبة، وشاع الخبر فى محيط معارفنا، فشنت «أمى» حربا ضارية ضدى وضد «أبى»، وانتابتها حالة هياج شديدة وقطّعت سجاجيد المنزل واحدة بعد الأخرى ولم يستطع أحد مواجهتها، وبعدها أخذت إحدى صديقاتها إلى حجرتها ودار بينهما حديث طويل، وعلمت فيما بعد أنها أوعزت إليها بأن تعمل لى سحرا لكى أكره نفسى وحياتى وأكره «أبى» ويكرهنى!، وأغلقت حمامات البيت كله لكى لا أجد حماما استخدمه سوى الحمام الخارجى الخاص بـ «الخدامين».. يعنى أصبحت معيشتى ضنكا، وبعد أن كانت زميلاتى يحسدننى على ما أحياه من نعيم، أصبن بالذهول ولم يصدقن ما تناقلته المعلمات عنى، وتسللت الأنباء إلى مكان عمل «أبى» فخشى على منصبه ووضعه الاجتماعى، فتغير من ناحيتى بعض الشىء وانشغل بحياته وبالمؤتمرات الخارجية التى يشارك فيها، وهنا انتهزت «أمى» الفرصة وسعت إلى تزويجى برجل عربى ممن يترددون على مصر للسياحة، ويقيمون فى فندق يملكه شقيقها وكان نصيبى أن أرتبط بعراقى متزوج فى بلده ولديه أبناء، وسافرت معه، وحملت منه فى ابنتى أمل، وعدت إلى مصر قبل وضعها إثر مشاجرة بيننا بسبب إدمانه المخدرات وعلاقاته النسائية المتعددة، وللأمانة فإننى وجدت أمه سيدة طيبة وأهله أناسا محترمين، لكنى لم أستطع الاستمرار معه، ورفضت «أمى» أن تستقبلنى فى المنزل، ولم يحرك أبى ساكنا، فاستأجرت شقة صغيرة، ولجأت إلى مسئول كبير فى الدولة وشكوت إليه أن أبى طردنى من البيت، وانقلبت الدنيا وقتها، واتصلت بى الشئون الاجتماعية، لكن «أبى» سامحه الله تنكر لى، وقال إننى لست ابنته لأنه وزوجته لا ينجبان، وأنهما تبنيانى من «المبرة» عندما طرقا بابها طلبا لطفلة تملأ عليهما حياتهما، وبناء على الأوراق الطبية التى أثبتت عدم قدرتهما على الإنجاب وبعد مراجعة أبلة عبلة المشرفة على «المبرة» تم استخراج شهادة ميلاد جديدة لى باسم لقيطة، وحصلت على إعانة شهرية، واشتد بى الألم والحزن، فعدت إلى العراق وكنت وقتها على ذمة زوجى، وبعد جلسة ودية فى حضور أهله تصالحنا، وحملت فى ابنى أحمد، ثم ذقت العذاب أشكالا وألوانا على يديه، بسبب مزاجه المتقلب وغرامياته وعلاقاته المشبوهة، فأخذت ابنىّ وخرجت من المنزل قاصدة مطار بغداد، لكنه منعنى من المغادرة فلجأت إلى السفارة المصرية، وحصلت على الطلاق، فانتزع الولد والبنت وعدت بمفردى إلى القاهرة أجر أذيال الخيبة والهوان، وقصدت مسئولا كبيرا فى الحكومة وقتها وحدثته فى أمرى، فساعدنى فى محنتى وأخذت حكم نفقة من مطلقى العراقى، وتحديت نفسى وجاهدت لكى أعرف ابنة من أكون، فقصدت أبلة عبلة، ورجوتها أن تخبرنى بحقيقتى فهى وحدها التى تعلم سرى، فأطرقت رأسها فى الأرض ثم استجمعت قواها، وقالت: أنت ابنة «فلان باشا»، لكنك لست ابنة شرعية له حيث أنه أنجبك من إحدى الخادمات فى قصره، وأن جدتك هى التى أتت بك إلى «المبرة»، وإنها ليس لديها أى أوراق تثبت ذلك، وأن اسمى الحقيقى عائشة، فانهرت فى البكاء وهرولت إلى أبى الحقيقى الذى تخلى عنى فاستقبلنى بهدوء لكنه عاملنى ببرود شديد، وأعطانى بعض المال، وأرشدنى إلى أمى الحقيقية، ولم يطل الحديث معى، وانصرفت من بيته، وأنا لا أرى أمامى شيئا، وصممت على أن أصل إلى أمى الحقيقية، فكثفت البحث عنها حتى اهتديت إلى بيتها، وعرفت منها أن أهل أبى زوجوها من الطباخ الذى يعمل لديهم لكى يبعدوها عن أبى، وأنجبت منه ثلاثة إخوة لى، ولم يكن ممكنا أن أعيش معها فاشتد بى الضيق، ولم أدر إلى أين أذهب، فأوكلت أمرى إلى خالقى، وكانت السماء كالعادة هى ملاذى الوحيد، فألجأ إليها كعادتى التماسا للصبر على المكاره التى حاصرتنى رغما عنى، ومضت حياتى بين السكن فى دار للمغتربات، والعمل فى الشركة التى التحقت بها بمساعدة مسئول تعاطف مع حالتى، وبعد شهور عرض علىّ أحد زملائى الزواج، فارتبطت به وعشت معه عاما ونصف العام فى جحيم يصعب وصفه، ثم انفصلت عنه، واستأجرت شقة بسيطة فى منطقة شعبية، وواصلت كفاحى بلا كلل، ولا ملل.

ومنذ عودتى من العراق لم أنس ابنىّ لحظة واحدة، وكنت أراسلهما بانتظام، ونتبادل الاتصالات الهاتفية، وعرفت أنهما قاسا الأمرين مع أبيهما المزواج ومتعدد العلاقات النسائية لدرجة أن أحمد لم يكمل دراسة الطب، وعمل بالتجارة، وتزوج وصارت له أسرة وأبناء وكذلك أخته أمل، ثم انقطعت اتصالاتهما، وبعد انتهاء عقد إيجار الشقة التى أسكن فيها تعرضت للنصب من صاحبة عقار آخر، وخسرت مبلغا دفعته لها للحصول على شقة فيه، ومازال الأمر بين يدى القضاء.

لقد بلغت سن السابعة والستين، ولم تستقر حياتى بعد، ومازلت على حالى من اللجوء إلى السماء كعادتى كل ليلة منذ سنوات الشباب الأولى، وكل ما يشغلنى الآن هو أن أصل إلى ابنىّ، وأن أمد جسور التواصل بيننا، فلقد بلغت ابنتى السابعة والأربعين من عمرها، ويصغرها شقيقها بعامين.. نعم أريد أن أراهما، وأن أطمئن على أحفادى منهما، أما أنا فأحصل على معاش الضمان الاجتماعى، وتمضى حياتى فى بساطة شديدة، والحمد لله رب العالمين.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

استوقفنى المشهد اليومى الذى تتطلعين فيه إلى السماء وتبثينها همومك راجية من الله أن يلهمك الصبر، وأن يعينك على متاعب الحياة، وتذكرت «حجر الصبر» الذى تتحدث عنه الأسطورة الأفغانية وهو حجر يستطيع المرء إخباره بكل همومه فيرتاح منها، فكانت السماء هى الحجر الذى بُحتى إليه بكل شىء لعلك تضمدين جراحك وأحزانك، وبذلت جهودا مضنية على مدى سنوات عمرك أملا فى التخلص من الغلال التى حاصرك بها المجتمع والبيئة، وإنك بصبرك على ما ليس لك يد فيه، وما على ما اقترفه أبوك فى حقك من إنكار بنوتك ثم السلســــلة المتواصلة من المتاعب بأن تبناك أستاذ جامعى ثم تخليه عنك ثم اعتبارك لقيطة، وزواجك وسفرك إلى الخارج.. أقول أنك بهذا الصبر الطويل ترتقين إلى مقام الشاكرين الذين يشكرون الله على السراء والضراء، واليسر والعسر، وقد انعكس ذلك عليك فرضيت بما قسمه لك، فعشت حياتك راضية وقانعة بنصيبك فى الدنيا، فى الوقت الذى غفل فيه أبوك عن أن الجريمة التى ارتكبها فى حقك سوف يحاسبه الله عليها يوم القيامة، فإنكاره نسبك إليه أمر محرم، إذ يعلم يقينا أنك ابنته وأنه إذا كان قد أخطأ مع إحدى العاملات لديه، فعلى الأقل عليه أن يتقى الله ويتوب عن ذنبه، ويسجل ابنته باسمه، ويضمها إلى أسرته، ولو كانت جدتك فعلت ذلك دون علمه، فلقد كان الواجب حين ذهبت إليه لتذكريه بأنك ابنته، وأن مشرفة «المبرة» هى التى أكدت لك ذلك، أن يصحح نسبك لكى يبرأ من ذنبه أمام الله، لكن المكابرة والعناد جعلاه يقدم لك مساعدة مادية كأنه يعطيك صدقة، وأما الأستاذ الجامعى الذى تبناك هو وزوجته فلقد أخطآ معا منذ البداية بنسبك إليهما حيث يقول تعالى «ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا» (الأحزاب 5)، وكان المفروض على من نسبك إلى اسمه ألا يفعل ذلك من البداية، فهذا هو ما أمرنا به الله، بل وعليك أن تحمديه أنه ألغى نسبك إليه، وأن تتبرئى من اقتران اسمك به، مع اعترافك بالجميل والمعروف الذى بذله من أجلك طوال السنوات التى قضيتها معه، ولكنى ألوم زوجته على تزويجك لرجل عراقى هى تعلم يقينا أنه لن يكون أمينا عليك، فكانت النتيجة أنك أنجبت منه بنتا وولدا، وتركتيهما وعدت إلى مصر بمفردك، ولا أدرى كيف طاوعك قلبك على ذلك؟.. هذا هو المشهد الذى أخطأت فيه فى قصتك بناء على ما سردته من أحداث على مدار عمرك.. نعم كان عليك ألا تتخلى عنهما مهما تكن الأسباب فالحضانة من حق الأم ما دامت لم تتزوج، وكان بإمكانك وقتها ومن خلال اتصالاتك التى تحدثت عنها مع السفارة المصرية أن تأتى بهما معك إلى مصر، وأن يتم تحويل النفقة اللازمة لهما من الخارج وفقا لما تقضى به القوانين هناك، لكن أن تتركيهما لمدة تزيد على أربعين عاما، فهذا أمر غريب، فلا تعلمى ماذا حدث لهما وأظنهما نسياك تماما، كما أنك لا تدرين إذا كان أبوهما مازال على قيد الحياة أم أنه رحل عن الدنيا، ولعلهما يقرآن رسالتك، ويتواصلان معك فأنت فى النهاية أمهما.. هذه هى الحقيقة التى لا مفر منها، وأرجو أن ينتبها إلى أن حق الوالدين عظيم، وأقول لهما: لقد عانت أمكما كثيرا فى حياتها، وإننى وإن كنت أحمِّلها بعض المسئولية عن عدم متابعتها أحوالكما، وعدم سعيها لاستقدامكما إلى مصر، فإننى أرى أن المصاعب تكاتفت ضدها، ولم تكن بيديها حيلة أمام أبيكما الذى أذاقها الأمرين، ولا أمام ظروف نسبها ونشأتها التى لا تعلمان عنها شيئا، وقد صار عليكما مد جسور التواصل معها وهى فى سن الجلال والاحترام، ولتعلما أن بر الوالدين من خير ما يتقرب به المتقربون، وهو من أفضل العبادات والقربات، فلقد سئل رسول الله: أى الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: الصلاة على وقتها، قيل ثم أى؟ قال: بر الوالدين، قيل ثم أى؟: قال: الجهاد فى سبيل الله «متفق عليه».. فانظرا كيف سبق بر الوالدين الجهاد على أهميته ومكانته فى الدين، ويكفى أن تقرآ ما جاء فى القرآن الكريم لتعرفا ما أمرنا به الله عز وجل تجاههما حيث يقول تعالى «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا» (الإسراء 23، 24).

إن من وصل رحمه وبر والديه، بارك الله له فى المال والولد، وأبقى له الذكر الحسن، ومن أراد أن يبره أولاده، فليبر والديه، ومن عاق أبويه فلينتظر العقوق من أبنائه، ولا يأمنن العقوبة العاجلة من الله، فالجزاء من جنس العمل.

إن صبرك يا سيدتى على ما ابتليت به، هو رضا من الله سبحانه وتعالى، بعكس ما قد يعتقده البعض من أن رضا الله مربوط بعطاء الدنيا، فإذا أعطى أحدهم المال أو الجاه، أو نجا من مصيبة ما يظن أن هذا بسبب محبة الله له، ولو أن الدنيا علامة الرضا لما نام رسول الله على الحصير، ولما رقّع ثوبه بنفسه، ولما مر عليه قرابة ثلاثة أشهر دون أن يتذوق فيها سوى التمر والماء، فعلامة الرضا الحقيقية عنك هى أن ييسر الله لك الطاعات ويبعدك عن المحرمات، وأظنك على طاعة، ولذلك يكفيك رضا الله، وأرجو أن تثبتى على الصبر والطاعة، وعليك أن تتوجهى دائما إلى الله يزدك إيمانا وتوفيقا حيث يقول تعالى «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ» (ابراهيم 27)، وارضى بما قسمه لك، بشكلك وحالك ومكانك، ومستوى معيشتك، وكونى فى تمام الرضا عنه فى كل حال، وإذا رضيت عن الله فستنعمين بالسرور به عز وجل، وفى ذلك يقول ابن القيم رحمه الله فى ذلك «ثمرة الرضا.. الفرح والسرور بالرب تبارك وتعالى»، فإذا رضى العبد عن ربه بالقليل من الرزق رضى ربه عنه بالقليل من العمل، كما أن الصبر على رضا الله يكون بأن تصبرى على أوامره ونواهيه وأقداره المؤلمة.. أسأل الله أن يريح بالك وأن يعيد إليك ابنيك، وأن يرزقك الصبر والطاعة والفوز برضاه، ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق