رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مليار و235 مليون سائح فى العالم والعائدات تريليون و220 مليون دولار
نظرة على السياحة العالمية

> مصطفى النجار
عائد إلى الأهرام.. اليوم.. أبدأ صفحة جديدة من حياتى الصحفية.. أعود إلى جريدتى الأهرام «الغراء» درة الصحافة المصرية والعربية وإلى قراء الأهرام الكرام الذين غمرونى بحبهم وتقديرهم.

◄ أغنية تضع دولة على خريطة السياحة.. وحملات دولية نجحت بامتياز
◄ ارتفاع النمو الاقتصادى العالمى إلى 3.5%
◄ وراء النمو فى السياحة بنسبة 6%
◄ زيادة فى جميع دول الشرق الأوسط فى 2017
◄ومصر فى المركز 52 عالميا
◄4 مليارات دولار إنفاق السائحين بالعالم «يوميا»
◄والصين القوة السياحية الأولى
 

36 عاما فى هذه المؤسسة العريقة ابتعدت عنها 13 شهراً فقط فى تجربة جميلة فى الجريدة «الفتية» المصرى اليوم.

لكن بيتى الأول كان يناديني.. فغلبنى الحنين لسنوات العمر الجميلة وعدت فوراً بمبادرة كريمة من زميل العمر الأستاذ عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة ونقيب الصحفيين وترحيب كبير من أخى وزميلى المحترم علاء ثابت رئيس التحرير وكل زملائى بالأهرام.

أما عن المصرى اليوم فلا أملك إلا شكر مؤسسها رجل الأعمال الكبير صلاح دياب والأخ عبد اللطيف المناوى العضو المنتدب وأخى وصديقى محمد السيد صالح رئيس التحرير وزميلى يوسف العوضى ومحمد عادل المدير الفنى الذى أخرج ملحق السياحة والطيران فى شكل جذاب.

> القاريء الكريم.. معك نخطو إلى مستقبل أروع بإذن الله. الحديث عن السياحة المصرية لا ينفصل أبدا عن الحديث عن السياحة العالمية.. فدائما يجب أن تعرف أين تقف؟ وأين أنت كدولة من العالم؟

والحديث أيضا عن السياحة المصرية هو دائما حديث ذو شجون لأنه حديث عن الإنجازات والاخفاقات.. عن الواقع الصعب الذى تعيشه والمستقبل الأفضل الذى تتطلع إليه.

والحديث عن السياحة هو فى النهاية حديث عن الاقتصاد أو على وجه الدقة عن دعم الاقتصاد القومى وتوفير فرص العمل للشباب.. فصناعة السياحة أصبحت من الصناعات الكبرى التى تتعلق بها الدول لأنها صناعة كثيفة العمالة وقادرة على جذب العملات الصعبة للدول.. بل أنها أصبحت الصناعة التى تحتل المرتبة الثالثة كقوة تصديرية بعد المواد الكيماوية والوقود فى العالم ثم تأتى بعدها صناعة السيارات فى المرتبة الرابعة ثم المواد الغذائية فى المرتبة الخامسة.

نقول هذا الكلام اليوم للتدليل السريع على قوة تأثير السياحة فى الاقتصاد العالمى وهو ما نحرص عليه منذ سنوات بعيدة على هذه الصفحات، ولذلك كان اهتمامنا دائما هو أن تصل رسالتنا للقارئ العزيز بأن السياحة كنشاط باتت صناعة ضخمة، ومن هنا كان اهتمامنا دائما بأهمية ما تنشره منظمة السياحة العالمية من أرقام وتحليلات لحركة السياحة العالمية سنويا.

واليوم موعدنا لنتحدث عن أحدث تقرير سنوى تصدره المنظمة ويرصد حركة السياحة العالمية بالأرقام فى العام الماضى 2016 وهو التقرير الذى يصدر دائما فى أوائل النصف الثانى من العام التالى بعد أن تكون كل الدول ارسلت أرقامها إلى منظمة السياحة العالمية وعكف عليها الخبراء بالدراسة والتحليل، وهو ما تنفرد به صفحات «سياحة وسفر» منذ سنوات.

وبداية يقول التقرير إن حصاد السياحة العالمية فى 2016 بلغ مليارا و235 مليون سائح والعائدات بلغت تريليونا و220 مليون دولار وهو نفس رقم الانفاق بالطبع.. وكل ذلك بخلاف نفقات النقل الجوى فهذه الأرقام تشمل الإقامة والمشروبات والأطعمة والترفيه والتسوق فقط.

لكن المثير أن منظمة السياحة العالمية اشارت إلى أن حجم الانفاق اليومى للسياح فى العالم بلغ نحو 4 مليارات دولار فى اليوم الواحد.

وبنظرة سريعة على أرقام وحصاد السياحة العالمية فى 2016 نستطيع أن نلاحظ التالى فى قائمة الدول «الخمسين» الأكثر استقبالا للسياحة فى العالم:

> إن فرنسا حافظت على موقعها فى المركز الأول من حيث اعداد السائحين الذين يصلون إليها سنويا برقم 82.6 مليون سائح وأن مصر خرجت من قائمة الخمسين لأول مرة العام الماضى نظرا لما تعرضت له السياحة المصرية من إرهاب ومن حظر من روسيا وإنجلترا تحديدا باعتبار أن ما يقرب من نصف السياحة إلى مصر كان يأتى من الدولتين.

> أن أمريكا حافظت أيضا على موقعها فى المركز الأول برصيد 205.9 مليار دولار من العائدات من السياحة ومصر خرجت بالطبع من هذه القائمة للدول الخمسين الأكثر عائدا من السياحة.

> فى الانفاق على السياحة فى قائمة الخمسين حافظت الصين على مركزها الأول برصيد 261.1 مليار دولار «أى ما ينفقه الصينيون على السفر والسياحة سنويا» وظهرت مصر فى المركز (48) برقم 4.1 مليار دولار وهو ما ينفقه المصريون على السفر للخارج وبالطبع فان نحو نصف هذا الرقم على الحج والعمرة.

وفى قضية الانفاق تقول منظمة السياحة العالمية انه بهذه الأرقام فان الصين هى القوة السياحية الأولى فى العالم ولذلك تتطلع معظم الدول السياحية إلى جذب السائح الصينى لأنها تحتل هذا المركز منذ 10 سنوات بالتحديد كما أن الزيادة بلغت 12% فى حجم الانفاق الصينى العام الماضى على السفر.


بتحليل «شخصي» فإننا نرى أن مصر للأسف بعد خروجها من قائمة الخمسين هى تقريبا طبقا للرقم الذى حققته السياحة المصرية العام الماضى وهو 5،3 مليون سائح تأتى فى المركز 52 تقريبا وفى العائدات تأتى فى المركز 55 أو 56 تقريبا بتحليل شخصى من صفحة «سياحة وسفر».

وكان أكبر مركز وصلت إليه مصر على العالم هو رقم (18) وذلك عام 2010 من حيث الأعداد عندما حققنا 14٫7 مليون سائح ثم تراجعنا بعد ذلك فى سنوات الثورة إلى المراكز ما بعد الـ 30 فى الأعداد والعائدات.. مع ملاحظة زيادة إنفاق المصريين على السفر بدليل وجودنا فى المركز (48) فى قائمة الخمسين الأكثر إنفاقا.

> وإذا كانت الأرقام السابقة هى أرقام السياحة العالمية فى 2016 فإن تقرير منظمة السياحة العالمية الذى صدر منتصف العام الحالى لا يغفل الإشارة إلى التحليل والتوقعات للعام 2017 ويشير إلى أن الربع الأول من هذا العام (يناير ـ أبريل) شهد زيادة كبيرة بمتوسط نحو 10% فى جميع دول منطقة الشرق الأوسط تحديدا ومن بينها مصر التى حققت نحو 51% وإفريقيا 8% وحتى فى أوروبا وأمريكا بنسبة نحو 6%.

وأرجع التقرير ذلك إلى التحسن فى الاقتصاد العالمى حيث بلغت نسبة النمو نحو 3٫5% بينما كانت نحو 3٫1 فى 2016 وهذا النمو أو التحسن انعكس بالطبع على السياحة.

> إن نظرة على جميع دول العالم السياحية نجدها تتسابق على جذب السياحة باستخدام وسائل التسويق الحديثة والاعتماد على النت ووسائل التواصل الاجتماعى وحملات إعلانية دولية قوية وإن هناك دولا نجحت حملاتها بامتياز فى ذلك مثل دبى ودول أخرى إفريقية.. وإن العبرة فى ذلك بالابتكار وليس بمبالغ الانفاق رغم أهميتها لأنه بدون الإنفاق على التسويق فلن تحقق العائد الذى نتطلع إليه.

> لكن الظاهرة الأغرب والأعجب هى أن هناك بعض الأحداث أو الأدوات والوسائل فى التسويق الحديث تستطيع أن تقلب الدنيا رأسا على عقب وتتجاوز التفكير المنطقى فى التسويق.. فمن المعروف أن استخدام النجوم وتنظيم الأحداث الكبرى من فنون وبطولات رياضية يساعد بقوة فى التسويق.. لكن الظاهرة التى نتحدث عنها اليوم وهى ظاهرة بعض الفنون التى تستطيع أن تلفت أنظار العالم إلى دولة ما وتساعد فى تسويقها سياحيا..

وهذا تماما ما حدث مع عدد من الأغانى الموسيقية التى ظهرت فى العالم واخترقت الحواجز ويرددها كل الناس فى كل دول العالم وبالتالى تساعد فى جذب السياحة إلى الدولة التى خرجت منها الأغنية مثل أغنية «ماكارينا» الإسبانية منذ سنوات أو أغنية «جانجم ستايل» للمطرب «ساي» من كوريا الجنوبية.

لكن ما يشبه المعجزة أو الحدث الاستثنائى أو النجاح المذهل لأغنية يمكن أن تقلب السياحة فى بلدنا رأسا على عقب جاء مع أغنية «ديسباستيو» Despacito وهى كلمة إسبانية معناها «ببطء» أو بالعامية المصرية «بالراحة» وهى أغنية لمطرب لم يتجاوز الأربعين من عمره اسمه «لويس فونس» من دولة «بورتوريكو» وعاصمتها «سان خوان»..

ورغم أن الأغنية ظهرت فى 2017 فقط إلا أنها استطاعت أن تعبر الآفاق وتتخطى الحدود وتحطم كل الأرقام القياسية لتسجل أعلى مشاهدة على اليوتيوب والمواقع الشهيرة للفيديو بلغت حتى الآن أكثر من 4 مليارات مشاهدة أى أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية شاهدوا هذه الأغنية التى لا تزيد مدتها على 4 دقائق فقط ودخل لويس فونس صاحب الأغنية التاريخ لأنها الأشهر فى العالم الآن خاصة بعد أن أعاد فيها المطرب الكندنى الشهير «جاستين بيبر» بعض المقاطع بالإنجليزية.

والغريب أن هذه الأغنية أحدثت المعجزة أو ما يمكن أن نسميه السحر فقد لفتت الأنظار بشدة إلى هذه الجزيرة الصغيرة بورتوريكو التى لا تزيد مساحتها على مدينة صغيرة فى مصر ويسكنها نحو 4 ملايين فقط.. بل استطاعت الأغنية أن تسوق بورتوريكو سياحيا وأصبحت زيارة بورتوريكو هدفا لكل السياح فى العالم ليشاهدوا على الطبيعة الأماكن التى صور فها «فونس» اغنيته بل وضعت شركات السياحة هذه الأماكن الغفيرة على برامجها.. ليتحول المطرب إلى أكبر مروج وسفير للسياحة فى بلده بل إن بعض الصحف كتبت أن هذه الأغنية ستنتشل بورتوريكو من الفقر بعد هذا الانفجار الذى حصل على مواقع الفيديو والسوشيال ميديا بشكل عام.

وهكذا فنحن أمام ظاهرة تسويقية «عجيبة» للسياحة.. أمام أغنية نجحت فى أن تضع دولة على خريطة العالم السياحية.. بل إن المطرب نفسه لويس فونس إحساسا منه بالمسئولية تجاه بلده بدأ يتجول فى العالم ليقدم اغنيته التى كسرت الدنيا لصالح السياحة فى بلاده وليدعم اقتصادها تماما كما فعلت أم كلثوم بعد حرب 1967.

وقد كانت مصر وبالتحديد الساحل الشمالى إحدى محطاته فى هذه الجولة عندما استضافته شركة «أركو» للتنمية العقارية والسياحية برئاسة أشرف سالمان وزير الاستثمار الأسبق ليقدم حفلا رائعا فى إحدى مشاريع «أركو» بالساحل الشمالى حتى يمكن استغلاله بشكل عام حيث نقلت قنوات العالم بعضا من هذا الحفل من الساحل الشمالي، كما تم وضع صور لويس فونس وهو يغنى فى الساحل الشمالى على اليوتيوب وهى فكرة ذكية من أشرف سالمان الذى استضاف هذا المطرب صاحب الأغنية الاستثنائية أو المعجزة فى تاريخ العالم.. ولعلنا نستفيد من هذه التجربة سياحيا وندرك أن التسويق علم وفن وأن الانفاق عليه ضرورة لجذب السياحة.. ونفكر فى أدوات جديدة للتسويق ولعل ما حدث مع بورتوريكو التى زادت السياحة فيها بنسبة 45% فى 2017 بسبب هذه الأغنية يحدث مع مصر بوسائل تسويق جديدة مبهرة بالطبع مع وجود الاستقرار ومع الايمان بأن السياحة باتت صناعة مهمة جدا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق