أشاد وزير الإعلام البحريني ورئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي بن محمد الرميحي بالعلاقات البحرينية المصرية، باعتبارها نموذجًا في الأخوة العربية والشراكة التاريخية والاستراتيجية العميقة والمتنامية على أسس من الود والاحترام المتبادل.
وثمن الرميحي في حوار مع «الأهرام» المواقف السياسية الحكيمة التي عبرت عنها القيادة السياسية المصرية حيث أكدت أن أمن البحرين والخليج العربي جزءا لا يتجزأ من أمنها القومي، وأكد وزير الإعلام البحريني حرص بلاده على تعزيز التعاون الإعلامي مع مصر، للتصدى لخطابات التطرف والكراهية والتحريض على الإرهاب.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف ترى الاجتماع الأخير لوزراء الإعلام الذى عقد فى جدة؟
الاجتماع الأخير عقد في جدة وكان مهما للغاية للتشاور المستمر والتنسيق الإعلامي بين حكومات البحرين ومصر والسعودية والإمارات لمواجهة التطرف والإرهاب إعلاميا وتاكيد الرفض للموقف القطري والإيراني لتسييس الحج والتصدي للحملات الإعلامية التي تقودها حكومة الدوحة ضد الدول العربية المقاطعة ومساندة السعودية وتقدير دورها التاريخي في خدمة الحجاج والتنسيق ايضا مع الجهود الدولية في مكافحة التطرف والإرهاب في العالم ومحاربة خطاب الكراهية المدعوم من قطر وهي قرارات في غاية الأهمية.
وكيف يلعب الإعلام دورا في حماية الأمن القومي العربى؟
حماية الأمن القومى العربى تفرض علينا عدم خلط الأوراق والوقوف بحزم ضد الأذرع الإعلامية للجماعات الإرهابية التى تنتج أعمالا تسئ إلى الأمة العربية وتستهين بالجميع والجامعة العربية والجيوش العربيةلاسيما الجيش المصرى الذى كان له الشرف فى الدفاع عن الأمة العربية، فالحاجة باتت ملحة لاتخاذ خطوات جادة بحق أي وسيلة اعلام مثيرة للفتنة ومحرضة على العنف والتطرف والإرهاب ولا تلتزم بالدقة والأمانة والموضوعية والمصداقية ولا تحترم كرامة الشعوب وخاصة قناة الجزيرة القطرية التي لم تلتزم بأخلاقيات العمل الإعلامى وتتطاول على الجميع إلا ملاكها وتروج للإرهاب ورموزه وهذا يتعارض مع صحيح الدين.
تتميز العلاقات البحرينية- المصرية بالخصوصية على جميع الأصعدة.. فما تقييمكم لمسار العلاقات الثنائية، وما آفاق التعاون فى المجال الإعلامى؟
تتسم العلاقات البحرينية المصرية بخصوصية فريدة، باعتبارها نموذجًا في الأخوة العربية والشراكة التاريخية والاستراتيجية العميقة والمتنامية، على أسس من الود والاحترام المتبادل في إطار القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقطعت هذه العلاقات أشواطًا متقدمة في ظل النتائج الإيجابية للقاءات القمة البحرينية المصرية، والتي أثمرت عن توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكولا للتعاون الاقتصادي والمالي والتجاري والاستثماري بالقاهرة في أبريل 2016، وتأكيد هذه الشراكة الأخوية في زيارة جلالة الملك إلى مصر في مارس الماضي قبيل أعمال القمة العربية بالأردن، ثم زيارة الرئيس السيسي إلى البحرين في 8 مايو 2017، وأؤكد أننا حريصون على تعزيز التعاون الإعلامي مع مصر، عبر تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة على الصعيدين الثنائي والعربى.
ما أبرز التطورات الإعلامية البحرينية، وملامح الاستراتيجية التي تقوم عليها خطط الوزارة؟
يشهد قطاع الإعلام والاتصال في مملكة البحرين طفرة نوعية وتحرص وزارة شئون الإعلام على تطوير العمل الإعلامي، وتحديث البنية التحتية والتقنية والتشريعية لهذا القطاع الحيوي، ملتزمة في ذلك بضمان حرية الرأي والتعبير المسئولة في وسائل الإعلام دون حدود سوى الضوابط المهنية والأخلاقية بموجب الدستور والقانون والمواثيق الإعلامية.
فيما يختص بمنظومة الإعلام البحرينى.. ما أبرز التحديات التي تواجهونها حاليا؟
هناك العديد من التحديات التي تواجهها وزارة شئون الإعلام على صعيد الارتقاء بالرسالة الإعلامية وتأثيرها في محيطها المحلي والخارجي، ونعمل على مواجهتها من خلال إعداد وتأهيل الكوادر الإعلامية والفنية الوطنية، وتنفيذ المشروعات الإنشائية والتقنية، وتطوير الخريطة البرامجية، وتحديث المناخ التشريعي، بما يعزز الحريات الصحفية والإعلامية المسئولة بالتوافق مع المعايير المهنية والحقوقية، والتصدي للفوضى والانفلات على شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي، والانفتاح على وسائل الإعلام الإقليمية والدولية في مواجهة الحملة الإعلامية المضادة التـي تستهدف أمن المملكة واستقراراها ووحدتها الوطنية.
ماذا عن التعاون البحريني - الخليحي في مجال الإعلام؟
التعاون الإعلامي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يمثل شاهدًا على عمق روابط الأخوة بين القيادات والشعوب الخليجية، وانعكاسًا لما يجمعها من تاريخ عريق ووحدة الدين واللغة والجغرافيا ووشائج القربى والمصير الواحد المشترك، وتحركاتها الدءوبة على طريق التكامل والترابط في جميع الميادين سعيًا إلى إقامة الاتحاد الخليجي كضرورة حتمية في مواجهة التحديات المشتركة، وهدف أسمى للمجلس منذ إنشائه في عام 1981.
وتعمل مملكة البحرين مع دول المجلس على تعزيز استراتيجية العمل الإعلامي المشترك للسنوات (2010-2020) والتي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس نحو تعزيز التعاون وفرص الوحدة بين دول المجلس، وبناء وتطوير إعلام خليجي موحد.
ما خطتكم لمواكبة الإعلام الجديد؟
وزارة شئون الإعلام ماضية في برامجها ومشاريعها التطويرية بما يواكب أحدث المستجدات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام الجديد، ويتماشى مع ما حققته المملكة من إنجازات رائدة جعلتها في المرتبة الأولى عربيًا والتاسعة والعشرين عالميًا وفقًا لتقرير قياس مجتمع المعلوماتية 2016 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، وللعام الخامس على التوالي.
وفي هذا الصدد قمنا بتحديث البنية التحتية لقطاع الإعلام والاتصال، وبناء وتطوير منظومة للرصد الإلكتروني في إطار التواصل بين الوزارات والهيئات الحكومية، وتطوير البث التليفزيوني بالتقنية عالية الجودة، مع تجهيز استوديوهات متطورة ومزودة بأحدث الإمكانات الفنية والتقنية، وتدشين حسابات فاعلة للوزارة وإداراتها على الإنترنت وشبكات الإعلام الاجتماعي، وإنشاء إدارة خاصة بالإعلام الرقمي في مركز الاتصال الوطنى.
رابط دائم: