◙ قطار الـ V.I.P دائم التأخير فى سوهاج والنوم متوقف منذ 5 سنوات بالأقصر
بعد أن شغلت كارثة قطارى خورشيد، بالاسكندرية الرأى العام، ونالت اهتماما كبيرا لدى الشارع المصري، وأحدثت ردود فعل لدى المسئولين، تواصل «الأهرام» رصد واقع حال السكة الحديد، فى العديد من المحافظات المصرية، لتضع الصورة كاملة أمام رئيس الهيئة الجديد، على أمل الاصلاح وتغيير الوضع المأساوي، ومن ثم الحفاظ على أرواح المواطنين، فالمشكلات تتشابه وصور الإهمال تتكرر فى العديد من المحافظات، ومنها المزلقانات العشوائية، وتهالك القطارات والجرارات وعدم تجهيزها بوسائل للأمان، رغم تصريحات وزير النقل والمواصلات ومسئولى هيئة سكك حديد مصر السابقين عقب كل حادث، فيما يخص التطوير وضخ المليارات للارتقاء بمنظومة القطارات.
فى المنوفية، تعانى السكك الحديدية حالة من الاهمال، فلاتوجد صيانة للمحطات أوالقضبان منذ 20 عاما، وفى صورة صارخة لإهدار المال العام وزيادة معاناة المواطنين الذين تذهب أرواحهم على طريق السادات منوف بعد توقف العمل فى استكمال سكة حديد السادات منوف بعد أن تم إنفاق ما يتجاوز مبلغ 300 مليون جنيه للانتهاء من شريط السكة الحديد، حيث قامت وزارة الاسكان بدفع مبلغ 50 مليون جنيه حصتها فى ذلك المشروع داخل نطاق مدينة السادات، وتوقف العمل به منذ 5 سنوات، ويتقاطع مساره مع نهر النيل فرع رشيد ويربط بين الطريق البرى قليوب التوفيقية الرياح البحيري، وخط امبابة ايتاى البارود الرياح الناصري، مما يساعد على نقل الركاب والبضائع سواء من مدينة السادات الى منوف، ومنها الى وسط الدلتا وخط المناشى الجيزة الاسكندرية وحتى ميناء الدخيلة، ويساعد على دفع حركة التصدير الى المواني، وهو ما ينعكس بدوره على الحياة العمرانية والتجارية لمدينة السادات، وكان مطلبا للمستثمرين بمدينة السادات.
كما كشفت حملة للرقابة الإدارية بالمنوفية على محطات السكة الحديد، عن وجود اهمال شديد فى محطات القطارات بدائرة المحافظة، وتحول أرصفة بعضها إلى جراج للسيارات، بينما تحولت استراحات الموظفين إلى جراج للموتوسيكلات، علاوة على تحول البعض الآخر إلى مرعى للأغنام.
وفى محافظة بنى سويف دفعتنا حوادث القطارات المتكررة، والحالة غير المرضية بالمرة التى يشعر بها المواطن لفتح الملف.
وحسبما يقول فتحى زكى عبد المجيد « 55 سنة » موظف من مركز ناصر : أول مشكلة تجدها عندما تركب القطارات سواء العادية منها أو المكيفة، الزحام الشديد فى كل العربات، فالعربة التى تستوعب ما يقرب من 50 أو 60 راكبا تجد بها ما يتجاوز 100 راكب، هذا بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الباعة الجائلين الذين حولوا القطارات إلى سوق متحركة.
مأساة قطارات الغلابة
ويؤكد محمود أشرف « 19 سنة » طالب جامعى أن قطارات «الغلابة» مأساة بكل المقاييس ابتداء من ارتفاع تعريفة الركوب وانتشار القمامة، وأغلب القطارات لا يوجد بها شبابيك، وإن وُجد تكون ثابتة وغير متحركة، كما لا يوجد بها زجاج، والأبواب مفتوحة دائمًا على مصاريعها، مما يعرض حياة الركاب للخطر، ودورات المياه غير آدمية، كما أن بعض عربات القطارات غير مضاءة ليلاً، مما يصيب الركاب بالخوف من السفر.
ويشير سيد حسن « 44 سنة « محاسب لمشكلة أخرى قائلاً : نجد صعوبة فى الحصول على التذاكر وغالباً ما تنفذ، وأغلب محطات القرى بالمحافظة لا توجد بها تذاكر، مما يدفع الركاب إما إلى التوجه إلى المدن لحجز التذكرة أو تحمل فارق السعر.
القطارات ملاذ أهالى أسيوط
تعد السكة الحديد فى أسيوط هى الملاذ الأول والأخير للأهالي، فى تنقلاتهم وسفرهم خصوصا طبقة الموظفين والطلبة فى ظل الارتفاع الكبير لتعريفة المواصلات، ولكن لا يكاد يمر يوم إلا وتقع حادثة، وآخرها ما شهدته محطة أبوتيج، فى أثناء محاولة ركوب مديرة مدرسة القطار فسقطت بين الرصيف والقضبان نظرا للانخفاض فى الرصيف، مما أدى لبتر ساقها ولقيت مصرعها فى أثناء نقلها للمستشفى وسط حالة من الغضب بين المواطنين، والمحطة تم طرحها للتطوير فى 2015 بميزانية تقدر بنحو 8 ملايين جنيه، وقام المقاول ؛ بتكسير الرصيف وإلى الآن لم ينته منه.
وفى قرية «فزارة» تستمر المعاناة بسبب الكوبرى المواجه للمزلقان، لوجود عيوب إنشائية وهندسية به، وهو ما يصعب التحكم فيه من قبل الأهالى الذين يمرون عليه بدوابهم وماشيتهم أو السيارات المحملة بالركاب والبضائع وتسبب فى العديد من الحوادث.
وفى مدينة القوصية يشهد المزلقان المقابل للكوبرى الجديد حوادث متعددة رغم صدور قرارات بإغلاقه فلا يزال مفتوحا.
ويوضح محمد على (موظف) أن سبب المأساة التى تشهدها مدينة أسيوط وحوادث مزلقان شارع رياض، يرجع إلى قيام موظفى السكة الحديد بغلق الباب الشرقى للمحطة، والاكتفاء بفتح الباب الرئيسى غرب المحطة، وهو ما يدفع الآلاف يوميا من مواطنين وموظفين للمرور عبر المزلقان، والسير على شريط السكة الحديد رغم المخاطر الكبيرة، نظرا لوقوع العديد من المصالح الحكومية فى الجهة الشرقية من السكة الحديد.
فى الاقصر تعددت شكاوى الاهالى من القطارات، ما بين ظاهرة تأخرها وتوقفها، حيث تصل أحيانا الى 22 ساعة، ومطالبة القطاع السياحي. بضرورة عودة قطار النوم السياحى
يقول محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحى للاقصر ، انه منذ اكثر من 5 سنوات وقطار النوم متوقف وكان من أهم وسائل الانتقال لشركات السياحة، كما أنه أقل تكلفة من الطيران.
خروج عن القضبان
وفى محافظة الغربية؛ يتحدثون عن ظاهرة «خروج القطار عن القضبان» و«تصادم قطار آخر بسيارة على مزلقان»، و»تعطل قطار ثالث أمام قرية و تأخر وصول الطلاب إلى امتحاناتهم».. هذه بعض عناوين لحالة القطارات على خط «طنطا قطور كفر الشيخ»، والذى يُعدُّ نموذجًا صارخًا لإهدار المال العام فى هيئة السكة الحديد؛ والأسباب كما يقول خالد فؤاد «موظف بمركز معلومات طنطا» كثيرة، منها: المواعيد غير المنتظمة، فلا يوجد قطار على هذا الخط ملتزم بمواعيده مما يؤخرنا كثيرًا عن أعمالنا، وبالتالى نحصل على جزاءات بسبب هذا التأخير الذى لا ذنب لنا فيه.
فى حين يؤكد إبراهيم مصطفى «من إحدى قرى مركز قلين التابع لمحافظة كفر الشيخ» أن بعض المواطنين يستخدمون القطار على هذا الخط فى نقل مواشيهم، الأمر الذى يجعل الكثير من الموظفين وطلاب الجامعة يرفضون ركوب القطار، ويطالب بضرورة الاهتمام بقطارات الأقاليم، لأنها لا تقل أهمية عن قطارات الدرجات المكيفة.
القطارات تصل متأخرة دائما
ومن الغربية الى سوهاج التى اصبحت نموذجا للتأخير من ساعتين الى 5 ساعات أحيانا، ولا يكاد يمر يوم دون حدوث تأخير لقطار أو قطارين ولم يقتصر التأخير على القطارات الاسبانية المكيفة والقطارات المميزة التى يستقلها « الغلابة » بل وصل لقطارات « vip » المفروض انها من أفضل القطارات وتذاكرها الأعلى سعرا والسبب تكرار تعطل الجرارات.
يقول الدكتور محمد عبد الرحمن : إن قطار ال vip رقم - 935 - درجة أولى وثانية مكيفة كان من المفترض حسب تذاكر الحجز ان يصل إلى محطة سوهاج الساعة الثالثة والثلث عصرا، إلا انه وصل الساعة الثامنة و40 دقيقة ليلا متأخرا 5 ساعات وثلث الساعة مما تسبب فى إصابته والمسافرين بحالة من الملل والضيق.
كما تعانى محطات القرى عدم وجود مقاعد او مظلات لحماية الركاب، من سخونة الجو فى الصيف والأمطار فى الشتاء، او دورات مياه علاوة على سوء حالة المزلقانات وعددها 47 مزلقانا بسوهاج.
وقال احد العاملين بالسكة الحديد، إن هناك نحو 1.5 مليون متر أملاكا لهيئة السكة الحديد على جانبى الخطوط لم يتم استغلالها، وهناك 47 مزلقانا بالمحافظة، تحتاج إلى تطوير بنظام التحكم الالكتروني.
رابط دائم: