بعد قيام ثورة 25 يناير توقف العمل بمشروع قرية حسن فتحى بالاقصر وعاد حديث التطوير مرة اخرى فى عام 2015 واستئناف العمل بالمشروع بالتعاون مع منظمة اليونسكو بعد ان خصصت منحه مالية لاعمال التطوير والترميم لما تبقى من مبانى القرية القديمة.
7 سنوات هى المدة الزمنية التى مرت على إعلان الأقصر انعقاد أول مؤتمر دولى برعاية منظمة اليونسكو لتطوير قرية حسن فتحى التى صدر لها قرار باعتبارها محمية تراثية حيث يرجع تاريخ انشائها الى 70 عاما ولا يمكن إدراجها تحت مسمى المنطقة الاثرية لعدم مرور 100 عام على انشائها لتسكين أهالى القرنة القديمة الذين كانوا يسكنون فوق المقابر الفرعونية فى الجبل بها، حيث كانت وسيلة لحماية الآثار الفرعونية لكن حرص الفنان المعمارى حسن فتحى على المزج بين الهندسة والتقاليد الريفية واستخدام المواد الطبيعية فى البناء وملاءمتها الظروف البيئية فى المنطقة.
الحاج أحمد عبدالراضى موظف على المعاش صاحب احد المنازل الموجودة بالقرية، يقول : بدأنا منذ اكثر من عام ونصف العام الاستعداد للعمل فى أولى خطوات مشروع تطوير القرية بالتعاون بين وزارة الثقافة ومنظمة اليونسكو وقام فريق اليونسكو بعمل الدراسة الفنية عن القرية ، إلا أننا فوجئنا بتوقف المشروع والآن وقع انهيار جديد لمنزل من منازل القرية القديمة.
ويضيف عبدالراضي: اعمل فى ترميم المنازل الخاصة بحسن فتحى منذ عدة سنوات بعدما تعلمت على مدى سنوات طويلة كنت أقوم فيها بترميم منزلى الذى أعيش فيه والذى كان اول منزل يقوم ببنائه حسن فتحى وعاش فيه فترة فى أثناء بناء القرية وحرصت على ان احافظ على التراث المعمارى له ، وجاء الإعلان عن إحياء مشروع بالتعاون بين وزارة الثقافة واليونسكو فى أواخر عام 2015 على ان يتم الانتهاء من العمل خلال 16 شهرا، لكن مر 20 شهرا ولم يتم البدء فى المرحلة الأولى من أعمال التطوير والترميم للقرية حتى الآن.
وكشف مصدر بوزارة الثقافة ان سبب تأخير العمل حتى الآن عدم التوصل إلى شكل نهائى بين وزارة الثقافة واليونسكو على الطريقة التى ستتم بها عملية التطوير والترميم للقرية وعما إذا كان سيتم التركيز على الحفاظ على الطراز المعمارى وشكل المبانى ذات القباب مع إمكان إعادة بناء المنازل المتهالكة تماما مرة أخرى بالأسلوب نفسه ام الهدف هو الحفاظ على البناء القديم بحد ذاته وإعادة ترميمه بقدر ما أمكن.
وقد كان المخطط الخاص بسير العمل فى مشروع التطوير يتضمن ان يتم تنفيذ المرحلة الأولى التى قامت اليونسكو بتخصيص 700 ألف دولار لها بعد اجراء الدراسة اللازمة للمشروع وترميم المبانى الرئيسية بالقرية وهى منزل حسن فتحى والمسجد وقصر الثقافة والخان والسوق وكان من المنتظر ان تتم هذه العملية فى فترة زمنية لا تزيد على الـ 8 أشهر وهو ما لم يحدث ولم يتم الانتهاء سوى من أعمال التوثيق فقط ، بينما صدر تقرير من منظمة اليونسكو جاء فيه ان معظم المبانى التى قام ببنائها حسن فتحى فى حالة غير جيدة وكثيرا منها تعرض لانهيارات جزئية وان السبب الرئيسى هو المياه الجوفية التى أثرت على اساسات المنازل، أما بالنسبة للمبانى التى مازالت باقية من القرية فإن 61% منها لا يمكن إعادة تصميمها مرة أخرى الى ما كانت عليه و31 % من المبانى مازال من الممكن الوصول الى تصميمها الأصلى وهناك 15 % من المبانى مازالت محتفظة بتصميمها الأصلي.
من جانبه، كشف الباحث سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي ان الهيئة العامة لقصور الثقافة تمتلك فقط قصر ثقافة حسن فتحى بالقرية وهو مغلق منذ عام 2009 نظرا لاحتياجه الى أعمال ترميم وتطوير ولكننا لا نستطيع ان نقوم باى اعمال صيانة له نظرا لكونه مبنى يقع تحت قرار المحمية التراثية لقرية حسن فتحى بالكامل لذلك ولا يسمح لنا بالقيام بأى أعمال تطوير بعيدا عن المشروع.
من جانبها، قامت محافظة الأقصر بإخلاء المناطق التى طلبت وزارة الثقافة ان يتم اخلاؤها كالخان الذى كان توجد به مقار الجمعية الزراعية وشركة السكر ومكتب الإصلاح الزراعى والشئون الاجتماعية، فى انتظار بدء العمل الذى تأخر 18 شهرا حتى الآن.
رابط دائم: