رفع المرتبات وتدريب أطقم مساعدة لمواجهة
العجز فى نقص التمريض
20 ألف جراحة سنويا.. وإجراء العمليات أيام العطلات الأسبوعية لتقليل قوائم الانتظار
خطوات ثابتة يخطوها مستشفي «أبو الريش» نحو تقديم خدمة علاجية ممتيزة لأكبر قطاع من أطفال مصر ، لكن الأزمة لم تنته مع توافر الأدوية أو الأجهزة والمستلزمات الجراحية ، والسبب هو أن الإمكانات الحديثة والكوادر البشرية الماهرة تواجه مشكلة أساسية تتمثل في نقص عدد طاقم التمريض لرعاية الحضانات وهو ما جعلها لا تعمل بكامل طاقتها وسط تفضيل الممرضات للقطاع الخاص حيث الأجر المادي المرتفع وضغط العمل الأقل.
فالمشكلة هي غياب «التمريض» الكفء والمدرب خاصة في مجال جراحات حديثي الولادة، في الوقت الذي يعتبر فيه أبو الريش رائدا في جراحات المناظير والتدخل الجراحي، والتي تصل إلي نحو 20 ألف عملية سنويا ، وهو ما جعل المستشفي والطاقم الطبي يعمل أيام العطلات الأسبوعية والرسمية لإجراء العمليات وتقليل قوائم الانتظار.
خلال وجودنا التقينا والدة طفل في انتظار إجراء جراحة عاجلة ، حيث يعاني حالة نادرة من ضيق في الحالب ويحتاج لمستوي عال من مهارة الجراحين للتدخل في سن مبكرة حرصا علي حياته ، ونصحها الأطباء بالقدوم إلي «أبو الريش» لقدرة الفريق الطبي به علي التعامل مع الحالات الصعبة كحالته ، وعلي بعد أمتار قليلة تنام رضيعة عقب إجراء جراحة لإصلاح انسداد في القنوات المرارية نتيجة نوع نادر من التضخم.
بجانب مهارة الطاقم الطبي يتم التعامل مع الحالات باستخدام أجهزة طبية حديثة، ومن بينها المنظار الجراحي من خلال تقليل حجم الجرح من نحو 10 سم إلي 3 فتحات صغيرة تسمح بإجراء الجراحة لتوسيع الضيق أو الانسداد باستخدام عدسة المنظار التي تمتاز بقدرة تكبير من 10 إلي 25 مرة عن الحجم الطبيعي وهو ما ينعكس علي رفع معدل نجاح العملية وسرعة التعافي للمريض. يقول الدكتور جمال التاجي استاذ ورئيس أقسام جراحة الأطفال : تستقبل العيادة الخارجية لجراحة الاطفال ما يقرب من 100 ألف حالة سنويا، بخلاف المترددين علي العيادات التخصصية مثل عيادة متابعة جراحات حديثي الولادة وعيادة إصلاح العيوب الخلقية بمجري البول للأطفال وأيضا عياده تجميل الاطفال والشفة الأرنبية وسقف الحلق المشقوق ، بالإضافة إلي عيادة القولون والتحكم في الإخراج. كما تم استحداث عيادة جديدة للتغذية العلاجية للجراحات المتقدمة. وعدد العمليات المجراة في مستشفي أبو الريش بجناحيه الياباني والمنيرة يتجاوز 20 ألف عملية في السنة للتعامل مع الأطفال في مختلف الأعمار والمحولين من كل أنحاء الجمهورية.
قوائم الانتظار
ويستطرد : علي الرغم من وجود عدد كبير من أسرة الرعاية المركزة ونحو 25 حضانة مخصصة لجراحات حديثي الولادة فإن قوائم الانتظار مازالت قائمة ، وهي من أهم التحديات التي نواجهها بصفة عامة في مستشفي أبو الريش، وفي الجراحة بصفة خاصة نظرا لتميز الفريق الطبي في جراحات المناظير للأطفال وكذلك جراحات الأطفال حديثي الولادة وهو ما يزيد الإقبال من مختلف أنحاء الجمهورية ، ونحن نقبل ونتعامل مع كل الحالات الواردة إلينا باختلاف صعوبتها أو تعاني مشاكل أو فتحت في مراكز اخري لجراحة الأطفال فواجبنا هو قبولها وعمل اللازم لها.
تجديد شامل
ويؤكد الدكتور التاجي أنه تم اللجوء للعديد من الحلول للانتهاء من قوائم الانتظار مثل استمرار العمل أيام الإجازات والعطلات الأسبوعية لإنجاز عدد أكبر من العمليات ، أيضا من المنتظر في خلال الشهرين القادمين أن يتم تجديد شامل لقسم جراحة الأطفال بأبو الريش الياباني وتطوير وحدة الرعاية المركزة الملحقة به.
وهناك تحد آخر يتمثل في نقص العدد الكافي من التمريض، خاصة أن تخصص جراحات الأطفال بالعمليات أو بالرعاية المركزة يتطلب ممرضة ذات كفاءة وتدريب عالي المستوي. وهو ما حاولنا التغلب عليه بتوفير مرتبات مجزية أسوة بالأماكن الاخري التي تهرب إليها الكفاءات من التمريض وأيضا كحافز في ظروف العمل الضاغطة والتي تتطلب من الممرضة مجهودا مضاعفا ومراعاة أكبر عدد من الأطفال المرضي ، فإن توافر العنصر البشري المدرب هو جانب مهم لا يمكن الاستغناء عنه.
ويؤكد الدكتور التاجي ضرورة الاتجاه للتنسيق بين كل مراكز جراحة الأطفال المتطورة مثل أبو الريش والدمرداش والأزهر والإسكندرية وغيرها من أجل وضع برنامج متكامل يغطي احتياجات الجمهورية كلها ، ويمد يد العون للمناطق البعيدة عن مراكز الخدمة المتميزة بالقاهرة وعواصم المحافظات وبما يساعد أيضا في تقليل الضغط علي هذه الأماكن وهجرة المرضي إليها.
إنقاذ حياة الوليد
ويشير الدكتور خالد بهاء الدين استاذ جراحة الأطفال ومدير وحدة جراحة حديثي الولادة، إلي أن هناك ما يزيد علي 800 حالة سنويا للتعامل مع مختلف الجراحات اللازمة لإصلاح العيوب الخلقية وجراحات ما بعد الولادة مباشرة مثل إصلاح عيوب المريء لوجود ناسور بين الرئة والقصبة الهوائية أو وجود انسدادات أو عيوب في جدار البطن أو انسداد بالامعاء أو انسداد فتحة الشرج وفي حالات نادرة مثل خروج جزء من المخ خارج الجمجمة أو انسداد فتحة الأنف وكلها حالات تستدعي التدخل الجراحي عقب الولادة لإنقاذ حياة الوليد. أيضا يجمع أبو الريش أطباء مدربين من كل مصر ومن جميع الجامعات بما يجعله يوفر خبرة ومهارة متميزة في هذا المجال.
ويري أن المشكلة الأساسية هي نقص العنصر البشري من التمريض ، فهناك حضانات كثيرة حكومية ـ وليس أبو الريش فقط- متوافرة ولكنها لا تعمل بكل طاقتها لعدم وجود ممرضة لمتابعة الحالة ، ويعزي تراجع أعداد التمريض إلي عدة أسباب منها قلة أعداد الذين يتم تخريجهم سنويا نظرا لعدم الإقبال علي هذا التخصص نتيجة الصورة الذهنية الخاطئة لدي الجمهور، بخلاف نقص التدريب والخبرة لتغطية التخصصات الطبية الدقيقة مثل جراحات حديثي الولادة. وهو ما يجعل الممرضة مسئولة عن رعاية من 5 إلي 8 أطفال في الحضانات بالرغم من أن الأرقام العالمية تقتضي أن تكون الممرضة مسئولة عن ثلاث حالات فقط لتقديم خدمة أفضل. كما تفضل الممرضات العمل بالقطاع الخاص علي الحكومي حيث ضغط العمل أقل والمرتب أعلي ، ونحن في أبو الريش اتخذنا عدة إجراءات للمساهمة في حل الأزمة من بينها تدريب طواقم مساعدة للتمريض للقيام ببعض من أعمال التمريض الكتابية أو أعمال توريد وتسلم الأدوية بما يعمل علي تخفيف العبء علي الممرضة لتعطي رعاية أكبر للمريض.
رابط دائم: