اثبتت نتائج دراسة سنغافورية أجريت على مجموعة من السيدات اللاتى أصبن بالسكر أثناء شهور الحمل ومتابعة حالات أطفالهم خلال الفترة من الشهر السادس إلى الشهر الثامن عشر بعد الولادة
أثبتت أن أطفالهم يكونون عرضة للإصابة بمشاكل فى الانتباه وفرط الحركة، وعلى أثر هذه النتائج، قام الأطباء بمساعدة مجموعة ضمت 473 من هؤلاء الأطفال الذين كانوا يعانون من مشاكل نفسية وعصبية تمثلت فى نقص القدرة على التركيز وتشتت الانتباه مع فرط الحركة. ولتشخيص حالات هؤلاء الأطفال استخدم الأطباء شبكة من المستشعرات لقياس نشاط المخ أثناء استماع الأطفال لأصوات متقطعة وصوت نمطى متكرر. ووجد الباحثون أن ألأطفال المولودين من الأمهات اللاتى أصبن بالسكر أثناء الحمل (السكر الحملي)، كانوا يعانون من نقص أو ضعف مبكر فى القدرة على الانتباه خلال فترة المتابعة السابقة الذكر. وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة أمريكية سابقة أجريت عام 2012 بواسطة الدكتور يوكو نورميورا بكلية الطب جامعة جبل سيناء بنيويورك لاحظ فيها أن من يولدون من أمهات أصبن بالسكرأثناء الحمل يكونون زائدى الوزن ويعانون من مشاكل سلوكية وعصبية، إلا أنه لم يحدد طبيعة تلك المشاكل. وقد كان إجراء هذه الدراسة الحديثة بواسطة الدكتورة آن ريفكين الباحثة بمعهد ستار لأبحاث العلوم الطبية بسنغافورة بالاشتراك مع الباحثة شيرونج كاى من الجامعة الأهلية بسنغافورة كجزء من مشروع بحثى كبير لمتابعة الأمهات والأطفال قبل وبعد الولادة، بهدف خروجهما معا بصحة جيدة. وفى إطار هذه الدراسة، قام الباحثون بقياس نشاط المخ عند المواليد الرضع اثناء استماعهم لصوت أو نغمة نمطية متكررة، وكان المتوقع أن تصبح هذه النغمة مألوفة، إلا أن ردود أفعال نشاط المخ جاءت متباينة بالنسبة للنغمة غير المنتظمة، حيث انخفضت عند الأطفال المولودين من أمهات أصبن بالسكر خلال فترة الحمل عنها عند الأطفال الذين لم تصب أمهاتهم بالمرض خلال فترة الحمل. وكان واضحا أن استجابة الأطفال المولودبن من أمهات لم يصبن بالسكر اثناء الحمل كانت أكبر من استجابة الأطفال المولودين من أمهات أصبن بالسكر خلال فترة الحمل، كما كانت استجابات أطفال المجموعة الثانية مصحوبة بتطورات تنموية معاكسة تمثلت فى «نقص الانتباه وفرط الحركة»، ولاحظت الباحثة الدكتورة ريفكين أن قدوم الأطفال المصابين بهذه الأعراض للأطباء مبكرا يمكنهم من التعرف على المرض وتشخيصه مبكرا ومن ثم التدخل المبكر بالعلاج لايقاف تدهور الأعراض وتحسن درجة الانتاه وفرط الحركة. وتعليقا على هذه النتائج، يرى الدكتور أحمد رؤوف أستاذ أعصاب الأطفال أنها جديرة بالاهتمام لأنها تقدم أحد الافتراضات العلمية على وجود علاقة بين سكر الحمل وقلة الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال، حيث لا يوجد دليل حتى الآن على السبب الحقيقى لهذا المرض المعروف والمنتشر بين أطفالنا بالمراحل العمرية التالية بفصول الدراسة. ومن المحتمل أن يكون هذا الافتراض صحيحا، ولكنه فى حاجة لمزيد من الأبحاث، كما أنه لا يمكن القول بأنه السبب الوحيد، لأن هناك نسبة من هؤلاء الأطفال لم تصب أمهاتهم بالسكر خلال شهور الحمل. وتكمن المشكلة فى عدم متابعة كل حالات الأطفال الذين ولدوا من أمهات أصبن بالسكر خلال شهور الحمل. وعلى صعيد آخر، يرى الدكتور جمال عبد الناصر أستاذ طب الأطفال بالمركز القومى للبحوث أن هذه النتائج أولية ولا يمكن الاعتماد عليها إلا بعد المتابعة المستمرة للأطفال لخمس سنوات أو أكثر، وذلك لصعوبة تشخيص المرض فى هذه السن الصغيرة، كما أن التشخيص الدقيق يحتاج لفترات زمنية أطول مع متابعة لصيقة لتأكيده، ولكنها مؤشر أولى مهم لتوجيه نظر الأمهات والآباء نحو متابعة نمو وسلوك اطفالهم فى سنوات العمر التالية، خاصة إذا كانت الأم قد أصيبت بالسكر خلال شهور الحمل.
رابط دائم: