كشف تقرير لمجلة «نيوزويك» الأمريكية حجم تدخلات قطر فى ليبيا، واتهمتها بدعم ما وصفته بـ«أسوأ الأسوأ» من الميليشيات الإرهابية فى ليبيا، مطالبة بضرورة وقف الدوحة عند حدها.
وأوضح جوناثان سكانزر كاتب التقرير، وهو خبير سابق فى شئون تمويل الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية ونائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية البحثية البارزة، أن انضمام حكومة الوفاق الليبية إلى مصر والسعودية والإمارات والبحرين فى مقاطعتها الدوحة وتأكيد وزير خارجيتها محمد الدايرى أن الدوحة تأوى الإرهاب، يعكسان شكاوى قديمة عبرت عنها مرارا القوى غير الإسلامية فى ليبيا عن علاقة قطر بالتكفيريين فى هذا البلد.
وأشار الخبير الأمريكى إلى أن تقارير إعلامية أكدت أن قطر ترسل كميات هائلة من الأسلحة والأموال للإرهابيين التكفيريين المعادين للحكومة فى ليبيا. وأضاف فى هذا الصدد أن تقرير الأمم المتحدة الشهير الصادر فى مارس عام ٢٠١٣ كشف النقاب بوضوح عن أنه فى عامى ٢٠١١ - ٢٠١٢ انتهكت قطر حظر السلاح الذى فرضته المنظمة الدولية لتوفير المعدات العسكرية للقوات المتحاربة، وتبين لاحقا أنها أرسلت العديد من الأسلحة والذخيرة والرحلات الجوية.
ونقل سكانزر ما جاء فى تقرير لمعهد «بيكر» الأمريكى للسياسة العامة من أن قطر طورت علاقات وثيقة مع كبار قادة الميليشيات التكفيرية الرئيسية فى ليبيا مثل عبد الحكيم بلحاج، الذى كان قائدا للجماعة الإسلامية الليبية المسلحة عام ٢٠١١ وقائد فيلق طرابلس والتقى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مرتين من قبل وتم احتجازه من قبل المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» عام ٢٠٠٤.
وأضاف التقرير أن هناك صلة أيضا بين قطر وإسماعيل الصلابى قائد واحدة من أكبر الجماعات الإرهابية المعروفة باسم «راف الله السحاتي» التى تنشط فى شرق ليبيا.
والمعروف أيضا أن هذه الجماعة من أكثر الجماعات التى تحظى بدعم وإمداد مادى وعسكري، مما أدى إلى أن يطلق عليها اسم «فيلق فيرارى ١٧» عام ٢٠١١ بعد كثرة مصادر التمويل الغامضة عليها.
وأضافت أن على الصلابى شقيق إسماعيل الصلابى - وهو عالم دينى معروف - يعد من بين المقربين لأمير قطر.
كان الجيش الليبى قد اتهم المخابرات القطرية بدعم القاعدة وداعش والإخوان ودعم اغتيال كبار المسئولين الليبيين، كما سهلت تدريب المتطرفين الإسلاميين على أيدى القاعدة، بل ساعدت على نقل الإسلاميين الليبيين إلى سوريا.
وخلص سكانزر فى نهاية مقاله إلى القول أن «الحرب الليبية لن تنتهى قريبا على الأرجح، وكذلك أزمة الدول العربية والخليجية مع قطر، ولهذا السبب، يجب وقف تدخل قطر فى ليبيا، لأن فى ذلك تسهيلا لحل الأزمتين معا».
رابط دائم: