رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
لكن هناك بعض الملحوظات التى قد تساعدنا على وضع حلول لهذه المعادلة الصعبة، فلا شك أن ما تنفقه الحكومة على التعليم يعتبر قليلا بالنظر إلى ما يحتاجه فعلا هذا القطاع، وبالمقارنة بما ينفق فى الدول الأخرى، ولكن إذا أضفنا إليه ما ينفقه الأفراد على التعليم من دروس خصوصية ومصاريف مدارس خاصة وأحيانا الانتقال إلى العاصمة من أجل تعليم الأطفال فى مدارس دولية، سنجد أن حجم الإنفاق أكبر بكثير.. إن جزءا كبيرا مما ينفق حاليا يذهب سدى لأن هدف المدارس الخاصة هو الربح، أى أن جزءا ليس بالقليل من هذا الإنفاق يذهب إلى المستثمرين فى هذا المجال، ولا يستغل فى تعليم أطفالنا، واقترح أن تدخل الحكومة كمنافس قوى فى التعليم مدفوع الأجر، وتنشأ فى كل محافظة مدرسة نموذجية (أو تجدد مدرسة قائمة بالفعل) وتستقدم لها أفضل هيئة تدريس وعاملين وتخصص لهم رواتب ضخمة تغنيهم عن الدروس الخصوصية، ويكون التدريس فى هذه المدارس من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الخامسة مساء، وتتخللها فترات للتغذية والتدريبات الرياضية، وبذلك يقضى التلميذ معظم يومه فى المدرسة، ويكون المنزل للراحة فقط، وتطلب الدولة مصاريف كبيرة لهذه المدارس مع هامش ربح يخصص كمنح لطلاب لديهم إمكانيات ومواهب متميزة، وليس بالضرورة أن تكون لديهم إمكانيات مالية ضخمة، وبهذه الطريقة سنعظم ما ينفق على التعليم أو بمعنى آخر سنحاول أن نحسن استغلال ما ينفق حاليا، والأهم أنه سيُصبِح لدينا عدد (قليل فى البداية) من التلاميذ ممن حظوا بتعليم متميز وهيئة تدريس متميزة ومتدربة على الوسائل الحديثة فى التدريس، و مدارس ملك للدولة ومجهزة لتقديم خدمة تعليمية متميزة. د وائل حسين جامعة أبردين ــ المملكة المتحدة