كيف تعلمى طفلك الفرق بين اللمسة الآمنة واللمسة غير الآمنة، بين النظرات والكلام المختلف، ما الوسائل الأكثر أمنا لوقايته من التحرش..؟ هذا جوهر ما كشفت عنه رسالة علمية حديثة، نبهت إلى أن استعداد الآباء والأمهات للتعامل مع الفضول الجنسى واجب أساسى وليس هامشيًّا، لأنه يحدد موقف الابن، أو الابنة من الجنس، كما أظهرت أن التربية الجنسية الملائمة لمستوى نمو الطفل، لا تضره ولا تصدمه، بل تزوده بمعلومات، وكيف يحدد المسافة المناسبة بينه وبين الآخرين.
الرسالة المقدمة من الباحثة هدير هشام القصاص تخصص علم النفس بجامعة عين شمس، للحصول على درجة الماجستير وأشرف عليها د.محمد سيد خليل أستاذ علم النفس عميد كلية الآداب الأسبق ، ود. إيمان محمود القماح أستاذ ورئيس قسم علم النفس الأسبق، بكلية الآداب، تنبه إلى إن عدم وعى الأمهات بالتثقيف الجنسى للأطفال، يؤدى إلى ظهور بعض المشكلات الجنسية لديهم، وهذا ما دفعها إلى تناول هذه الظاهرة بدءاً بالأمهات ثم الأطفال.
ولاحظت الرسالة أن عدم وعى الأمهات بالتثقيف الجنسى للأطفال، يؤدى إلى ظهور بعض المشكلات الجنسية لديهم كالتحرش الجنسى والعادة السرية، وهذا ما دفعها إلى تناول هذه الظاهرة، وهو معالجة جريئة لمنطقة ندر فيها البحث والدراسة بسبب موروثات وتقاليد، أفقدت التنشئة التربوية السليمة الكثير..
وحول السلوك والظواهر الجنسية الأساسية فى مرحلة الطفولة، ركزت الباحثة على سمات مثل الثقة بالنفس، وتقدير الذات، وأسلوب الحوار، وفن الثواب والعقاب، كما اهتمت بالإجابة عن أسئلة الطفل التى تتعلق بالموضوعات الجنسية فى مرحلة الطفولة المتوسطة، ولم تغفل الباحثة تدريب الأم على تعليم الطفل معنى «الخصوصية»..
وكشفت الدراسة عن مدى التغيرات التى تمت بعد مشاركتهن للبرنامج، ومدى الفارق بين سلوكيات ومفاهيم الأمهات قبل المقابلات وبعدها..
أهم تلك المتغيرات أن نسبة 71% من الأمهات عندما يتحدثن مع أطفالهن يقلن لهم على كل شىء عيب وغلط مثلما تربى الأمهات فى الصغر وأيضا كن لا يمتلكن أى معلومة يذكرنها للأطفال، ولكن الحال تغيرت بعد التدريب حيث بدأن فى إقامة علاقة صداقة مع أطفالهن.
لما تكبروا هاتعرفوا..
«عندما يكبرون سيعرفون»، هذه العبارة الجاهزة تلجأ اليها الكثير من السيدات عن مخاطبة أطفالهن، وتقول إحداهن: «كنا فاكرين لما يكبروا هيعرفوا لوحدهم، وتذكر بعض الأمهات» المشكلة بقت فى عيالنا الكبار اللى لم نقدم لهم أى معلومة، مش عارفين دلوقتى نفتح معاهم حاجة » وتذكر أمهات أخريات:» لما اتكلمنا معاهم لقيناهم مستوعبين احنا بنقول ايه«..
وقد وجدت الباحثة أن الأطفال الذين تلقوا التدريب كان ينتابهم الخجل أثناء تطبيق القياس، وتلاشى ذلك أيضاً فى أثناء الجلسات، وعند تطبيق المقابلة شعرت بأنهم أصبحوا يتحدثون بمصطلحات الدراسة (الأماكن الخاصة الحدود أنا غالي- اللمسات، ويشيرون بأيديهم).. وشارك الأطفال فى التعبير عما بداخلهم ومدى تأثرهم بفترة دراسة البحث، فقال طفل: »تعلمنا الفرق بين اللمسة الحلوة واللمسة الوحشة، وعرفنا كمان أن لو حد قالنا سر عن جسمنا وحتى لو أعطانا هدية أوحد خوفنا لازم أروح اقول لماما أو بابا مينفعش يبقى سر، وقد تم التدريب العملى على هذه النقاط من خلال التمثيل العملى مع الأطفال.. وترى الباحثة أهمية تطبيق هذا البرنامج فى المدارس، والنوادي، ودور الأيتام، ومؤسسات رعاية الأطفال.
رابط دائم: