مشغولة جدا.. متوترة.. تعبانة
واحدة من الكلمات الثلاث السابقة إن لم تكن جميعها ستكون إجابة أى امرأة تسألها كيف حالك؟
بين ضغوط العمل ومتطلبات الزوج والأولاد والضغوط اليومية.. تمضى حياتك يوما وراء يوم حتى تفاجئى أنك تجاوزت الأربعين وأصبحت وجها لوجه أمام شبح التغيرات الهرمونية وما يليها من مشكلات. أكثر من عشرين عاما مرت وأنت متوترة ومضغوطة ومشغولة ولا تجدين الوقت لنفسك.. أنت ملك الآخرين مستعدة دائما للتعامل مع أى جديد وتخرجين من مشكلة لتدخلى فى أخرى ولا تكفيك الأربع وعشرين ساعة للانتهاء من مهامك. لا نوم ولا طعام جيد ولا رياضة.. تجهدين نفسك فى الريجيم لكنك تكتسبين الوزن وتطاردين الدقائق للإمساك بها وتنامين وعقلك يعمل وهرمونات جسدك تبذل مجهودا خارقا لتواكب كل هذا القلق والتوتر والانشغال.. لكن فجأة تنخفض كفاءة هذه الهرمونات وتجدين نفسك أمام واقع جديد.. لست فيه أنت المسيطرة وتجدين فى انتظارك قائمة من الأمراض الجديدة المصاحبة لمرحلة سن اليأس او سن انقطاع الطمث.. لم تعد الهرمونات تحت سيطرتك.
إنها متلازمة المرأة المشغولة التى تصفها الطبيبة وخبيرة التغذية الأمريكية ليبى ويفر فى كتابها الجديد الذى يحمل نفس العنوان وتتحدث فيها عن أزمة الجيل الحالى مع سن انقطاع الدورة الشهرية والتى ستزداد صعوبة مع الأجيال القادمة.
تقول الكاتبة إن نساء الأجيال السابقة كن أكثر حظا منا فلم تكن حياتهن على النحو الذى تسير به حياتنا ولم يكن ممزقات بين العمل والبيت كما نفعل نحن، ولم يكن مطلوبا منهن أن يبقين على أهبة الاستعداد لأن إيميلات العمل لا تتوقف وقائمة الأعمال غير المنتهية طويلة، وبالتالى مرت بهن التجربة فى أمان وبدون مشكلات.. أما نحن فلن تكون تجربتنا سهلة، لم نعد نزرع وردا فى حدائقنا او فى شرفاتنا ولم نعد نثرثر مع جارتنا ولا نشرب الشاى فى الخامسة ونستمع للموسيقى الهادئة فى المساء.. لم تعد أجسادنا هادئة. تشرح الطبيبة أن المرأة أصبحت تستهلك هرموناتها الأنثوية فى ملاحقة التوتر طوال سنوات ما قبل انقطاع الدورة لتبقى قادرة على العمل والاستمرار على حساب الأعضاء الحيوية للمرأة التى تعمل بكامل طاقتها ايضا فتكون النتيجة تأثيرات أكبر على الكبد والمثانة والعظام والسلامة النفسية للمرأة مع التقدم فى العمر.
فإذا كنت تجهدين جسمك فى إفراز هرمون القلق لتبقى يقظة على حساب الهرمونات الأنثوية الأخرى وأجبرت جسدك على إفراز هرمونات تجعلك قادرة على منافسة الرجال هل تتوقعين أن يحدث العكس خلال فترة انقطاع الطمث وتعود هرموناتك لطبيعتها؟
أنت أيضا تجهدين نفسك فى ريجيم متواصل للحصول على وزن مثالى لكن ذلك لا يحدث ولن يحدث طالما تعيشين بهذه الطريقة، لأن جسدك يشعر إنه تحت التهديد وفى خطر فيقلل من حرق الدهون ويخزنها وسيستمر ذلك ويزيد بعد الأربعين, مما سيؤثر على نفسيتك وصحتك. وتقول الطبيبة أن كثيرا من النساء لا يعرفن الكثير عن طريق عمل الهرمونات الأنثوية والتوازن الهرمونى لها وما يفعله القلق بها وعندما تأتى المرحلة التى ستحتاجين فيها لهذا التوازن ستجدين أن كل شىء اضطرب وستجدين تأثيرا مهولا لهذا على صحتك سواء الجسدية او النفسية بداية من الإصابة بالاكتئاب الى الإصابة بالأمراض الخطيرة.
ماذا تحتاجين إذن للحفاظ على هذا التوازن كى لا يخذلك جسدك مستقبلا؟
..لابد من الراحة واستقطاع جزء من الوقت يوميا لنفسك.. لا تنامى قبل أن تتخلصى من هذا التوتر وتوقفى عن الانشغال بكل شىء ما عدا صحتك.
..تعلمى كيف تحتفين بالأشياء الصغيرة حتى ولو كان مشروبا ساخنا على ضوء الشموع.
..ربما تتصورين أن ممارسة الرياضة بشكل متكرر وأحيانا عنيف مفيد لصحتك او أزمتك الهرمونية، بالعكس فقد تجهدين جسدك أكثر وسط هذه الحياة القلقة.. أنت بحاجة للاسترخاء فربما تساعد اليوجا او جلسات المساج أكثر او على الأقل تعلمى كيف تتنفسين بعمق لتصلى الى الاسترخاء المطلوب.
تناولى طعاما جيدا مهما كان انشغالك..
واحرصى أن يكون معك علبة بها فاكهة وخضراوات ووجبات خفيفة أثناء اليوم.. لا تنسى الأكل وابتعدى قدر الإمكان عن الأطعمة السريعة الدسمة ويستحسن ألا تأكليها من الأساس.. تناولى دائما طعاما جيدا ما بين ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين أثناء اليوم.. لا تجوعى نفسك ولا تتركى نفسك للريجيم الخاطئ.. لا تنهكى جسدك أكثر.
الأعشاب.. ربما يكون لها مفعول السحر فى حالتك لا تقللى من قيمتها وتناوليها بدلا من الكافيين الذى يزيد قلقك وتوترك.. فى نهاية يومك أعدى لنفسك كوبا كبيرا من أعشاب الجينسنج أو الشاى الأخضر او اى نوع تحبينه ليساعدك على التخلص من التوتر. الأهم من كل ذلك نامى جيدا واحرصى على ذلك.. حددى لنفسك وقتا محددا للنوم والتزمى به فلا تقل عدد ساعات يومك يوميا عن سبع ساعات.. عندها فقد يمكنك أن تحافظى على صحتك وشباب خلايا جسمك وتمرين بتلك المرحلة بسلام.
رابط دائم: