رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مع حماية الشواطىءالمصرية
خبراء يطالبون بالاستفادة بقناديل البحر كغذاء ودواء

د. نعمة الله عبدالرحمن
الهجوم الشرس الأخير من الحيوان البحري «قنديل البحر» على الشواطىء الساحلية فى مصر، بمثابة مؤشر لمشكلة بيئية خطيرة تهدد التنوع البيولوجى للحياة البحرية، التى قد تمتد خطورتها وتخرج من النطاق الإقليمى إلى الدولى، وفي الوقت نفسه تجب الاستفادة منها صحيا وغذائيا، وفق خبراء.

فقد أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أنه من المتوقع عام 2080 أن يصبح البحر المتوسط حامضيا وهلاميا، بمعنى انتشار قناديل البحر فيه، على حساب اندثار وفقدان الكثير من الأسماك، والكائنات البحرية.


فى هذا السياق اختتمت أخيرا بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس ندوة تحت شعار: «قناديل البحر بين الإبادة والاستفادة»، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، ممثلة فى الاتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية، ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية.

وأشار الدكتور هشام القصاص، عميد المعهد، إلى أن حيوان قنديل البحر، عمره ما بين 500 و 600 مليون سنة، وأنه كيس شفاف هلامى ورخوى، له أرجل، وتمثل المياه 90% من وزنه. وأضاف أنه توجد منه أنواع تعيش فى المياه العذبة، وأنه يتصف بقوة حاسة الشم لديه، بينما تساعد اللوامس عنده على إفراز السموم، وينتج عن شوكاته إصابات تحدث التهابات تشبه الحروق.

مراحل تكونه

يوضح الدكتور هشام أنه من خلال دراسة دورة حياة قنديل البحر يتبين أن دورته تحتاج لشىء صلب يرتكز إليه فى بداياته.. فبعد أن تتكون الأرجل ثم اللوامس، التى تبدأ فى شكل حاملة الطائرات؛ يبدأ فى الانشطار لآلاف القناديل ثم عندما يصل لمرحلة النضج تبدأ اليرقات فى البحث عن مواقع ارتكاز.

ويضيف أن عملية التكاثر تتم مع اكتمال القمر أي مع حركتى المد والجزر، وهى تلتصق بقاع البحر، موضحا أنه بعد تكوينها شكل «الفناجين» تأخذ شكل الجرس، ويبدأ القرص في الاكتمال، ثم يقوم بالسباحة، وتساعده اللوامس فى التغذية.

أسباب انتشاره

وعن أسباب انتشار القناديل يحدد الدكتور هشام أنها تتمثل فى محطات توليد الطاقة والفاقد من عمليات تحلية المياه، وظاهرة التشبع الغذائى، بسبب عمليات إلقاء مياه الصرف الصحى والزراعى فى البحار، إذ ينتج عنها زيادة النيتروجين والفوسفات فى المسطحات المائية، حيث تزداد الطحالب التى تحجب أشعة الشمس، وبالتالى تهاجر الاسماك أو تموت وتتحلل، وتكون البكتريا المتكونة مستوى متدنيا من الأكسجين لتصبح بيئة مناسبة لإنعاش قناديل البحر خاصة فى طور مرحلة «حاملة الطائرات».

ويردف أن الصيد الجائر للأعداء الطبيعية له، مثل السلاحف، يسهم فى زيادة أعداد قناديل البحر، وكذلك «الشباك الجرارة» التى تصيد أنواعا معينة من الأسماك الملتصقة بالشواطئ، إذ يؤدى غيابها إلى نمو يرقات القناديل والتكاثر، هذا فضلا عن عمليات النقل البحرى، التى قد تؤدى إلى التصاق اليرقة بجسم السفن خاصة حاملات البترول المحملة بمياه الاتزان، التى قد تحوى يرقات القناديل، وقد تنقلها من شواطئ أخرى، وتلقى بها فى سواحلنا، دون أن ندرى، وكذلك إقامة السدود كحواجز لصد الأمواج، إذ تُعتبر بيئة مناسبة لترتكز عليها اليرقات .

توازن.. ونجاة

والأمر هكذا، يشير الدكتور نظمى عبد الحميد، نائب رئيس جامعة عين شمس للبيئة وخدمة المجتمع، إلى أن عدم التوازن البيئى وظاهرة الاحتباس الحرارى، من المسببات التى أفرزت العديد من المشكلات البيئية، التى تحتاج لمنهج علمى.

من جانبه، يؤكد السفير محمد الربيع، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، الوجود العلمى لدراسة الظاهرة تحت مظلة جامعة عين شمس، مشددا على أن البحث العلمى هو طوق النجاة لمواجهة مشكلاتنا العربية، فى إطار أسس ومعايير علمية، قائلا: «لا يمكن أن نواجه التفاعلات العالمية إلا فى إطار منهج علمى وفق تراكم إنسانى وموروث علمى وحضارى»، حسبما قال.

تلوث.. وتصحر

أما الدكتور عبد المسيح سمعان، وكيل المعهد، فتساءل كيف أن تكاثر قناديل البحر هو نتيجة موت كائنات أخرى أو «غضب البحر»؟، موضحا أن الإنسان هو صانع التنمية لتلبية الاحتياجات، وتحقيق الرفاهية.

ويشير إلى ظهور مشكلات بيئية تتضح فى التلوث بأشكالة المتعددة، وتغير المناخ الذى يستنزف الموارد الطبيعية خاصة غير المتجددة، خاصة مع تزايد انقراض أنواع من المملكة الحيوانية والنباتية، وتدهور الأراضى، وانتشار التصحر فى أماكن عدة، فضلا عن الزيادة السكانية، التى أهدرت 40% من النباتات البرية، والبحرية.

وعلى الجانب الآخر يطالب الدكتور بهاء بدر، رئيس الاتحاد العربى لحماية الحياه البرية والبحرية، بالاستفادة من خبرات هذا الزخم من العلماء المصريين الحاضرين.

ويوضح أن الاتحاد منذ إنشائه فى عام 2006 يركز على مواجهة المشكلات البيئية بالدراسة، من أجل حماية الحياة البرية فى مصر والدول العربية، والاستفادة من قنديل البحر.

فوائده كثيرة

وأخيرا، توضح الدكتورة هالة عوض الله، رئيسة قسم العلوم الطبية بالمعهد، أن قنديل البحر يمكن الاستفادة منه وتعظيم قيمته، مشيرة إلى أنه يُستخدم كغذاء فى الصين، ودواء فى اليابان، باستخلاص البروتين السكرى، وأنه مادة هلامية يفرزها وتُستخدم فى مستحضرات التجميل.

وتضيف أنه يُستخدم البروتين الموجود فيه كذلك لعلاج الأعصاب وأعراض التصلب المتعدد، كما يُستخدم البروتين الأخضر من ضوئه فى الحيوانات المعدلة وراثيا، وأيضا يُستخدم فى الخلايا النباتية لدراسة نظم الجذور وفى علاجات الأورام السرطانية، بجانب استخراج الكولاجين، الذى يمثل 40% من حجم قنديل البحر؛ فى علاج أمراض الجلد والمفاصل وجلطات المخ والقلب وصنع الأجسام المضادة ومكافحة الأورام والفيروسات، وكذلك استخلاص السم من النوع الاسترالى فى إنتاج مضادات السموم، وتصنيع الأمصال، حسبما أوضحت. إلى ذلك، تم عرض فيلم داخل الندوة استعرض مراحل نمو قنديل البحر، ودورة حياته.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق