رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«السلطان» يحارب العالـم

رشا عبد الوهاب;
إيقاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عند حده مسألة احترام للنفس».. هكذا علق الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير علي الأزمة المشتعلة حاليا بين أنقرة وبرلين.

أسباب الغضب الألماني تتركز في رفض برلين سياسات أردوغان القمعية التي لا تحترم القيم ولا المعايير الأوروبية، وهو ما دفع فولفجانج شويبله وزير المالية الألماني إلي تشبيه أنقرة بألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة في ديكتاتوريتها.

وقبل وبعد الانقلاب الفاشل الذي استهدف الرئيس التركي في يوليو 2016، بدأت حملة اعتقالات وملاحقات للمعارضة ليس داخل الأراضي التركية فقط، بل امتدت لتعبث داخل الأراضي الأوروبية بحجة أنها تؤوي الإرهابيين من المعارضة الكردية وأنصار الداعية فتح الله جولن المتهم الرئيسي بتدبير المحاولة الانقلابية.

ويبدو أن الرئيس التركي يسير علي خطي صديقه المقرب أمير قطر، حيث تدرس ألمانيا تحديد مهلة أمام تركيا لتنفيذ مجموعة من الشروط، أبرزها إطلاق سراح المعتقلين واحترام الديمقراطية.

ولا تنفصل السياسات الداخلية للرئيس التركي عن السياسة الخارجية، فهو يشعل الأزمات علي كل الجبهات، وحول دولا صديقة وحليفة لتركيا إلي دول عدوة، فعلي سبيل المثال، لم يستطع علي مدي أكثر من 13 عاما منذ وصوله إلي السلطة الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي، حيث تم وقف المفاوضات العام الماضي بسبب حكمه الاستبدادي، وفيما يلي ملخص لسلسلة الأزمات الدولية التي أثارها حكم أردوغان :

يبدو أن الخوف من مصير مماثل لأمير قطر، دفعه لمحاولة القيام بوساطة فاشلة في الأزمة، خصوصا في ظل محاولاته الظهور كمحايد، علي الرغم من المطالبات العربية له بذلك، فهو من سارع إلي نجدة صديقه الشخصي تميم، وإمداده بدفعات من الجنود الأتراك كما أعلن عن تأسيس قاعدة عسكرية في الدوحة، بالإضافة إلي أن تقاربه مع إيران معروف، ودعمه لجماعة الإخوان وهو ما أسهم في توتر العلاقات بين أنقرة والقاهرة، كل هذه عوامل أسهمت في رجوعه بخفي حنين بعد الجولة الخليجية.

الأزمة بين تركيا وألمانيا اشتعلت منذ أكثر من عام بسبب حملات التطهير ضد المعارضة وفشل اتفاق اللاجئين، ووصلت إلي ذروتها مع محاولة أردوغان ووزرائه عقد تجمعات انتخابية من أجل الاستفتاء علي توسيع صلاحياته، وهو ما رفضته الأخيرة، إضافة إلي اعتقال تسعة ألمان بينهم ناشط وصحفي، بل المدهش وابل الاتهامات التي وجهها أردوغان لبرلين مرة بالنازية ومرة أخري بالتدخل في الشئون الداخلية، وهو ما دفع السياسيين الألمان لمطالبة المستشارة أنجيلا ميركل بتحديد مهلة تنتهي في أغسطس، وأعلنت برلين عن «إعادة توجيه» للسياسة الألمانية بالإضافة إلي إعادة النظر في الضمانات والقروض أو المساعدات التي تقدم إلي تركيا.

سياسات أردوغان لم تؤثر فقط علي العلاقات مع ألمانيا بل مع أوروبا، فنفس التجمعات الانتخابية التي رفضتها برلين رفضتها دول أوروبية أخري مثل النمسا والسويد وهولندا، بالإضافة إلي رفض هذه الدول الملاحقات التركية للمعارضة من الأكراد وأنصار جولن. هذه الممارسات دفعت الدول الأوروبية إلي دراسة موقف موحد ضد أنقرة ووقف مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي، وهو ما أجهض حلما تركيا قديما بأن تكون جزءا من الكيان الموحد.

بدأت التوترات في العلاقات بين الجانبين مع مطالبات أنقرة بتسليم جولن الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وبسبب دعم الأكراد في سوريا، وتعاطف واشنطن مع الانقلابيين، وحادثة اعتداء حارس الرئيس التركي علي المتظاهرين ضده في واشنطن، وكانت آخر التوترات بين الجانبين بعد أن أعلن «البنتاجون» غضبه من نشر وكالة «الأناضول» خريطة لمواقع عسكرية أمريكية في سوريا وتهديد ذلك لحياة الجنود الأمريكيين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق