رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر والناتو محطات جديدة نحو تنسيق الجهود

> كتب ــ باسل يسري
أدت المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية فى ظل الأحداث السريعة والمتلاحقة، إلى ظهور كثير من التفاعلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التى أفرزت مجموعة من التهديدات والتحديات المؤثرة على الأمن القومى المصري، ليتزامن معها تطور فى مفهوم الأمن لا يتحقق إلا مع وجود دولة قوية الأركان وشعب يتطلع إلى مستقبل أفضل .

كانت مصر فى القلب من هذه التغيرات، ففى ظل الأحداث الأمنية والجيوسياسية المتلاحقة على منطقتنا العربية وكونها فاعلاً رئيسياً فى ضمان أمن واستقرار المنطقة وتحظى بعلاقات قوية مع الدول الغربية تعتمد فى الأساس على الندية والاحترام المتبادل، مما انعكس فى قدرتها على التأثير الفعَّال على أعمال مجلس الأمن خلال عضويتها الحالية، فضلاً عن تعزيز مكانتها إزاء الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلنطي، الذى أصبح لاعباً فاعلاً فى الكثير من القضايا الدولية بل وشريكاً فى عدد منها خاصة والمتعلقة بشئون الشرق الأوسط.

ومع اتخاذ القرار المصرى بإنشاء بعثة لمصر لدى حلف شمال الأطلنطى (الناتو) مطلع العام الجارى تحت رئاسة سفير مصر لدى مملكة بلجيكا بهدف رسم استراتيجية جديدة للتعاون مع الحلف فى المجالين السياسى والعسكري، جاءت زيارة مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولى السفير هشام بدر واللواء محمد الكشكى مساعد وزير الدفاع للشئون الخارجية لمقر الحلف الأسبوع المنصرم فى زيارة هى الأولى من نوعها على مستوى مساعدى وزير الخارجية والدفاع منذ العام 2014، لتعكس رغبة الحلف فى التعرف على رؤى مصر تجاه العديد من القضايا السياسية والأمنية فى منطقتنا العربية.

وقد تبادل الجانبان ـ مصر والدول الأعضاء التسع والعشرون ـ وجهات النظر حول التحديات الأمنية والتهديدات الناشئة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافةً إلى الارتقاء بعلاقات التعاون بين مصر والحلف فى المجالات ذات الأولوية بالنسبة لمصر كمكافحة الإرهاب ورصد الألغام فى الصحراء الغربية ومكافحة المتفجرات بدائية الصنع والدفاع الإلكتروني، وهى من الأمور التى تحتاج مصر لها فى الفترة المقبلة، فى إطار إستراتيجيتها الأمنية الحالية لمحاربة الإرهاب بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

وقد حرص المسئولون بحلف شمال الأطلنطى (الناتو) على التعرف على رؤية مصر للأوضاع فى ليبيا والجهود المصرية للتوصل إلى حل سياسى للنزاع، الشأن الذى أوضحه ـ تفصيلًا ـ اللواء محمد الكشكي، مساعد وزير الدفاع للشئون الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالاهتمام الكبير الذى توليه مصر لأمن واستقرار ليبيا كعامل استراتيجى لا غنى عنه فى صيانة الأمن القومى المصرى واستقرار شمال إفريقيا بامتداداتها فى الساحل والغرب الإفريقي، مشيراً إلى الاتصالات والجهود المصرية المبذولة مع كل الأطراف الفاعلة فى ليبيا من أجل التوصل الى حل سياسى قائم على التوافق بين مختلف الأطراف. كما أكد الكشكى ضرورة إدراك كافة الأطراف الدولية والإقليمية لأهمية الحفاظ على وحدة الشعب الليبى وعدم الإضرار بمصالحه بغية تحقيق مصالح وأغراض تخص دول بعينها معروفة، كما أكد المسئولون بالحلف ـ بعد عرض اللواء الكشكى أهمية استمرار فى التشاور مع مصر حول الأوضاع فى ليبيا، مؤكدين اهتمامهم بمواصلة الاتصالات حول الوضع من مختلف جوانبه.

كذلك تم تناول الجوانب المختلفة لجهود مكافحة الإرهاب فى المنطقة، وفى هذا الشأن أشار السفير هشام بدر خلال الاجتماعات إلى ضرورة اتباع نهج شامل فى التعامل مع تلك الظاهرة يقوم على معالجة أسبابها الجذرية على المستوى الإقليمى وفى مقدمتها حل القضية الفلسطينة والحل السلمى للنزاعات التى تشهدها المنطقة وتشجيع الخطاب الدينى المعتدل الذى يعبر عن سماحة الإسلام من خلال الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، للرد على الفتاوى المغرضة التى تحض على التطرف والإرهاب وبث الكراهية وعدم الاكتفاء بالتعامل الأمنى والعسكرى مع هذه الظاهرة.

وتأتى هذه التحركات السياسية العسكرية انطلاقاً من الثوابت المصرية والرؤى الإستراتيجية التى تنتهجها مصر فى الفترة الحالية اعتماداً على المزايا المرتبطة بموقعها واستقرار وتماسك مجتمعها بل وخبرتها القادرة على التعامل مع المتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية وتحديد التحديات والتهديدات وتطورها على كافة المستويات مع وجود علاقات متوازنة إقليميا ودولياً مع المؤسسات والمنظمات وأيضاً مع الدول الشقيقة والصديقة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق