التقى وزير الخارجية سامح شكرى بباريس نظيره الفرنسى جان إيف لودريان على عشاء عمل لبحث التعاون الثنائى و القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لا سيما الملف الليبى وعملية السلام و الجولة الخليجية الأخيرة التى قام بها لودريان لمحاولة احتواء الأزمة القطرية.
واستعرض اللقاء نتائج الاجتماع الذى شارك فيه أمس الأول بقصر «سيل سان كلو» قرب باريس و الذى أسفر عن اتفاق المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج وذلك فى اطار التنسيق الوثيق بين القاهرة و باريس بشأن الأزمة الليبية.
كما تناول لودريان نتائج جولته فى الخليج لتسهيل حل الأزمة مع قطر،فى ظل تأكيد شكرى ولودريان على أن مكافحة الإرهاب و تمويله تتطلب حشد كافة الدول لجهودها بنفس درجة الالتزام.
وفى لقاء مع قناة «فرانس ٢٤» التليفزونية، أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن مصر تأمل فى نجاح الاتفاق الليبى الذى تم التوصل إليه فى باريس أمس الثلاثاء، مشيرا إلى لقائه خلال زيارته الحالية لفرنسا بطرفى الاتفاق المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبي، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج.
وقال شكرى إن هذا الاتفاق تم بجهد الحكومة الفرنسية ويأتى فى إطار سلسلة طويلة من الحوارات شاركت مصر فيها لتقريب وجهات النظر والوصول إلى نقطة التوافق حول بناء الثقة بين الأطراف الليبية المختلفة.
وأكد شكرى أهمية التنسيق الوثيق بين مصر وفرنسا لتحقيق استقرار ليبيا وما يعم على باقى المنطقة من ذلك، مشيرا إلى تأثر مصر من الأوضاع فى هذا البلد نظرا لنفاذ الإرهاب من خلال الحدود الغربية وخطورة استمرار الأوضاع بدون اكتمال المؤسسات الليبية القادرة على تحقيق المصلحة الليبية ولكن أيضا تؤثر فى المحيط الإقليمي.
وأضاف وزير الخارجية أن مصر تعمل بقدرتها الذاتية على تأمين حدودها الغربية وتخصص لذلك جهدا وأموالا ضخمة، مؤكدا ضرورة ذلك لعدم وجود من الجانب الآخر من الحدود دولة ومؤسسات تستطيع أن تعاون مصر بشكل كامل.
وأشاد شكرى بالتعاون القائم فى هذا الصدد مع الشركاء فى الاتحاد الأوروبى وخاصة فرنسا لتوفير الدعم لمواجهة هذا التحدي.
وحول الأزمة القطرية واتهام قطر بدعم الإرهاب، أكد شكرى أن أجهزة الاستخبارات لمصر والشركاء الأوروبيين تعرفوا على الكثير من الأدلة المرتبطة بذلك سواء فيما يتعلق بدعم التنظيمات فى سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وأضاف أن مصر تبذل جهودا لحماية أمنها القومى والتزاما منها بحماية الاستقرار العالمي، داعيا إلى تضافر الجهود المشتركة وتبنى رؤية واضحة لمواجهة الإرهاب.
وأشار شكرى إلى طرح الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال القمة الإسلامية فى الرياض الكثير من الأسئلة التى يستوجب الرد عليها وهى أنه لا يمكن أن تعمل هذه التنظيمات بهذه الكفاءة وهذا الانتشار المستمر والتسليح المتقدم دون أن تكون هناك دول ترعاها وتوفر التمويل والوسائل لتوصيل هذه الأسلحة ودعم هذه الحركات و كذلك توفر منصات إعلامية تَروج لفكرها المغلوط مثل قناة الجزيرة وما طرح عليها من أقاويل مع ما يسمى بالشيخ يوسف القرضاوى وتبريره للتفجير واستهداف المدنيين طالما كان بتوجيه من تنظيم الإخوان الإرهابي.
وحول الحد الأدنى للشروط التى يجب أن تقبل بها قطر، أكد شكرى أنه لا يوجد شروط بل مجموعة من الإجراءات والشواغل التى يجب مواجهتها بشكل مباشر، مشيرا إلى احتضان قطر لشخصيات متورطة فى أعمال إرهابية صدرت بحقها أحكام قضائية، مشددا على ضرورة تفاعل دولة قطر مع هذه المطالَب والإجراءات لتبرهن على عزمها على تغيير المسار.
وحول التوتر الجديد بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، أكد شكرى أن مصر تسعى دائما لتحقيق الاستقرار والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وتدعو إلى عدم اتخاذ أى طرف إجراءات أحادية تلهب المشاعر وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى و مكانته المميزة لدى المسلمين.
وأضاف أن هذه الإجراءات أدت إلى هذا التوتر وهو لا يخدم استقرار المنطقة والمسار السلمي، مشيرا إلى أنه كان هناك تشجيع للحكومة الإسرائيلية حتى تتراجع عن هذه الإجراءات وتكثف مشاوراتها مع الأردن لمسؤولياتها الخاصة تجاه المسجد الأقصى حتى تنتهى هذه الأزمة.
وحول تقييمه لتفاعل الدول الغربية والمؤسسات الدولية مع ما يحدث فى الشرق الأوسط اليوم، قال شكرى إن التفهم يتزايد يوما بعد يوم ومصر تلعب دورا مهما مع شركائها وأشقائها العرب فى توصيل الرسائل الضرورية للشركاء وأصبح هناك وعى متزايد نظرا لما تعرضت له أوروبا من مخاطر إرهابية وأيضا الاضطراب الذى حل بالدول العربية وأثره على أمن واستقرار المتوسط وما يتجاوز ذلك.
وأكد على ضرورة تبنى رؤية واحدة قائمة على إدراك كامل للمخاطر ولأساليب مقاومتها، مؤكدا أهمية أن يوفر التحالف ضد الإرهاب التضامن والوحدة الكاملة وعدم الحياد عن أى جهود لتحقيق أغراض منفردة سياسية كانت أو غير ذلك.
كما أعرب شكرى عن امتنان مصر للدعم الذى قدمته فرنسا للجانب المصرى خلال السنوات الأخيرة، معربا عن اهتمام مصر بتمثيل فرنسا فى البرلمان الأوروبى وتطلعها للدعم الفرنسى فى إطار المؤسسات الأوروبية على ضوء تفهم فرنسا التحديات التى تمر بها مصر. والتقى أمس مع فرانسوا دى روجى رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ومع كريستيان كامبون رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسى (الغرفة الأعلى بالبرلمان).
.. وإشادة أوروبية بالإصلاح الاقتصادى
عقد وزير الخارجية سامح شكرى لقاءً مع السيد أنجيل جوريا السكرتير العام لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية وذلك على هامش زيارته الحالية للعاصمة الفرنسية باريس. وصرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن شكرى أعرب خلال اللقاء عن التقدير المصرى لمستوى التعاون المتميز حالياً بين الحكومة المصرية والمنظمة فى كافة المجالات، والتأكيد على الأهمية التى توليها الحكومة المصرية لمزيد من الدعم الفنى الذى تقدمه المنظمة فى مجالات الارتقاء بالسياسات الاستثمارية والحوكمة.
كما أعرب وزير الخارجية عن ترحيب الجانب المصرى بالتعاون الحالى بين المنظمة والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس للارتقاء ببيئة الأعمال ومناخ الاستثمار بها، والتأكيد فى هذا الصدد على الأولوية المتقدمة التى توليها الحكومة لهذا المشروع القومى الضخم. من جانبه، أكد جوريا الآفاق الواعدة التى تنتظر الاقتصاد المصرى مستقبلا على ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادى للحكومة المصرية، وما يمثله قرض صندوق النقد الدولى من شهادة ثقة فى قدرة الاقتصاد المصرى على التعافى من الفترة العصيبة التى مر بها خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا استعداد المنظمة تقديم كافة سبل الدعم للحكومة المصرية فى المنحى الإصلاحى الذى تنتهجه.
رابط دائم: