رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

معالم الطريق

منذ سبعينيات القرن الماضى وطوال رحلتى التى امتدت لأكثر من عشرين عاما فى تدريس الفلسفة بمدرسة قطور الثانوية المشتركة

كانت تحكمنى عدة قواعد ومبادئ وتوجهات حرصت على الالتزام بها كأسلوب عمل يحدد لى معالم الطريق فى التعامل مع هذه المهنة الشاقة، ومن ذلك: 1 ـ لا للدروس الخصوصية، وفى داخل الفصول فليتنافس المتنافسون، 2ـ كان شعارى الدائم حسبى أننى أديت واجبى، فأرضيت ربى وضميرى، وأن الإخلاص روح العمل وبدونه لا قيمة ولا معنى لأى عمل. 3ـ الإيمان بأن مجتمع الطلاب ليس مجتمعا ملائكيا، وأنه بالحب والحوار والتوجيه التربوى السليم يمكن احتواء كل المشكلات وتعديل السلوك المعوج فى الاتجاه الصحيح، 4ـ التمسك بمقولة إن العفو عن المسئ قد يكون أقسى أنواع العقاب، وأن الصفح قد يؤتى ثماره أحيانا. 5ـ الاعتقاد بما يقولون إن العبد يقرع بالعصا، والحر تكفيه الإشارة، ولم أذكر يوما أننى استخدمت العصا، ولو مرة واحدة، وكانت الاشارة كافية دائما لعلاج المشكلات وتجاوز الأزمات، وتقويم الأخطاء والسلبيات وإحداث الأثر المطلوب، 6ـ الاحترام المتبادل هو محور العلاقة التى تربطنى بطلبة المدرسة، وأيضا مختلف أطراف العملية التعليمية فى إطار تربوى سليم يكفل الحقوق والواجبات، ويضع الأمور فى نصابها الصحيح، 7ـ حق الطالب يقع فى نطاق مسئوليتى بالدرجة الأولى، وهو واجبى الذى التزم به دون أى تقصير، وتحت أى ظرف من الظروف. 8ـ التدريس ليس مجرد مهنة، ولكنه رسالة مقدسة ومسئولية خطيرة التفريط فيها خيانة للوطن وللأسرة المصرية، وأعتقد أن هذا الاتجاه كان الطابع الغالب لمعظم أبناء جيلى فقد كان الانضباط الذاتى وأداء الواجب، وتحمل المسئولية هو الشعار السائد، وكانت المدرسة وقتذاك مؤسسة تربوية وتعليمية تؤدى دورها على أكمل وجه، وهى المصدر الوحيد الذى يستقى منه الطالب معلوماته كاملة إلا قليلا ، فقد كانت الدروس تتم على استحياء، وفى أضيق نطاق، وكأنها من المحرمات أو الممنوعات، وفى سنوات تالية، وبسبب سياسات تعليمية فاشلة ومتكررة، انهار التعليم، وتدهورت المدارس وتفاقمت ظاهرة الدروس الخصوصية، وجرفت معها الكثير من قيم وأخلاقيات المهنة التى تراجعت كثيرا ساعد على ذلك الكثير من التحولات والمتغيرات التى طرأت على المجتمع وأخلاقياته، فتشابكت الخيوط وتعقدت المسائل وتضاربت المصالح، ومازال إصلاح التعليم يمثل مشكلة مستعصية على الحل منذ عشرات السنين، رغم تعاقب الحكومات ووزراء التربية والتعليم الذين جاءوا ورحلوا يلازمهم الفشل دون أن يترك أحدهم، ولو بصمة حقيقية واحدة على طريق إصلاح التعليم، ولكنهم تركوا بصمات وبصمات على طريق تدهوره وانهياره بسبب سياسات وقرارات خاطئة انعكس تأثيرها بالسلب على التعليم ومستواه الذى يتراجع مع كل وزير، وحتى الآن لم يقدم لنا الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم رؤيته للإصلاح والنهوض بالمنظومة التعليمية، ويبدو أنه فى حيرة من أمره، وإن كنت أتمنى ألا تطول حيرته وتستمر حتى الرحيل من الوزارة لنستمر فى دوامة التخبط والمعاناة، ويطول المسلسل المطاطى الممل فى حلقات لا تنتهى ليكون التعليم وإصلاحه هو المسلسل الاطول فى حياة المصريين.

جلال عبد الحميد محمود

مدير سابق بالتعليم

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق