رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صرخة الأقصى تنذر بحرب جديدة على قطاع غزة

خالد الاصمعى;
إجراءات استعمارية تهدف الى إخضاع الوضع القائم في المسجد الأقصى للتفاوض، وخلق واقع جديد يتم من خلاله فرض السيادة الاسرائيلية على المسجد المبارك ومزاحمة الدور الذي تقوم به الأوقاف الاسلامية في رعايتها للحرم القدسي الشريف، والأمور تتفاقم في كل لحظة بسبب عناد وإصرار الجانب الاسرائيلى على إبقاء البوابات الإلكترونية المرفوضة جملة وتفصيلاَ، وإبقاء ثمانية أبواب من أبواب الأقصى مغلقة بالكامل.

إسرائيل تراهن على تراجع حركة الاحتجاج الجماهيري مع الوقت، وبالتالي ستصبح مسألة البوابات أمرا واقعا يتم الإقرار به بشكل تدريجي، وتجاهلت إسرائيل قرارات اليونسكو الأخيرة والسابقة التي تثبت أن جميع القدس أراضي فلسطينية محتلة وأن الأقصى المبارك خالص للمسلمين. وبذلك فتحت معركة كبيرة في الأقصى وضعت فيها هيبتها وكرامتها ومستقبلها والمعتقد الديني في كفة الميزان، بما يجعل التراجع ليس سهلاً إلا بضغط كبير جداً من الداخل والخارج .ويرى مراقبون ان حكومة نيتانياهو لن تحتمل تصاعد الأحداث لخشيتها من تعرض جيشها لحالة استنزاف ترهقه بالملاحقة والمتابعة، وبخاصة في منطقة الضفة الغربية مع تصاعد الأحداث في القدس، مما أدى لنشرها 39% من قوام قواتها هناك لمنع تطور الأحداث إلى انتفاضة تؤدي لتداخل نقاط التماس بين مناطق الأراضي المحتلة عام 67 و48 ، واصوات من اليسار الإسرائيلى تعتبرها محاولة للإفلات من قضايا فساد تلاحق رئيس الحكومة بنيامين نيتانياهو وسيشكل تطور الأحداث إزعاجاً للائتلاف الحاكم، وضغوطا تمارسها الجبهة الإسرائيلية الداخلية للتراجع عن مسألة البوابات في القدس بعد تصاعد الأحداث نتيجة القرارات اليمينة المرتبطة بنواب ووزراء فى اليمين الإسرائيلي مما سيشكل ضغطا جماهيريا في الداخل يمثل ضغطا من نوع اخر على حكومة التطرف اليمينية التى قد ترى ان الهروب تجاه جبهة غزة بشن حرب جديدة قد يمكنها من تمرير إجراءاتها فى القدس.

يرفضون الفلسطينيون في القدس المحتلة، الدخول إلى المسجد الأقصى من البوابات الإلكترونية التي وضعتها شرطة الاحتلال على أبواب المسجد. وأمام حالة الغضب الفلسطيني خاصة والعالم العربي والإسلامي عامة، تحاول حكومة الاحتلال البحث عن مخرج من الأزمة التي وضعت نفسها بها، خاصة في ظل الأحداث العنيفة التي عبر بها الفلسطينيون عن غضبهم نصرة للمسجد الأقصى ورفضا للبوابات الإلكترونية. والمخرج لدى نيتانياهو يتمثل باستبدال التفتيش الإلكتروني بآخر يدوي. وعلى إثر ذلك اطلق الفلسطينيون هشتاج حمل عنوان "#لا_أنصاف_حلول"، وجاءت التعليقات "لا حلول وسط بالنسبة للتفتيش في الأقصى".وكيف الضيف يفتش صاحب المنزل؟ فما بالكم باللص هل نعطيه حق تفتيش صاحب المنزل؟.ما أجمع عليه المرابطون هوالرفض التام لأي تفتيش للداخلين إلى المسجد الأقصى، لا للبوابات، لا للتفتيش اليدوي، ولا لأنصاف الحلول. كما رفضت ايضا وزارة الخارجية الفلسطينية، واكدت في بيان صحفي أن معركة الأقصى الحالية، مفصلية بكافة المعايير، وستكون لها انعكاسات على جميع الأطراف. وفى رد مباشر على التصعيد قال الرئيس عباس: لن نسمح بالبوابات الالكترونية لأن السيادة على المسجد من حقنا، ونحن من يجب أن يراقب ونحن من يجب أن يقف على أبوابه، واوقف كل ما يتعلق بالتنسيق الأمني، وكل أنواع التنسيق مع الإسرائيليين وقال عليهم أن يتصرفوا، وأن يعرفوا أنهم هم الذين سيخسرون حتماً، لأننا نقوم بواجب كبير جداً في حماية الأمن عندنا وعندهم، ولدينا كدولة فلسطين، قناعة بأنه لا بد من محاربة الإرهاب في كل مكان، ولدينا ما لا يقل عن 83 بروتوكولا مع مختلف دول العالم من أجل محاربة العنف والإرهاب. وأوضح أن القرار بوقف جميع أنواع التنسيق مع إسرائيل، اتخذ بالإجماع من قبل القيادة الفلسطينية، وتابع: نحن الآن نعمل بأقصى جهودنا وفي كل الاتجاهات وهناك اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث الموضوع، وكذلك مجلس الجامعة العربية سيعقد اجتماعاً طارئا، ومنظمة التعاون الإسلامي كذلك.

رغم رهان الجميع على تراجع إسرائيل عن مسألة نصب البوابات الإلكترونية في الأقصى إلا أنها وضعت كل قوتها وهيبتها في كفة انتصارها في معركة الأقصى في سبيل تثبيت روايتها الدينية لجعل ما يسمى "جبل الهيكل" أمراً واقعاً بديلا عن الأقصى كمقدس إسلامي خالص. لكن العمى السياسي والغطرسة والعنجهية قاد حكومة نيتانياهو الى استخدام فائض قوتها وانها قادرة على أن تترجم مشاريعها السياسية الى فعل على أرض الواقع، مشاريع تقوم على تهويد المدينة المقدسة و"أسرلة" سكانها، وبما يجهز عليها ويغيير طابعها الديمغرافي ويوسع مساحتها الجغرافية،بما يضخ اليها 150 الف مستوطن ويخرج منها 100 الف فلسطيني،بحيث تحافظ على نقائها اليهودي كعاصمة لدولة الإحتلال، وما يتبقى من وجود عربي فيها يكون جزرh متناثرة في محيط اسرائيلي واسع، ولكن هبة اهل القدس ومعهم عرب 48 اربكه كل الحسابات الإسرائيلية وجعلتها تستدعى قوات الإحتياط وكأنها مقدمة على حرب مفتوحة لكل الإحتمالات.

Nk حركة حماس ليس لديها قرار بالحرب، وتحاول جاهدة أن تبعد شبح الحرب عن قطاع غزة، لكن هذا التفكير العقلاني ممكن أن يختفي في أي لحظة، فإذا ما تطورت الأمور في الضفة الغربية وفى القدس تحديدا، ستتعرض المقاومة وفصائلها لحالة من ضغط الرأي العام على المستوى الشعبي، الذي سيسأل عن دورها، وبالتالي ستكون مضطرة لدخول الحرب رغم الظروف السياسية والإقتصادية التى تمر بها حماس خصوصا بعد التطورات الأخيرة فى الخليج وتوقف الدعم القطرى.

وهو ما يعطي مبررا لإسرائيل ان تشن عدوانا واسعا لا يحتمله سكان القطاع، ليبرز السؤال حول امكانية إعطاء الفصائل الذريعة لإسرائيل بشن عدوان قريب على غزة أم أنها ستواصل التحلي بالصبر وهل إسرائيل نفسها معنية بأن تفتح جبهة مع غزة في هذا التوقيت كي تصرف الأنظار عما يحصل في القدس؟

رغم ان محاولة شن عدوان على غزة في ظل تصاعد حدة التوتر في مدينة القدس ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني ولا مصلحة القدس أن تدور رحى الحرب على جبهة غزة في هذه الفترة، وأن حماس والفصائل الأخرى لا تريد لهذا التصعيد ان يكون، لان هذه الخطوة لا تعتبر نجدة للقدس، وإنما هي دمار لغزة وللقدس على حد السواء.

ولكن إسرائيل تريدها وحتما نيتانياهو وتركيبة حكومته اليمينية أمامهم على المائدة ضمن الخيارات للخروج من المأزق والأزمة اللجوء إلى الحرب على غزة، حتى تبعد الأنظار عما يجري في القدس، وتشغل الرأى العام العالمى والمؤسسات الدولية بل والداخل الفلسطينى بالمطالبة بوقف الحرب على المكلومين والأطفال والأبرياء فى قطاع غزة وبذلك فقط تستطيع إسرائيل فرض الأمر الواقع على المسجد الأقصى، لان تفكير الإسرائيليين الان بتغيير البوابات الالكترونية بوسائل اخرى ذات طبيعة قمعية أيضا، يعني إدخال وقائع ومتغيرات جديدة، تسمح بدخول اليهود وتضع قيودا أمام دخول المسلمين، وهذا لن يتم او يمر مع تصاعد وتيرة التصادم على اسوار وبوابات الأقصى، فتصبح إسرائيل حينها معنية بأن تهرب فعليا تجاه شن حرب على غزة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 1
    ابو العز
    2017/07/24 23:39
    0-
    0+

    اميركا واسرائيل والعرب ..
    لا يمكن الا قول الحقيقة وهي ان اسرائيل في يد الغرب , اوجدوها بالمنطقة لكي لا تقوم للعرب قائمة , خاصة في فلسطين , لأن عقلية الحروب الصليبية لا تزال تعشعش في رؤوسهم وان العرب المسلمين هم التحدي الأكبر الوجودي لهم في هذا العالم .
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق