رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جامعات تطبيقية للتنفيذيين .. وبحثية للمخططين
التعليم والعلم والتكنولوجيا فى ألمانيا نسيج واحد لتغيير المستقبل وتنمية المجتمع

محمد حبيب;
الأنظمة التعليمية فى العالم تتغير وتتبدل وتتطور بسرعة كبيرة كما التكنولوجيا الحديثة وترتقى بصورة تنعكس بسرعة فائقة على المجتمع تعليميا وثقافيا وبحثيا وحضاريا فتحدث حالة من الرقى تنهض بكل مكونات الدول صناعيا واستثماريا واقتصاديا وذلك بسبب الرؤية المستقبلية والأهداف للنهوض بالحالة المعيشية والمزاجية والاستقرار للمواطن.

الدول بدأت منذ فترات زمنية طويلة بالاعتماد على البحث العلمى المتميز بجوار التعليم المتطور لتخريج أجيال قادرة على الانجاز فى كافة المجالات تعمل بصورة تنموية ذاتية بفضل ما تعلمته من مهارات وما لديهم من قدرات واستعدادات تمتلئ بالحيوية والنضوج الفكرى لاحساس الجميع أن العمل والانتاج هما المصدر الأساسى لتطوير الحياة.

فى كل مرة التقى بالخبراء وأساتذة الجامعات والمسئولين فى الدول المتقدمة أجد لديهم الجديد خاصة فى مجالات التعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا والصورة دائما ما تكون واضحة أمامهم دون تعتيم أو ضباب وتشهد اتفاقا بينهم خاصة فى المصلحة العامة المرتبطة بهذه المجالات ولديهم رابطا نسيجيا بين التعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا يهدف فى المقام الأول إلى المستقبل والنهوض بالمجتمع.




محاضرة طويلة وقيمة استمعت إليها من الدكتور كريستيان بودا أحد أكبر خبراء التعليم الألمان والأمين العام السابق للهيئة الألمانية للتبادل العلمى «الداد» خصصها لفكر جديد يرى من الضرورى أن تتجه إليه بعض دول العالم الساعية وراء التقدم والنهوض ومشيرا إلى أن ألمانيا تميزت به على مدى سنوات طويلة ماضية وتطوره حاليا أكثر للاعتماد عليه فى تطوير العمل الجامعى وتخريج المزيد من الأجيال القادرة على الانجاز. ويرى أن النموذج التطبيقى نموذجا المانيا ناجحا للنهوض صناعيا ويرتبط بتواجد جامعات تطبيقية بجوار الجامعات التى يطلق عليها البحثية مؤكدا ضرورة ألا تكون هناك مركزية للتعليم بمعنى أن تكون هناك تنافسية بين الولايات أو المقاطعات أو المحافظات فيما بينها فى الدولة الواحدة لتقديم تعليما متميزا وليس فقط منافسة بين الدول وبعضها البعض وليخدم كل تعليم المنطقة المحيطة به وفقا لطبيعتها لأن طبيعة وسياسات وأهداف سوق العمل بين كل منها مختلف وله احتياجاته حتى يكون لدى كل محافظة خريج ذو نوعية يخدم مجتمعه التابع له.

ويشدد على ضرورة أن يتفهم الجميع أن الهدف من التعليم ليس أن يدرس الجميع من أجل أن يصبحوا قيادات لأن المجتمع يحتاج إلى تنفيذيين بشكل كبير بجانب المخططين لأنه استحاله أن يكون هدف الخريجين أن يكونوا جميعا قيادات أو يكون هناك صراع على المناصب لأن هناك مهارات وقدرات للبعض فى العمل التنفيذى وليس التخطيطى والتنمية تحتاج إلى التكامل فى الوظائف وتنوعها بمعنى أن يكون هناك ما سماهم «الشغالة» ولهم نفس الأهمية حتى ينجح المجتمع.. وشارحا ومفسرا بجملة قائلا «الناس التى تعمل فى الدور الأرضى لا يمكن أن يكون هدفهم أن يصعدوا للأدوار العليا بالرغم من أن جميع الأدوار متكافئة وواحدة».

ثم ربط كريستيان بودا ما سبق مع فكرة إنشاء الجامعات التطبيقية ومتخذا من التجربة الألمانية وما أصبحت عليه حاليا بوجود 107 جامعات بحثية تعنى بالبحث العلمى بجانب التعليم و216 جامعة تطبيقية ليس لديها دراسات عليا تضم البحثية ثلثى الطلاب الجامعيين والتطبيقية الثلث ومتوسط أعداد الطلاب فى البحثية 17 ألفا وفى التطبيقية 6 آلاف وتهدف الدولة حاليا إلى بناء وإنشاء المزيد من الجامعات التطبيقية.. ومشيرا هنا إلى أن المؤسستين تعليم عالى والجامعة التطبيقية ليست معهدا أو مدرسة بل جامعة وتمنح نفس الدرجة العلمية والطلاب والخريجين لهم نفس الحقوق والمميزات والدرجة العلمية واحدة.

وأوضح أن البحثية تمنح درجة الدكتوراه أما التطبيقية لا يسمح لها بمنح هذه الدرجة العلمية إلا إذا كان لها علاقات مع جامعات بحثية فيمكن لها أن تبعث بخريجيها من المتميزين إذا أرادوا الحصول على الدكتوراه والجامعة البحثية مكلفة رسميا من الدولة والمقاطعة وبحكم القانون الصرف على البحث العلمى والأستاذ يدرس بها من 6 إلى 8 ساعات فى الأسبوع وباقى وقته موجه إلى دوره الرئيسى فى البحث العلمى.

وقال أن الجامعات التطبيقية الأستاذ يدرس فيها نحو 16 إلى 18 ساعة فى الأسبوع لأن الجزء التطبيقى فيها أكبر من الجامعة البحثية وهى تقوم أيضا ببحث علمى ولكنه تطبيقى مرتبط بالصناعة والأستاذ فى البحثية يجب أن يكون له أبحاث ومشاركا فى الدوريات العلمية وحضور المؤتمرات العلمية حتى يقوم بالترقيات العلمية لأعضاء هيئات التدريس ولكن الأستاذ الجامعى فى التطبيقى يجب قبل الحصول على الدكتوراه أن يمارس لمدة 5 سنوات فى الحياة العملية تطبيقيا وانجز شيئا فى العمل وحصل على خبرات فى المصانع والشركات.

ويؤكد أنه على سبيل المثال المهندس الجيد من أستطاع أن يبنى وليس له أبحاث علمية ونسأل دائما من صنع السيارة الأفضل لذلك الجامعات التطبيقية هى التى أحدثت الانطلاقة فى المانيا لذلك لا يجب أن تنظر المجتمعات ان أرادت النجاح والتطور أن تنظر إلى المهندس أو من يعمل بيداه و»يوسخها» بانه يعمل فى وظيفة أقل ممن يرتدون البدلة والأناقة لأنهما فى الأصل متساوون فى الحقوق والواجبات ويعتبر هذا التقكير ليس سليما بل فاشلا ويؤخر الدول والمجتمعات.

وعندما التقيت والوفد الصحفى المصرى السفير المصرى بدر عبدالعاطى بمقر السفارة المصرية ببرلين أشار إلى العديد من المباحثات والاتفاقيات التعليمية وغيرها التى أجريت خلال السنوات الأخيرة القليلة الماضية منذ زيارة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى لألمانيا فى يونيو 2015، مشيرا إلى أنه التقى المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل 6 مرات خلال عامين ونصف العام مما يعكس العلاقات القوية والتخطيط والفكر المشترك بين البلدين وموضحا أن هناك انفتاحا كبيرا بين البلدين خاصة فى الملف التعليمى والذى يعد من أهم ملفات التعاون مشيرا إلى الدور الفعال الذى تلعبه الجامعة الألمانية بالقاهرة فى تأصيل وتفعيل أوجه التعاون المختلفة التخصصية العلمية التطبيقية والأكاديمية البحثية بفرعيها فى القاهرة وبرلين مشيدا بالجهود المبذولة من قبل مجلس أمناء الجامعة الألمانية.

وأكد أن التعليم من أشمل القطاعات وأخطرها مشيرا إلى أن هناك مقترحا مصريا لألمانيا، خاصا بأكبر 9 جامعات بحثية كبرى لتخصيص أراضى لها بمبالغ رمزية لإنشاء جامعات بحثية فى مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وأوضح الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة خلال زيارة الوفد الصحفى المصرى لمقر فرع الجامعة الألمانية ببرلين أن للجامعة الألمانية بالقاهرة دورا فى المجتمع المحلى والدولى حيث يتم عقد لقاءات حول الأنشطة المختلفة بهدف تطوير البحث العلمى والمساهمة بضخ المزيد من الاستثمارات العالمية بمصر مع ربط احتياجات السوق المحلى حاليا ومستقبليا بالتخصصات العلمية الأكاديمية الدراسية والفعاليات العلمية والثقافية مع تهيئة وتنشئة الأجيال المستقبلية للعمليات الابداعية والابتكارية المنتجة وإنطلاقا من نفس المفهوم الذى تتبناه الجامعة الالمانية بالقاهرة لهدفها بجذب وتطوين الصناعة بمصر لتحقيق المزيد من الاستثمارات للدولة وتهيئة المناخ المجتمعى مع تحقيق التواصل مع أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيات العالمية.

وأشار إلى مهرجان القراءة واللغة المقام بالجامعة لأطفال مدارس منطقة راينكندورف ببرلين والذين رأيناهم يحملون العلم المصرى بأيديهم والأمسية الموسيقية بمشاركة فرقة الجامعة وأنشطة مهرجان القراءة واللغة المقام بالجامعة لأطفال مدارس منطقة راينكندورف كفعالية فى إطار نشاط الجامعة على مدار العام مع المدارس فى منطقة برلين، وتشمل نشاطات علمية وثقافية وأكاديمية تطبيقا لسياسة الجامعة الهادفة لتخريج مصنعين للتكنولوجيا وليسوا مستهلكين لها، ويقبل عليها طلاب المدارس وأعضاء هيئة التدريس بدولة المانيا.

وأكد فرانك تشيفل عضو البرلمان الألمانى ببرلين عن الحزب الديمقراطى أن ما قدمه طلاب الجامعة الألمانية من أنشطة يمثل أكبر رسالة سلام للعالم الذى يعج بالمشكلات والخلافات حيث أن الموسيقى هى اللغة الأولى للتفاهم حتى وإن اختلفت لغات اللسان.

وأشارت كاترين شولتز بيرند وزيرة التعليم والثقافة بالمقاطعة الألمانية إلى أنها قضت وقتا ممتعا بين العديد من المواطنين الألمان والطلاب المصريين بفرع الجامعة الألمانية بالقاهرة وفرقة الأكاديمية الموسيقية التابعة لها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق