رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ثورات مصر.. مصدر إلهام فى العالم العربى

أسماء الحسيني
ما زالت تحركات الشعب المصرى الكبيرة مصدرا ليس فقط للإلهام فى العالم العربي، وإنما تمثل طوق النجاة للمنطقة بأسرها، التى يبدو أن مصر ما زالت بالنسبة لها منارة إشعاع، رغم كل التغيرات العنيفة التى تعصف بها، وكل المعارك التى تخوضها.

وقد أكد تساقط عواصم وحواضر عربية بفعل الفوضى والتآمر أن تحرك الشعب والجيش المصرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان ضرورة لإنقاذ المنطقة بأسرها. وقد احتفلنا بمرور ٤ سنوات على هذا اليوم المشهود، واليوم نحتفل أيضا بمرور ٦٥ سنة على ثورتنا الأم فى ٢٣ يوليو ١٩٥٢، ليس فقط فى تاريخ مصر بل فى تاريخ المنطقة، ولا نبالغ فى هذا الوصف، فقد أكدته أصوات وأقلام قادة الرأى والفكر فى المنطقة والعالم، الذين تفاعلوا مع ثورة يونيو ومع ثورة يوليو، ورأوا فيهما إنقاذا وطوق نجاة لمصر والمنطقة العربية، التى تتعرض لهجمة تآمرية شرسة من قوى التطرف والإرهاب، وذهب البعض منهم إلى أن هناك خيطا واحدا يربط بين ثورتى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ و٢٣ يوليو ١٩٥٢، وأعتقد أن ذلك الخيط هو تلك الحيوية والديناميكية التى حبا الله بها مصر، وجعلها بحق رمانة الميزان فى عالمها العربى والإسلامي.

ومهما قيل واختلفت الآراء وتنازع المفكرون وغير المفكرين حول ما حدث فى مصر فى صيف عام ١٩٥٢ .. فإن ثورة ٢٣ يوليو ستبقى دائماً واحدة من أهم الثورات فى التاريخ الحديث، ذلك بما خلفته من تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، غيرت وجه الحياة ليس فقط فى مصر، بل فى الوطن العربى كله، ولا نبالغ حين نقول إن آثار تلك الثورة امتدت لتشمل دول العالم الثالث.

لقد بدأت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢بحركة عسكرية قادها تنظيم الضباط الأحرار، الذى تم تشكيله من شباب ضباط الجيش المصرى بزعامة جمال عبد الناصر، ولكن ذلك التحرك العسكرى قوبل باستجابة شعبية مصرية التفت حول الضباط الاحرار، فتحول تحرك أولئك الضباط الشبان إلى ثورة شاملة عصفت بالنظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى مصر آنذاك.

وكانت أبرز ملامح التغيير الذى جاءت به ثورة٢٣ يوليو هى تلك الإجراءات والقرارات الاصلاحية التى بدأت بقرارات التخلص من النظام الملكى وإعلان الجمهورية ثم قرارات الإصلاح الزراعي، وصولا إلى معاهدة الجلاء وكسر احتكار السلاح حتى وصلنا إلى قرار الرئيس عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس والصمود أمام العدوان الثلاثى لتخرج مصر منتصرة وتسترد قناتها، وهكذا اكتملت كل معالم ثورة ٢٣ يوليو ، وهو ما تجلى واضحا فى الفترة من عام ١٩٥٦ وحتى نهاية حرب أكتوبر ١٩٧٣ .

التعريف العلمى للثورة يقول» أنها تغيير جذرى سياسى واقتصادى واجتماعى وثقافى شامل يعم كل ما كان موجودا قبل الثورة، وإذا طبقنا تلك المقاييس على التغيير الذى تم فى فجر ٢٣ يوليو ١٩٥٢ فلن نجد أمامنا إلا ثورة شاملة غيرت كل أشكال الحياة فى مصر فى كل الاتجاهات، ولم ينعكس تأثيرها على مصر فقط بل امتد إلى الوطن العربى الذى تغير تاريخه وتغيرت مجتمعاته بفضل إشعاع الثورة المصرية ، ولم يتوقف التغيير على العالم العربى فقط، بل شمل العالم الثالث كله، فقد وصلت أصداء ثورة٢٣ يوليو١٩٥٢ إلى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وقد شهدت الفترة ما بعد ثورة يوليو فى مصر ذروة النهوض الاقتصادى والاجتماعى والأدبى والفنى والفكرى المصرى كما شهدت بروز دور مصر الاقليمى والدولى كأحد القوى المؤثرة فى العالم ولا يمكن لأحد أن ينسى الدور المصرى فى الوطن العربى وفى العالم الثالث وفى حركة عدم الانحياز.

ولعل ذلك يلهمنا نحن المصريين للعمل من أجل الحفاظ على هذا الدور المصرى التاريخى فى الإقليم والعالم، فكم تمكنت مصر على مدى التاريخ من إسقاط قوى غاشمة، أرادت أن تفرض أطماعها على العالم العربى عبر الاستيلاء على مصر ومحاولة هدم أو القضاء على حيوية مصر ودورها المحوري، وهى تثبت المرة تلو الأخرى وفاءها لدورها ومسئوليتها نحو شعبها وأمتها والإنسانية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق