عند بداية المسرح المصري كان من يؤدي أدوار الشر لا يستطيع السير بمفرده بعد انتهاء العرض في شارع عماد الدين أو الأزبكية وإلا فتك به المدافعون عن الخير وأنصار الفضيلة..
وعند عرض فيلم "أمير الدهاء" في إحدى مدن الصعيد رفع بعض المشاهدين سلاحهم لمؤازرة وحماية النجم أنور وجدي وهو محاصر في قصر الوالي وكادت تحدث كارثة لولا تدخل بعض العقلاء .. فكيف تكون الحال إذا تخيلنا أن قرية مصرية تستقبل عام 1930 مجموعة من السينمائيين لتصوير أول فيلم مصري ناطق ؟! هذه الفرضية العجيبة يطرحها المؤلف والمخرج محمود جمال في مسرحيته" سينما 30" ليناقش من خلالها كيف يتحالف الجهل والتطرف والقهر والفساد لمنع الكاميرا من رؤية الواقع وتسجيله، ومنع الفن من أداء وظيفته في التخيل ومقاومة القبح و الإنتصار للخير . عشرات من الطلاب الهواة المتحمسين بكلية التجارة جامعة عين شمس قاموا بالتمثيل وعمل الموسيقى التصويرية والأزياء و المكياج المبهر لوجوه شاحبة يكسوها الطين ولا يظهر جمالها إلا أمام عين الكاميرا ، ووصلوا للمنافسة على جوائز المهرجان القومي للمسرح مع كبار الفرق المحترفة.
رابط دائم: