يظن البعض أن استعمال مستحضرات الوقاية من الشمس نوع من الرفاهية، أو إنها تستعمل فقط فى المصيف، ولكن فى الواقع استعمالها ضرورى لسلامة البشرة والجلد عموما وخاصة لمن يتعرض لأشعة الشمس لفترات تطويلة سواء فى عمله أو فى سيارته وبشكل يومي..
هذا ما تؤكده د.شريفة فهمى مصطفى رئيس قسم العقاقير بكلية الصيدلة جامعة 6 أكتوبر مضيفة أنه فى المصايف يعد واقى الشمس جزءا من منظومة الحماية من أضرار الشمس، وتشمل البقاء بالظل كلما أمكن، وتجنب الشمس بين الواحدة والثالثة ظهرا، وارتداء ملابس قطنية تغطى البشرة، والقبعات ونظارات الشمس الواقية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة للعين.
وتتركز أضرار أشعة الشمس فى أشعتها فوق البنفسجية تالتى تنقسم إلى نوعين: النوع الأول (أ) وهو مكون من أشعة فوق بنفسجية تخترق الجلد بعمق ومسئولة عن عملية الإسمرار وظهور علامات تقدم السن وبعض أنواع السرطان، وهذا النوع مستواه الذى تبثه الشمس ثابت طوال العام وطوال اليوم، والثانى هو نوع (ب) ويكون مسئولا عن احمرار الجلد والتهابه وحروقه التى يعانيها فى الفترات الطويلة من التعرض للشمس، وهو سبب رئيسى فى سرطانات الجلد وعلامات تقدم السن والاسمرار، ومستواه يتغير حسب فصول العام، وتغيرالوقت فى اليوم وعوامل أخري.وحينما نستعمل واقى الشمس فنحن نحمى بشرتنا من كل هذه العوامل التى تنهك البشرة وتمرضها وتظهر آثار تقدم العمر بصورة أسرع.
وتشير إلى أن ارتفاع سعر واقى الشمس لا يعنى بالضرورة تفوق جودته، وقد يٌخدع المشترى فى هذا الثمن الباهظ ويعتقد إنه يوفر حماية أكبر، كما لوحظ من الدراسات الميدانية أن ارتفاع ثمنه يجعل المشترى يستعمله بحرص وبكميات أقل مما يتسبب فى إصابات أكثر! ولذا نؤكد أن كثيرا من المنتجات القليلة الثمن تتمتع بنفس الجودة طالما أنها قد اجتازت اختبارات وزارة الصحة واعتمدت المعلومات المدونة خارج العبوة.
وعن عوامل الاختيار المهمة تقول د.شريفة الرقم المدون عليها تحت مسمى معامل الوقاية من الشمس (SPF)، وهو مؤشر يوضح إلى أى مدى سوف يحمى هذا المنتج من أشعة الشمس فوق البنفسجية من النوع (ب) ، فالمنتج الحاصل على 15 يحمى البشرة ويمنع عنها 93% من هذه الاشعة، و30 يمنع عنها 97%، و50 يمنع 98% من الأشعة، ولذلك نجد أن المنتجات باهظة الثمن ذات المعاملات فوق الـ50 والتى تصل إلى 75 أو 100 فى حقيقة الأمر لا توفر حماية أكثر بفارق يذكرعن 30, ومع ذلك تكون أثمانها أضعافا مضاعفة.ت أما بالنسبة للأشعة فوق البنفسجية نوع (أ) فهى تقيم حديثا بعدد نجموم يحصل عليها المنتج، أقلهم حماية يحصل على نجمة واحدة، وأكثرها حماية يحصل على خمسة نجوم، والواقى الجيد يجب ألا يقل عن أربعة نجمات، ومعظمهم يكون واسع المدى ويحمى من نوعى الأشعة معا، ويكتب عليها UVA/UVB.
ونؤكد الشراء من الصيدليات لتجنب الغش التجارى الذى يحدث أحيانا بإعادة ملء العبوات الفارغة، فالصيدليات يتم التفتيش عليها من قبل الوزارة، كما يجب التأكد من تاريخ الإنتاج ويستحسن أن يكون قريبا من تاريخ الشراء. وعن الكمية المناسبة، توضح: يجب وضع كمية كافية من الكريم على كامل الجسم غير المغطي، وحددت بـ 45 مل أو ما يوازى 9 ملاعق صغيرة توزع كالآتي: مقدار ملعقة كريم صغيرة للوجه والرقبة، ومقدار ملعقتين صغيرتين للجسم العلوي، وملعقة صغيرة لكل ذراع وملعقتين صغيرتين لكل ساق، وتفرد على كامل الجسم بالتساوى ولا نغفل ظهر الأيدى وظهر الأرجل والرقبة وحتى الشفاه والأذنين، ولا يدلك الكريم كثيرا لأنه مقصود به حماية الطبقات الخارجية للبشرة وليس داخلها. ويجب وضع الكريم كل ساعتين لأنه يفقد فاعليته مع الوقت، ومع أى اختلاط له بالمياه كالسباحة (حتى لو كتب عليه مقاوم للمياه) أو بالعرق أو الاحتكاك. وننصح بعدم استخدام العبوة المفتوحة بعد مرور عام خاصة إذا تعرضت للحرارة العالية.
وللأطفال ولذوى البشرة الحساسة واقيات خاصة تعتمد فى مكوناتها على أوكسيد الزنك وثانى أوكسيد التيتانيوم لأنها الأقل ضررا بالبشرة الحساسة، وبالنسبة للكبار يجب الابتعاد عن الأنواع التى تحتوى على الأوكسيبنزون، ومركبات السيناميت، والبارابين، والبابا PABA، والـ 4MBC لأنها تسبب إضطرابات هرمونية مع كثرة الاستعمال.
وتنصح باختيار الكريمات بدلا من السبراي، وذلك لما قد تسببه جزيئات السبراى الصغيرة من ضرر فى حال وجود جروح أو فى حال استنشاقها بالخطأ، أما فى حال استخدامه فيجب رشه على اليد ثم وضعه على الوجه، ووضع طبقة السبراى بالتساوى على كل الأماكن المكشوفة حتى يرى لمعان هذه الطبقة على الجسم. ويفضل استعمال الجيل أو الليسيون وليس الكريم لأصحاب البشرة الدهنية أو فى المناطق غزيرة الشعر لما يسببه الكريم من تزايد الإحساس بعدم الارتياح للملمس الدهنى .
رابط دائم: