رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يرى أن غياب الجمال نسبى، وعلينا أن نبحث عن الجوانب الجمالية فى مجتمعناد. شاكر عبد الحميد:المناصب الإدارية تؤثر سلبيا على المبدع لكنها تفيد النقاد

حوار ــ د. عماد عبدالراضى
يحتل الناقد د. شاكر عبد الحميد «وزير الثقافة الأسبق» مكانة فريدة فى الثقافة المصرية والعربية، فهو أحد النقاد أصحاب النظرة النقدية التى تتسع لتشمل مع الأدب فنونا أخرى، خاصة الفن التشكيلى، والاتجاهات النقدية المتعددة التى يتعامل معها تطبيقا وتنظيرا، هذا إلى جانب تلك الأواصر الإنسانية التى تربطه بالمبدعين، والتى تنبع أساسا من سماحته وطيبته، وهو ما يجعله محط اهتمام شباب المبدعين والنقاد، ينهلون من علمه ويستفيدون من أفكاره وخبراته التى لا يبخل بها على أحد.

تتحدث دائما عن أزمة الجمال فى الإبداع، فهل تنبع هذه الأزمة من وجود أزمة جمال فى المجتمع بأسره؟

لا يقصد بالجمال ذلك الجمال المادى أو الشكلى، بل هو الإحساس بالجمال، فقد يشعر المرء بالجمال فى أشياء صغيرة كالزهور والنباتات، أو يشعر بالجمال فى علاقة إنسانية، فالجمال إحساس أكثر منه خصائص شكلية، لهذا فعلم الجمال «الاستاطيقا» يدرس أسس الاستجابة للجمال وليس الجمال ذاته، فالجمال مطلوب وعلى الإنسان أن يستكشف الجمال فى كل شىء حتى فى الأشياء التى لا تبدو جميلة، وهو شرط من شروط الإبداع، ولكنه ليس كل شىء، فالمبدع قد لا يتوجه فى كتابته، بالضرورة، إلى الجمال، بل قد يتوجه نحو العدل أو الحكمة أو الابتكار والإضافة والتجديد، أو طرح رؤية جديدة للواقع.

أما غياب الجمال فى المجتمع فهو غياب نسبى أيضا وليس غيابا كاملا، بل يمكن القول إنه تناقص وليس غيابا، وهو بالطبع مؤثر على الجمال فى الإبداع، وعلينا أن نبحث عن الجوانب الجمالية فى مجتمعنا، مثل الجمال فى البيئة والتربية وغيرها.

المناصب الإدارية.. هل تثرى تجربة المبدع أم تجنى عليها؟

لابد هنا أن نميز بين الإبداع فى المجالات الأدبية والفنية، والإبداع فى مجالات البحث والنقد، فلو تحدثنا عن الإبداع فى مجال كتابة القصة أو الشعر أو الرواية أو المسرح أو الفن التشكيلى فقد تكون المناصب مؤثرة سلبيا على المبدع، أما فى مجال النقد فاعتقد أن المناصب تثرى عمل النقاد والباحثين.

والمناصب الإدارية التى توليتها لم تقلل من اهتمامى بالعمل الإبداعى كناقد أدبى، وذلك باستثناء الاشهر الخمسة التى توليت فيها مسئولية وزارة الثقافة، حيث كانت فترة صعبة من تاريخ مصر، واكتفيت وقتها بمقالى فى الأهرام، لكن عندما كنت أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة أو فى غير ذلك من المناصب لم ابتعد عن الأدب والثقافة، وكنت أعمل بالبحث العلمى والمتابعة الثقافية والترجمة.

«الاتجاه النفسي في دراسة الأدب» اتجاه مهم له رواده، إلى أين وصل الآن فى الساحة العربية؟ وهل ترى أنك حملت الراية عن الرواد؟

أحاول أن أضيف جديدا فى هذا المجال، وهو مجال له رواده مثل د. عزالدين إسماعيل ود. مصرى حنورة، وفى مجال الأدب هناك طه حسين والعقاد والنويهى وغيرهم، وفى مجال علم النفس د. يحيى الرخاوى ود. مصطفى سويف، ونحن نستكمل الطريق الآن، ولم يصل الاتجاه النفسى فى النقد الأدبى إلى بعيد، ولكن التركيز ينصب الآن على الاهتمام بدراسة استجابة القراء وتفضيلاتهم. وهذا يرتبط بمسألة الأعمال التى تؤثر فى القارئ أكثر من غيرها، أما فى الماضى فقد كان الاهتمام ينصب على الإبداع وجوانبه، وخصائص المبدع وكيف يمكن تشجيع المجتمع على تلقى الإبداع. كذلك فهناك الآن اهتمام بالمزج بين النظريات والحقول المعرفية الأخرى، مثل علم الاجتماع وغيره من العلوم.

سيطرة النظريات الغربية على الساحة النقدية.. هل تراه فى مصلحة الإبداع العربى؟

لا يكفى أن نقصر النظر على النظريات الغربية فقط، فعندنا نظريات نقدية عربية سابقة وضعها علماء كبار مثل عبد القاهر الجرجانى وقدامة بن جعفر وغيرهما، لكن فى نفس الوقت يجب ألا نتجاهل النظريات الغربية المتطورة بل لابد من دمجها بالنظريات العربية.

كان لك رأى خاص فى مقولة إننا نعيش فى زمن الرواية، فقلت إن الرواية مزدهرة كماً وليس كيفاً.. هل مازلت ترى ذلك؟

كان ذلك فى فترة من الفترات، لكن الآن هناك ازدهارا كيفا أيضا، فهناك روايات كثيرة جيدة، وفى نفس الوقت لايزال الكم غالباً على الكيف، بسبب النشر على شبكة الإنترنت.

هل معنى هذا أنك ترى أن النشر الرقمى أثر على مستوى الإبداع سلبيا؟ أم إيجابيا؟

أثر سلبيا وإيجابيا معا، فقد سهل النشر ووسع دائرته عبر الدول والقارات، فأصبح من السهل أن نقرأ أى كتاب يصدر فى أى مكان من العالم، لكنه أثر سلبيا فى ضياع وقت طويل من القراء، فأفسد وقت القراءة.

قلت فى أحد حواراتك نصا: «تأخذ بعض الروايات شهرة وتترجم فإذا قرأتها وجدت نفسك تتحسر على غياب القيم وانفلات المعايير».. ماذا كنت تقصد بذلك؟

لم أكن أقصد القيم بالمعنى الأخلاقى، بل كنت أقصدها بالمعنى الجمالى أو النقدى، لأن عملية الترجمة لها حساباتها، وتتدخل العلاقات الشخصية فى الأعمال المترجمة، فليس كل ما يُترجَم جيدا، وليس كل ما لا يُترجَم رديئاً، والترجمة لها جزء استشراقى، فقد يبحث المترجمون عن أشياء قد تبدو لهم غرائب أو طرائف. وهناك مشاريع لترجمة الأدب العربى فى أكثر من مكان.. لكن أين هى؟..

لك باع كبير فى نقد الفن التشكيلى، فهل أفادك ذلك فى النقد الأدبى؟

أفدت منه جدا، فعن طريق الفن التشكيلى عرفت أفكارا ومعلومات عن عناصر فنية كثيرة مثل فكرة الصورة نفسها، وهى أفكار من الصعب معرفتها دون التعمق فى الفن التشكيلى. فالإنسان يفكر بالصورة حتى فى مجال الأدب، وتسعين بالمائة من مدخلاتنا اليومية بصرية. حتى الإنترنت ووسائل الإعلام معظمها يعتمد على الجانب البصرى، وفى الوقت نفسه فإن الإلمام بالفن التشكيلى جعلنى على يقين بوحدة الفنون؛ فكل الفنون تؤثر على بعضها البعض.وقد أوردت فى كتابى «عصر الصورة» الكثير من الأمثلة على تأثر الفنون ببعضها.

بم تنشغل فى الوقت الحالى؟

أقوم حاليا بترجمة كتاب مهم للمركز القومى للترجمة، وهو كتاب «التاريخ الجليل للايديولوجيا» لمفكر مشهور فى أوروبا لكنه ليس معروفا، حتى الآن، فى الأوساط الثقافية العربية، وهو المفكر التشيكى سلافوى جيجيك. والكتاب يجمع بين الفلسفة والفن وعلم النفس، كذلك استكمل كتابا كنت قد بدأته منذ فترة عن الشاعر محمد عفيفى مطر، هذا إلى جانب متابعة الحالة الإبداعية بقدر الإمكان والمشاركة فى الندوات وكتابة المقالات حينما يسمح وقتى الضيق.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق