رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صورة وحكاية
الهند.. بين تهميش المرأة واحترام البقرة !

> هدير الزهار
انتشرت مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعى صور عديدة لفتيات يضعن أقنعة الأبقار على وجوههن ويتجولن فى شوارع العاصمة الهندية نيودلهي، وصور أخرى لهن وهن يمارسن طقوسهن اليومية بشكل طبيعى مرتدين القناع ذاته، وظن البعض فى البداية أنها مجرد دعابة من الفتيات، وظن آخرون أنها مفبركة تم تصميمها بواسطة احد البرامج المختصة بتعديل الصور، ولكن جاءت المفاجأة عقب البحث عن مصدر تلك الصور والهدف منها، الذى يتلخص فى البحث عن إجابة على سؤال محير، آلا وهو «أيهما أهم فى الهند..البقرة أم المرأة ؟



«. فقد قام مصور هندى يدعي، سوجاترو جوش، بمبادرة تصوير فتيات الهند بأقنعة أبقار ليوجه من خلالها رسالة قوية للحكومة الهندية، ولكن بشكل غير تقليدى بعيدا عن المظاهرات والاحتجاجات التى لم تعد تجدي، هدفها إلقاء الضوء إلى أى مدى أصبحت الأبقار أكثر أهمية من النساء بل أن المرأة الهندية أصبحت فى مرتبة أقل بكثير من مرتبة الأبقار، حيث أصبحت محاطة بقيود جمة تعيق حريتها، خاصة فى ظل الخوف والقلق الذين أصبحا مرافقين لها بسبب ما تتعرض له من تحرش واغتصاب وعنف آسري، والأدهى تيقنها ان القانون لا يحميها ولا يصفها.

فطبقا لأحدث الإحصائيات الرسمية التى اطلقتها الحكومة الهندية أنه تم تسجيل 34 الف حالة اغتصاب فى عام 2015 فقط، كما أكدت الاحصائيات أيضا أن هناك جريمة اغتصاب تحدث كل 15 دقيقة تقريبا. وللأسف لا يحمى القانون المرأة، فلو تجرأت الفتاة فى المطالبة بمعاقبة الجانى تستمر القضية فى المحاكم سنوات طويلة وربما ينال المتهم فى النهاية عقابا بسيطا او لا ينال عقابا مطلقا، وذلك فى الوقت الذى إذا ذُّبحت بقرة أو ضُربت يقوم الهندوس المتشددون بمجازر.

فمن المؤسف ان تخرج المظاهرات للمطالبة بإجراء تعديل دستورى يمنع ذبح الابقار وإدانة المتهمين بالسجن وفرض غرامات بالآلاف، دون المطالبة بتطبيق عقوبات صارمة على مرتكبى جرائم الاغتصاب، الذين تتصدر قصصهم عناوين الصحف يوميا مصحوبة بتفاصيل يندى لها الجبين. وطبقا لما ذكره جوش، ان الهدف من مبادرته ليس سياسيا ولا دينيا بل انه أراد توعية الناس بخطورة الأمر، كما أنها بمثابة صرخة فى وجه الحكومة، التى أصبحت تولى الأبقار اهتماما كبيرا خاصا منذ ان وصل الحزب القومى الهندوسي، بزعامة رئيس الوزراء الحالى ناريندرا مودى لسدة الحكم عام 2014، ووصول الأمر الى حد القتل، فقد قتل أكثر من 12 شخص على مدار العامين الماضيين على يد الهندوس المتشددين بسبب الأبقار.

وعن تفاصيل مبادرته، قال جوش، الذى يبلغ من العمر 23 عاما، إنه خلال زيارته لولاية نيويورك الشهر الماضي، قام بشراء أقنعة الأبقار من احد محلات بيع الملابس التنكيرية عازما على تنفيذ مشروعه، حيث التقط نحو 25 صورة للفتيات، من بينها صور فى أماكن سياحية شهيرة بالبلاد وأمام مبانى حكومية. وما ان وضع الصور على حسابة على الانستجرام حتى انهالت علية ردود الافعال الإيجابية، واعلن عدد كبير عن تقديرهم له ولاستخدامه لذلك الأسلوب الحضارى فى انتقاد الوضع فى البلاد، خاصة فى عصرنا هذا الذى أصبحت فية الصورة بألف كلمة، كما عرضت عدة فتيات مشاركتهن له اذا اراد استكمال المبادرة. ولكن ما ان بدأت الصحف تتناول المبادرة وتنشر عنها حتى جاءته عدة رسائل بها تهديد بالقتل، والبعض قدم بلاغات فى اقسام الشرطة يتهمونه بإهانة الحزب الحاكم وشروعه فى إشعال الاضطرابات ونشر الفوضى فى البلاد. ورغم ذلك فلم تنل تلك التهديدات من عزيمته بل قرر السفر لعدة ولايات بالهند لاستكمال مشروعه ونشر رسالته، فلدية الكثير من الأفكار والخطط التى سيسعى من خلالها لتوصيل رسالته.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق